المعطلون بالعيون: نصر أولي وجب تعميمه

مستجد نضالي17 فبراير، 2016

قد يستطيع القمع والتشويه الإعلامي النيل من نضال الكادحين، ولكن فقط إلى حين. فرغم القمع الأهوج الذي نال كادحي العيون بعد فض مخيم “أكديم إزيك”، تتالت النضالات والاحتجاجات بالمدينة وباقي مدن الصحراء.

استمرت الدولة منذ قمع مخيم “أكديم إزيك” عبر أبواقها في شن حملات إعلامية مضللة للنيل من أي تحرك جماهيري وشعبي ذو مطالب اجتماعية في الصحراء.

 يجري التعدي على التحركات النضالية في مدن الصحراء في صمت مطبق بعيدا عن أي تضامن نوعي من كافة منظمات النضال، إلا النزر اليسير.

كان هدف النظام المغربي دائما هو فرض العزلة على النضالات هناك( لنتذكر الترحيل القسري والجماعي لعشرات المناضلين اليساريين النقابيين والجمعويين خارج مدن الصحراء) ويبدو أن مسعاها سائر نحو التحقق بخطى ثابتة، بفعل حملات دعائية شوفينية يحقن بها أدهان  الجماهير بالصحراء وسكان الداخل ضاربا إسفينا من الحذر والتوجس يعيقان النضال المشترك لفرض الحقوق المهضومة من طرف أقلية مستغلين موحدة المصالح.

فالصادحون بالعدالة الاجتماعية يجري وصمهم بالعداء للوحدة الترابية ويتهمون بكونهم انفصاليون مخربون وجب إخراسهم والزج بهم في السجون والتضامن معهم جريمة،(غرس الشوفينية في صفوف الكادحين) هكذا يقدم خدام الاستبداد كل من يكافح ضد الرأسمال في مدينة العيون لتظل المقاومة الاجتماعية بعيدة عن التضامن.

كفاح المعطلين بالصحراء.. من أجل الحق في حياة كريمة

شهدت مدينة العيون مؤخرا معارك نضالية للمعطلين يطالبون من خلالها بالحق في الشغل والحياة الكريمة أي الإدماج الفوري في أسلاك الوظيفة العمومية، لم تخل كل الأشكال النضالية السلمية من الحصار والمنع (إغلاق المقر في وجه المتضامنين، قطع الكهرباء…) وكذلك  من التدخل الهمجي للقوات البوليسية التي تنكل بالمعطلين وتسحل المعطلات أمام الأنظار، كل هذا مصحوب بعبارات الشتم والسب والتهديد بالاعتقال تحت جريرة “الانفصال”.

في الأيام الماضية خاض “التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين” معركة بطولية لانتزاع الحق في العمل بعد إضراب عن الطعام دام 14 يوما، خلف حالات إغماء، بمقر جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان. لقي الإضراب تعاطفا وتضامنا واسعا من طرف عائلات المعطلين المضربين.

حقق “التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين” نصرا أوليا بعد معركة الأمعاء الفارغة، إذ تم إجراء مفاوضات مع المسؤولين في المدينة بعد أن قرر المضربون التوقف عن تناول الماء والسكر، أفضت  –المفاوضات-  إلى تعليق الإضراب مقابل وعود بتسوية  قضية المعطلين المضربين .[1]

لازال التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين يناضل في شوارع مدينة العيون من أجل نيل المطالب المشروع ويتعرض لتنكيل والقمع. ( وقفة 14 فبراير )

في الحاجة إلى تعميم خبر النصر الأولي

لم يتم تداول هذا النصر وتعميمه بما يكفي مخافة أن يستثير حركات احتجاجية أخرى في الصحراء وغيرها من المدن التي تعج بآلاف المعطلين والمعطلات.

فقد نكل بمعطلي الصحراء في غياب أي تناول إعلامي منحاز لقضيتهم وفي غياب أي مساندة فعلية لنصرة قضيتهم (تنسيقيات، لجان دعم…). وهاهو نصرهم الأولي على الدولة يتم طمسه لتفادي الاقتداء به.

ورغم ذلك فإن أي نصر يحرزه الكادحون ينتشر كما النار في الهشيم، رغم طمس الإعلام البرجوازي له. فقد انتقلت معركة الأمعاء الفارغة إلى مدن أخرى بالصحراء أهمها طانطان التي باشر معطلوها تنفيذ إضراب إنذاري عن الطعام وخروج  المعطلين في مدينة كلميم بوقفات احتجاجية في الساحات العامة.

التضامن الواجب مع معطلي الصحراء

الرأسمالية ماضية في سحق الكادحين بكل إصرار، فهي لا تميز بين سكان الجبل و الصحراء، فالمهم أن تحافظ على أرباحها ومصالح خدامها سواء كانوا من أهل الجبل أو الصحراء.

تستغل دولة الاستبداد السياسي والاستغلال الرأسمالي، ما ترسب من عنصرية عبر القرون الماضية لدب التفرقة بين كادحي الصحراء وباقي مناطق المغرب، وقد نجحت بشكل كبير في ذلك، بسبب غياب تربية سياسية طبقية للكادحين والعمال، وهو ما يجب تجاوزه ويطرح مهاما جساما وصعبة، لكنها ليست مستحيلة، على اليسار والمناضلين العماليين وكل التقدميين.

إن ما يجري في مدينة العيون من معارك ضد الهشاشة الاجتماعية والبطالة هو نضال طبقة الكادحين ضد الاستغلال وضد النيوليبرالية، فالجميع مطالب بالوقوف إلى جانب مقاومة المعطلين الصحراويين لسياسة الدولة في التشغيل وضرب الوظيفة العمومية.

هوامش:

[1]  – معطلو العيون يضربون عن الماء والسكر..ورئيس الجهة يزورهم،هشام العمراني، موقع بديل،الاثنين 25 يناير 2016.

 المراسل

شارك المقالة

اقرأ أيضا