جميعا من أجل فك الحصار والتضامن مع نضالات ساكنة أولاد يحيى بإقليم زاكورة. لا لمتابعة المناضلين.

الحركة الاجتماعية21 فبراير، 2018

في ضواحي مدينة زاكورة (جنوب شرق المغرب)، تجري معركة احتجاجية لقرابة خمسة أشهر. إبان الاحتجاج الذي شهدته هده المنطقة من أجل الماء الصالح للشرب، وبعده، يواصل سكان دوار أولاد يحيى لكراير الاحتجاج ضد التهميش والفقر، وهم معتصمون بالبلدة، وينظمون أشكال نضال من أجل تلبية مطالبهم. تنخر الهشاشة الاجتماعية هذه المنطقة بشكل واسع، وهي ذات مناخ قاس صيفا وشتاء، وتغيب عنها سبل العيش، إذ تعتمد على الزراعة المعاشية والبورية بخاصة، وامتهان الرعي والترحال. عجز اجتماعي تاريخي مهول في مواجهة الغلاء، وغياب البنيات التحتية والوسائل لتمدرس الأطفال والصحة… لا يجد الأهالي غير الهجرة حلا للهروب من الكارثة العظمى التي حلت بهم.
رفع أهل أولاد يحيى راية الاحتجاج، بعد أن أعياهم انتظار تنمية تملأ وعودها وسائل الاعلام، وخرجوا يحتجون من أجل الاستفادة من برنامج تيسير الخاص بالتحويلات المالية المشروطة لفائدة أسر التلاميذ لتشجيعها على تمدرس أبنائها. وفك العزلة عن الجماعة وتسريح المشاريع المتوقف تنفيذها سواء المتعلقة بالماء الشروب، والكهرباء، والسوق الأسبوعي، وتوفير الخدمات الطبية، ومحاسبة المسؤولين عن هدر المال العام بالجماعة لسنوات. راسل السكان السلطات وكل المسؤولين محليين وإقليميين وجهويين ووطنيين، وأرفقوا ملفهم بعريضة موقعة من طرف 600 شخص.
ليست هذه المنطقة لوحدها من خرج سكانها من أجل نفس المطالب، بل إن الاحتجاجات تواترت في السنة الأخيرة بعموم شريط الجنوب الشرقي المغربي من زاكورة إلى تنغير وصولا إلى أقاليم أزيلال وميدلت وتاوريرت… الخ. كلها احتجاجات من أجل رفع التهميش والعزلة والإقصاء، والتنمية المحلية على كافة الصعد (صحة، تعليم ونقل مدرسي، أرض، طرقات، ماء، كهرباء، شغل، والدقيق المدعم، وملاعب للشباب والأطفال، ومحو الأمية، وأندية نسوية…).
نظم سكان هذا الشريط الجغرافي أشكال نضالية متنوعة، وكلها شهدت تنظيم مسيرة مشيا على الأقدام إما صوب العمالة أو الولاية أو الرباط، وكلها حوصرت بالقمع، ومنها ما شهد اعتقالات ومحاكمات وأحكام قضاء قاسية. وكلها جرت بعزلة عن بعضها البعض، منغلقة في مجالها الترابي، ولم تتلقى الدعم والتضامن الضروريين من منظمات النضال القائمة، النقابية والحزبية والجمعوية، سوى في حالات نادرة جدا، وعموما لم يرق التضامن للمأمول الذي من شأنه الضغط للاستجابة لمطالب الناس وحقوقهم.
لقد حوصرت مسيرة سكان أولاد يحيى إلى العمالة بالقمع شأنها شأن باقي الاحتجاجات الشعبية التي سبقتها أو الجارية بتزامن معها. لا رد على مطالبهم سوى التسويف والمماطلة، وهذا رئيس الجماعة يقول بأن مطالب المحتجين تعجز حتى الحكومة نفسها عن تحقيقها. باقي المسؤولين غير مبالين سوى بتوفير أجهزة القمع لمحاصرة المحتجين وإرهابهم، ومتابعتهم قضائيا مثل ما يجري مع الطالب المجاز، خالد أوبازك، في حالة سراح، الذي سيمثل أمام المحكمة يوم الأربعاء 21 فبراير الجاري. لا لمحاكمة المناضلين، نعم للاستجابة للمطالب العاجلة للمحتجين.
إنها المطالب نفسها التي ترفض الدولة الاستجابة لها بمبرر الضائقة المالية وهلم جرا. إنها المطالب التي لا تريد الدولة بسياستها النيوليبرالية القاتلة للمكاسب والحقوق والمصادرة للحريات أن تلبيها. هي مهتمة بالمشاريع الكبرى المربحة والموسعة لأرباح البرجوازيين. هي مهتمة بمتابعة ومرافقة استثمارات برجوازييها في القارة الافريقية وغيرها… أما الشعب المطحون فله كل أنواع الجحيم: البطالة والغلاء والفقر وتردي الخدمات العمومية والبنيات التحتية الاجتماعية إن لم يكن غيابها الكلي.
يريد كادحو المغرب وكادحاته تغيير أوضاعهم إلى الأفضل، غير أن فتاليتهم تعوزها منظمات نضال شعبي وعمالي حقيقية.

كفاح الأقاصي 

شارك المقالة

اقرأ أيضا