انتفاضة سريلانكا تُرحّل الحاكمين

غير مصنف18 يوليو، 2022

سيلُ الغضب الكامن في شوارع سريلانكا منذ شهور يبلغ الزبى أخيرا في منتهى الأسبوع الأخير، مشيعا الهلع لدى حاكمي البلد.

تحدى آلاف الأشخاص حظر التجول المفروض، واتجهوا الى العاصمة للمشاركة في مظاهرة هائلة في كولومبو يوم السبت 9 يوليو. وصادروا حافلات وشاحنات لا زال بها وقود، وتكدسوا في قطارات لا تزال قادرة على السير.  وانضموا، فور بلوغ العاصمة إلى مئات آلاف أخرى من الأشخاص الغاضبين بفعل الانهيار الاقتصادي والفساد السياسي.

وكان مطلبهم الجماعي: “يجب أن يرحل غوتا” قاصدين الرئيس غوتابايا راجاباكسا وأسرته من معاونيه في الحكومة.

لا يزال هذا يبدو غير واقعي

نصب المتظاهرون/ات في وسط المدينة متاريس مرتجلة لمنع الشرطة والجيش من تشتيت المتظاهرين/ات. وحتى استولوا على مدفع مائي، بعد انتزاعه من رجال الشرطة، وكتبوا عليه ” أعيدوا لنا  المال المسروق”.

وغير بعيد من هناك، صادر المتظاهرون/ات شاحنة عسكرية واقتحموا بها آخر باب يفصلهم عن إقامة الرئيس.  وتدفق مئات الأشخاص، محتلين بسعادة السكن الفاخر الذي فر منه راجاباكسا بسرعة.

” بعد أقل من ساعتين من البداية، كنا داخل الإقامة”، هكذا صرح نوزلي هاميم، الذي ساعد على انشاء معتصم الاحتجاج الأول Galle Face Green  في شهر أبريل/ نيسان، مضيفا: ” لا يزال هذا يبدو غير واقعي”. بعد بضع دقائق من ولوج القصر، كان بعض المتظاهرين يعومون في مسبحه بينما يتدرب آخرون في قاعة الرياضة او يسترخون في الغرف. ومنقبا في الأدراج، ابرز متظاهر باعتزاز ألبسة داخلية قال إنها للرئيس.

وعلى متن باخرة للبحرية السريلانكية، أعلن راجاباسكا أنه سيستقيل يوم 13 يوليو: تموز. وفي المساء اتجه المنتفضون/ات صوب بيت الوزير الأول رانيل ويكريمسينغه، وأحرقوه مرددين هتافات وأناشيد. واضطر هو أيضا إلى إعلان استعداده للانسحاب لصالح حكومة وحدة وطنية.

ما كان لي يوما أن أظنه حصول هذا في سريلانكا

تحول يوم الأحد إلى يوم عيد. كانت ديبا راناوارا وزوجها وطفليهما من المستفيدين من أجواء الاحتفال. أوضحت ديبا، ضاحكة، انها باتت عاجزة عن البقاء واقفة لفرط الألم بركبتيها بعد أن سارت 24 كلم للانضمام إلى المتظاهرين. “ورغم كل شيء، نحتفل بالحدث الذي وقع هنا”، واضافت” لقد قاسى الناس كثيرا. ولم يكن لي قط، في أحلامي الأكثر جنونا، أن أظن إمكان حصول هذا في سيريلانكا”.

أجواء الكارنافال مستحقة، لكن لا يمكن أن تستمر.  فالأزمة الاقتصادية تشتد بقدر نفاذ كل مخزونات المواد الأساسية.  ويسعى ساسة الطبقة الحاكمة بضراوة إلى استعادة المبادرة.

يجري الحديث عن حكومة وحدة وطنية تضم كل الأحزاب الرئيسية، وربما تنظيم انتخابات جديدة.  سيكون هدف كل إدارة جديدة خنق الاحتجاجات وابرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي يستتبع اقتطاعات من الميزانيات الاجتماعية وعمليات خصخصة.  وكل الأحزاب السياسية منخرطة في هذه العملية.  لا يمكن الاعتماد على أي منها للدفاع عن الشغيلة وصغار المزارعين والصيادين، وعامة الفقراء.

لذا يتعين على الحركة التي أنهتا سلالة راجاباسكا ان تتهيأ لمعارك أهم.

مصدر: Hebdo L’Anticapitaliste – 624 (14/07/2022)

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا