تيار المناضل-ة: نداء مساندة مسيرة الرباط يوم الخميس 21 ديسمبر 2023

سياسة, غير مصنف20 ديسمبر، 2023

يا شغيلة المغرب، يا عامة الشعب المقهور

ينزل يوم غد إلى العاصمة شغيلةُ التعليم، مواصلين ومواصلات سيرورة نضالية فريدة من نوعها بدأت قبل زهاء ثلاثة أشهر،  من أجل الحق في عمل وحياة لائقين، بوجه هجمات الدولة على المدرسة العمومية والوظيفة العمومية وعلى كرامة طبقة الأجراء و الأجيرات.

يناضل شغيلة التعليم دفاعا على الخدمة العمومية التي تنهال عليها دولة البرجوازية بمعاول وجرافات الهدم، لتمهد الطريق للاستثمار من أجل الأرباح لفائدة أقلية مستأثرة بالثروة في بحر متزايد الاتساع من الفقر والتجويع. فبعد التعليم، ها هو المستشفى العمومي أثرٌ بعد عين، والمشافي والعيادات الخاصة المُتاجرة في الصحة تنبت كالفِطر بكل مكان. ما ينذر بالكوارث في ظل سياسة أجور البؤس واستشراء العمل الهش والبطالة.

يناضل شغيلة التعليم ضد تدمير الدولة للقدرة الشرائية، بفعل الغلاء الفاحش الذي تستفيد منه المجموعات الرأسمالية الكبرى، وبمقدمتها مجموعة رئيس حكومة الواجهة. لقد أدت سياسة القمع المُمنهج للعمل النقابي في القطاع الخاص، المحاصَر بالهشاشة والبطالة الجماهيرية، إلى شبه قضاء على النقابة العمالية في هذا القطاع. وأدى القمع وخنق الأصوات المحتجة بشدة متنامية منذ قمع حراك الريف، إلى محاصرة أدوات النضال الشعبية بنحو منع، في كلتا الحالتين، بروز حركة مقاومة للغلاء كالتي شهدها بلدنا في 2006- 2007. وهذا ما يجعل كفاح شغيلة التعليم من أجل تحسين القدرة الشرائية نضالا بالنيابة عن كافة المقهورين- ات المغلوبين- ات على أمرهم- هن. وهذا يملي علينا جميعا واجب مساندة شغيلة التعليم في دورهم الطليعي في رد الهجمات البرجوازية على قوتنا اليومي.

لقد دخل كفاح شغيلة التعليم التاريخ من باب العزة والمجد لأن دعوات التنسيقيات الثلاثة إلى الإضرابات طيلة كل هذه المدة، واستجابة مئات آلاف الشغيلة لها، نسفٌ استباقي لمشروع قانون الإضراب الذي كان يرمي، ضمن ترسانته القمعية المهولة، إلى جعل الدعوة إلى الإضراب بين أيدي أجهزة “نقابية”تعتبر “الإضراب أبغض الحال” وتفضل عليه “مأسسة الحوارٍ اجتماعي”، أجهزة “نقابية” متحكم بها، طيعة، خادمة لسياسة “السلم الاجتماعي” ، التي تروم فرض “موت اجتماعي” على الشغيلة وكافة الكادحين- ات ليخلو الجو للرأسمال ليوسع غزوه لكافة مناحي الحياة ويعمقه.

إن للطبقة العاملة المغربية أن تعتز أيما اعتزاز بشغيلة التعليم التي أعادت الاعتبار للنضال العمالي، مقدمة المثال عن المشاركة الجماهيرية الفعالة بأشكال ديمقراطية يتعين تصليبها وتطويرها.

إن المشاركة القوية في مسيرة الرباط يوم غد الخميس إنذار للبرجوازية ودولتها بأننا، شغيلة وجماهير شعبية، على استعداد تام لمقاومة القادم من تعديات علينا، أولها قانون المنع العملي للإضراب، واستكمال إلغاء مكاسب التقاعد، الرامي إلى رفع سن التقاعد إلى 65 سنة وإدخال تعديلات وإعادة هيكلة كلها ضرر بنا، ومراجعة مدونة الشغل في الاتجاه الذي يطالب به أرباب العمل، اتجاه هشاشة التشغيل المفرطة التي ستحولنا إلى عبيد لا حول لهم و لا قوة، لأن استشراء أشكال العمل المؤقت وكل صنوف الهشاشة يُعدم إمكانات التنظيم النقابي ويجعلنا فريسة سهلة لفرط الاستغلال والقهر ودوس الكرامة.

لقد دشن شغيلة التعليم سيرورة نضالية، تلزمنا بتوسيعها في قطاعات أخرى لبناء ميزان قوى كفيل بوقف العدوان والتقدم على طريق تحسين أوضاع طبقتنا برمتها. وقد بدأت تباشير هذا التوسيع تلوح بما ستشهده الأيام القليلة القادمة من إضرابات شغيلة الجماعات الترابية، وما يعتمل في العديد من القطاعات هنا وهناك.

هذه الروافد تستدعي الإنماء والتوحيد في سيل جارف، سيل إضراب عام عمالي وشعبي، يبرهن للعدو الطبقي على ما تستطيعه الطبقة العاملة يوم تتجسد إرادتها في فعل نضالي موحد.

ارفع رأسك أيها الأجير وأيتها الأجيرة فقوتنا أعظم مما نتصور، مرعبة لمن يستغلنا ويقمعنا، وما علينا غير أن نجمعها ونوجهها الوجهة الصائبة نحو الهدف: هدف تحسين أوضاعنا المادية والاجتماعية، بما يطور قدرتنا على الكفاح للسير قدما على طريق التحرر النهائي من نظام الاستغلال والقهر الطبقيين، والاضطهاد النوعي للنساء، وبناء مجتمع الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، اي مجتمع الاشتراكية الايكولوجية النسوية.

 المجد لشغيلة التعليم، رجالا ونساء، وحي على الكفاح

 

تيار المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا