حادث العاملات الزراعيات في مولاي بوسلهام: حصد الأرباح على حساب الأرواح

جريمة جديدة تنضاف إلى سجل مضطهدي العمال  والعاملات، حين استيقظ سكان جماعة مولاي بوسلهام على وقع   فاجعة مروعة،  صباح الاربعاء 3 ابريل 2019، في حق العاملات الزراعيات، ذهب ضحيتها اكثر من 32 عاملة زراعية و مستخدمهن(وسيط بين العاملات و ارباب العمل الحقيقيين)،  12 حالة وفاة مرشحة للارتفاع، و 20 حالة اصابة خطيرة  جدا حسب التصريحات الرسمية.

 بعد اصطدام حافلة صغيرة تعود ملكيتها لشركة وسيط بين الشركة المستخدمة (دومين زنيبر)، تقل العاملات الزراعيات،  صاحب الشركة الوسيط هو ذاته سائق الحافلة-اصطدمت-    بشاحنة نقل الرمال، كانتا مفرطتين في السرعة.

حجم الخسائر البشرية كبير جدا  و الخوف من ردة فعل العاملات والعمال الزراعيين في المنطقة  واحتجاجهم على ظروف النقل الخطيرة. دفع الدولة للتدخل المباشر للتهدئة الأوضاع وتسكين الغضب، حفاظا على شروط الاستغلال واستدامتها، بعد التكفل بمصاريف العلاج ودفن الضحايا.

دون الغوص في البحث عن اسباب الحادث، و ظروف نقل العمال و العاملات الزراعيين/ات،و ظروف عملهم/ن داخل الضيعات الفلاحية…التي تحقق أرباح سنويا بالملايين على حساب صحة وكدح العاملات والعمال.

صحيح ان حافلة نقل الضحايا تحترم نسبيا من حيث الشكل الخارجي معايير النقل الذي يراعي السلامة، وهو مكسب فرضه نضال العمال و العاملات الزراعيين/ات، خصوصا نقابةالعمال و العاملات الزراعيين/ات بالجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي بجهة سوس.الا ان هذه الحافلة كانت تحمل اكثر من 32 عاملة عوض 18 المرخص لها، كما هو المثال مع عشرات الحافلات المرخصة لنقل العمال و العاملات الزراعيين/ات، في حين هناك مئات الحافلات المخصصة لنقل البضائع (207 ميرسديس) و عشرات الشاحنات و مركبات الجرار ت، تستعمل لنقل العمال و العاملات الزراعين/ات في مولاي بوسلهام.

قطعت هذه الحافلة اكثر من 50كلم من نواحي مدينة مشرع بلقصري متجهة الى ضيعة فلاحية  لانتاج الفواكه الحمراء،في ملكية شركة دومين زنيبر بجماعة مولاي بوسلهام، وهي مسافة تقطعها يوميا ذهابا و ايابا، وتمر على العديد من “حواجز المراقبة الطرقية”، دون رقيب او حسيب.

تنضاف هذه الجريمة الى العديد من الجرائم اليومية التي ترتكب في حق العاملات و العمال الزراعيين/ات بسهل اللوكوس، في  ظروف النقل المهينة لكرامة الانسان، علاوة على بؤس اوضاع العمال و العاملات داخل الضيعات الفلاحية و ووحداث التثمين، والحرمان من الحق النقابي، والاجور منخفضة، والحرمان من الضمان الاجتماعي و التعويض عن حوادث الشغل.

إن ما يجري من انتهاكات واستغلال مفرط البشاعة في حق عاملات ضيعات سهل اللوكوس، يطرح على مناضلي طبقة الأجراء مهام جسام، تبدأ  أولها بالتشهير بهذه الجريمة البشعة والمطالبة بالكشف عن مجمل ملابساتها، انطلاقا من ظروف العمل في الضيعات الكبرى التصديرية  وساعات العمل اليومية و  الأجرة التي تتقاضها العاملات  والتعويض عن الامراض ومخاطر الشغل وأيضا مدى ملائمة نقل العاملات للسلامة…الخ

غياب عمل نقابي جدي في صفوف العاملات والعمال الزراعيين باللوكوس راجع لقصور غير مسؤول في العمل النقابي، وضعف التضامن( عدد من المعارك العمالية بلوكوس هزمت في صمت). هل الجواب هو تقديم التعازي للمكلومين؟ لا طبعا، الجواب هو العمل الجدي لأجل تنظيم ديموقراطي مكافح لعاملات وعمال الزراعة بمنطقتنا، والذين يقدرون الان ب 30 الفا، وسيتضاعف هذا العدد في غضون اربع سنين، هو ذا العزاء الحقيقي. العزاء الحقيقي هو جعل هؤلاء المستغلين ( بفتح الغين) يعون قوتهم، ويستعملونها لمصلحتهم.

ما يهم البرجوازيين ولاسيما المستثمرون الكبار في الفلاحة التصدير هو حصد الأرباح على حساب الأرواح. فلتكن مهام المناضلين الجذريين الأن وفورا ، التوجه إلى الضيعات الفلاحية الكبرى وتوزيع المناشير  المناضلة وفتح النقاش مع العاملات و العمال حول ظروف بؤسهم، من أجل التنظيم والنضال ضد مصاصي دمائهم في سهل اللوكوس.

 بقلم، سمير نوران

شارك المقالة

اقرأ أيضا