اسلاموفوبيا: أقوال وأفعال

بلا حدود12 ديسمبر، 2015

نقلا عن موقع المنشور، المنتدى الاشتراكي، لبنان: نشر في‫:‬السبت، 12 كانون الاول/دجنبر 2015 

الكاتب/ة: جوليان سالانج.
ترجمه‫/‬ته الى العربية‫:‬ وليد ضو      

‫لم تكد تمضي ساعات على هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر حتى أطلق العنان لموجة من الاسلاموفوبيا ليس فقط من جانب تطرف اليمين واليمين المتطرف، ولكن أيضا جاء ذلك من جهة أعلى المسؤولين في الدولة: تصريحات مشينة، تعميمات مشكوك بصحتها، ووصم جماعي…‬

بدأ الأمر بكلمات، ومن ثم بأفعال: الاعتداء على الناس وعلى المساجد، كل ذلك في سياق العمليات الأمنية الموجهة بشكل أساسي ضد الأفراد وأماكن عبادة المسلمين.

ومن المستحيل تعداد في هذا المقال كافة التصاريح الاسلاموفوبية والتي تلفظ بها شخصيات عامة في أعقاب الهجمات في باريس. لكن البارز فيها كان تصريح فيليب دو فيليه، الذي ندد، عشية يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر، بـ”جومعة” فرنسا [تحويل فرنسا إلى جامع]، مرددا مع الأسف عبارات العديد من زملائه من يمين اليمين.

ثم في الأيام التي تلت ذلك، نما خطاب يدعو إلى “فك الارتباط”، المشابه لذاك الذي انتشر بعد مجزرة شهر كانون الثاني/يناير: أقل بغضا في ظاهره من اسلاموفوبية البعض، ويدعو المسلمين إلى “فك ارتباطهم” بالإرهابيين وداعش، وهو أمر لا يطاق. هكذا أعلن آلان جوبيه في 17 تشرين الثاني/نوفمبر بأن “على مسلمي فرنسا أن يقولوا بشكل واضح أن لا علاقة تربطهم بالبرابرة في الدولة الاسلامية”، كما قال مانويل فالس على التلفزيون في 24 تشرين الثاني/نوفمبر إنه على “الدين الاسلامي وقف أي تهاون له مع هؤلاء الإرهابيين”.

تعني تصريحات جوبيه وفالس وغيرهما أن المسلمين في فرنسا (وخارجها) هم مشتبه بهم بتهاونهم أو يمكنهم “القيام” بأمر ما مع الإرهابيين. نكرر: أوامر “فك الارتباط” تشير إلى أن المسلمين بطبيعتهم يدعمون مع الإرهاب ما لم يعلنوا عكس ذلك. هكذا يتم إلقاء الشبهة على كل المسلمين في فرنسا…

اعتداءات، تخريب، وعمليات تفتيش

ترافقت هذه التصريحات مع تضاعف عمليات شرطة الطوارئ الموجهة ضد الأفراد وأماكن عبادة المسلمين. دهم المنازل، والتنميط العنصري، “زيارات” للمساجد… هنا أيضا اللائحة تطول جدا لسرد مجمل العمليات التعسفية التي لم تؤدِ إلى أي شيء (أي اعتقال، أي أدلة مادية على صلة بالإرهاب)، إنما ساهمت، إلى جانب دور وسائل الإعلام، بالحفاظ على وتعزيز مناخ انعدام الثقة، حتى الكراهية ضد المسلمين.

لذلك، ليس من المستغرب أن يعتدي العديد من الناس جسديا على أشخاص “ذي مظهر إسلامي” أو عبر ملاحقتهم إلى أماكن عبادتهم بـ: التشائم والتهديد والضرب باليد أو بالسكاكين، وبخ شعارات عنصرية أو نيو-نازية على جدران المساجد… والأسوأ تم تجنبه في مدينة أفرانشيه، حيث أطلق شخصان النار على محل لبيع الكباب، وقد بررا اعتداءهما بأنهما أرادا “القيام بشيء ما ضد الاسلام السياسي”…

جو سام، يدعمه العديد من المسؤولين السياسيين غير المسؤولين الذين، وبدلا من تحمل مسؤوليتهم الخاصة، يفضلون البحث عن كبش فداء، ويضفون الشرعية على أكثر الخطابات رجعية وعنصرية ويشجعون على المضي بها قدما. الرد بدأ يتنظم، خاصة عبر شبكات مكافحة الاسلاموفوبيا، ولكن الحركة العمالية لا تزال خجولة حتى الآن، حتى لا نقول غائبة. اسلاموفوبية الدولة وقمع الاحتجاجات الاجتماعية وجهان لعملة واحدة، حالة الطوارئ، وصناعة “العدو الداخلي” يمكن أن تفيد كل من له مصلحة بتفاقم خَطِر للأمور.

* نشر المقال باللغة الفرنسية في العدد 314 في المجلة الاسبوعية للحزب الجديد المناهض للرأسمالية- فرنسا بتاريخ 3 كانون الأول 2015

شارك المقالة

اقرأ أيضا