القتل الجماعي بمدينة نيس الفرنسية

سياسة16 يوليو، 2016

القتل الجماعي بمدينة نيس الفرنسية: ضد كل الهمجيات من أجل بديل تقدمي وتضامني واشتراكي

نفد مجرمون مجزرة رهيبة في حق مواطنين عزل باستعمال شاحنة تبريد ضخمة. خلفت الجريمة حتى اللحظة ضحايا من جنسيات مختلفة؛ 84 من القتلى و200 آخرين من الجرحى 50 منهم في حالة بالغة الخطورة.

 لا شيء البتة يبرر الإجرام الشنيع لتنظيمات رجعية دينية إرهابية تحمل مشروعا مجتمعيا واعيا قروسطيا تسعى لبلوغه، وتقتل البشر سواء في المراكز الامبريالية أو أسواق بغداد الشعبية، وتحرق قرى الفقراء في نيجيريا، وتفجر المعابد والكنائس في باكستان…

جرائم هذه التنظيمات متكاملة الأركان كما جرائم الوجه الآخر للهمجية التي تسود العالم. وجه مقيت لعالمنا عنوانه العريض، براميل متفجرة التي ترمى على المدارس والمستشفيات بسوريا وقصف طائرات السوخوي والقنابل الذكية، والقصف عبر السفن الراسية بالشواطئ وبقاعدة طرطوس من طرف الروس، فضلا عن قصف باقي الامبرياليات وعلى رأسها أمريكا وفرنسا… التي بدورها تقصف أهدافا، وتسقط ضحايا وتبعث طائرات بدون طيار لتقصف أعداء غالبا ما يكون الضحايا مدنيين.

يستعمل حكام البلدان المستهدفة بالإرهاب السلفي المشاعر التي تثيرها جرائم داعش لفرض سياسة امنية فائقة تضع كل اعتراض على سياسة التقشف المدمر لمكاسب تاريخية في خانة خدمة العدو، وتستثمر ذلك لتشديد التضييق على الحريات الأساسية

ليس الحل الأمني الذي يعتمده الحكام مجديا، فكل ما تم تجريبه في أفغانستان لم يقض على تنظيم القاعدة بل ولد داعش

الحل الجوهري حل  سياسي قوامه تغيير جذري للسياسة الداخلية و الخارجية  : تجفيف منابع الهمجية السلفية بالتخلص من الهمجية الامبريالية، وسحب الجيوش الامبريالية المتدخلة عبر العالم، ومساندة  شعب فلسطين وكل الشعوب المناضلة ضد الاضطهاد، من اجل حقوقها، ووقف دعم الانظمة الرجعية بالمنطقة وبرأسها نظام السعودية المتدخل باليمن… وسن سياسة اجتماعية قائمة على التضامن والحريات الديمقراطية وتقاسم الخيرات وتلبية الحاجات الاجتماعية، أي تغيير اسس المجتمع الراهن القائم على الاستغلال والظلم والعنف والاقصاء والعنصرية…

الموت والعنصرية والحقد والهيجان الرجعي نتاج أزمة نظام رأسمالي يجر البشرية لتتوغل أكثر في الهمجية. ليس مبالغة القول إن العالم اليوم أسوء بكثير وأخطر بشكل لا يوصف عن سنوات الثلاثينيات المولدة لصعود الفاشية وجرائمها والحرب العالمية وكلفتها الباهظة.  إن الرأسمالية المفلسة تجر العالم من قرنيه الى كارثة محدقة ولا منقذ غير استبدال هذا النظام  بنقيضه الاشتراكي ، والأمر ليس مجرد خيار بين خيارات أخرى، بل صرنا أمام خيارين واضحين بجلاء: إما الاشتراكية أو بربرية رأسمالية غير مسبوقة.

           تضامنا الاممي مع ضحايا مجزرة نيس ومع كل ضحايا غزوات الارهاب الرجعي والتدخلات الامبريالية.

تيار المناضل-ة، 16 يوليوز 2016

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا