النصر لنضال طلاب الطب وطالباته، وضد إجراءات الدولة القمعية

سياسة17 يونيو، 2019

دامت معركة طالبات وطلاب كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة زهاء ثلاثة أشهر، وبلغت ذروتها بمقاطعة شاملة للدروس النظرية والتطبيقية والامتحانات الربيعية، وتنفيذ ببرنامج نضالي باعتصامات برحاب الجامعات ووقفات ومسيرات وطنية بالرباط .

تسيير المعركة وتقرير كل خطواتها ديمقراطي. تتخذ القرارات في جموع عامة كاملة السيادة، بعد نقاش مستفيض، عبر تصويت شفاف. كما يعبر الالتفاف الجماعي لـ 18000 طالب/ة حول تنسيقيتهم عن استجابتهم النضالية الجماعية  رغم محاولات الضغط والتهديد والمناورات التي لجأت إليها وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي منذ بداية النضال الجاري .

إن ما أجج سخط طلاب الطب وطالباته بمختلف تخصصاتهم ومستوياتهم الدراسية، نتاج سياسة نيوليبرالية قاسية أدت إلى خوصصة قطاعي التعليم والصحة العمومين، وإخضاع التكوين والتشغيل لمنطق القطاع الخاص…  لقد شهدت الجامعات العمومية ذات الاستقطاب المفتوح درجة قصوى في تنفيذ هذه السياسة التدميرية، وجاء دور الجامعات ذات الاستقطاب المحدود .

تمضي الدولة قدما في الخوصصة منصاعة للمؤسسات الامبريالية، وتنكل بالمقاومات الشعبية لتعدياتها، رافضة التنازل لمطالب مشروعة، مستفيدة من ميزان قوى لغير صالح حركات النضال الجارية بشكل خاص، والنضال العمالي والشعبي بشكل عام. فقط ميزان قوى طبقي جبار سيجبرها على تلبية حاجات الشعب الكادح الأساسية ويفتح الآفاق أمام تحرره من الاستبداد والاستغلال.

مرة أخرى، تلجأ الدولة لاتهام أطراف خارجية بتحريض الطلاب واستغلالهم، متهمة مباشرة جماعة العدل والإحسان، وهي بذلك تعيد استعمال كل الأباطيل التي رمت بها حركات نضال شعبي سابقة (حركة 20 فبراير ،الريف، جرادة، المفروض عليهم التعاقد،…) وقذفها بباطل أن محركيها متطرفين يساريين، إسلاميين أو انفصاليين لتبرير قمعها اللاحق.

تنفذ الدولة سياسة طبقية تضع الخدمات العمومية بقبضة القطاع الخاص، وتقضي على النزر القليل المتبقي من تعليم وصحة عموميين، وجوابها القمع والتخوين والاعتقال، والطرد…

المقاومة التي تلقاها تعدياتها مشتتة ومعزولة، ومحرومة من مؤازرة نقابية بشكل خاص. التعاطف الشعبي ومؤازرة أسر المعنيين بالنضال، وأساتذتهم… إيجابي، ويستحق كل التنويه، لكن ميزان القوى الضروري عموده الفقري نقابات الشغيلة بالوظيفة العمومية والقطاع الخاص من أجل الدفاع عن مكتسبات تاريخية مهددة بالزوال جراء سياسة طبقية واعية لخدمة رأسمال وتوسيع مجالات استثماره وأرباحه.

إن إجبار الدولة على تلبية مطالب نضالات طلبة الطب والأساتذة المفروض عليهم التعاقد والممرضين والشباب العاطل و لأجل  إصلاحات حقيقية تحسن من أوضاع شعبنا أمر ممكن بخلق ميزان قوى نضالي بدءا من التراكمات النضالية بتحصينها وتأمين استقلاليتها عن الدولة وأحزابها.

إننا في تيار المناضل-ة نعلن ما يلي:

  • دعمنا لنضالات طلبة كليات الطب بكافة تخصصاتها، وندد بحملات الدولة القمعية
  • ندعو إلى النضال والتضامن لحمل الدولة على تلبية مطالب الطلبة الأطباء…
  • نعتبر الإجراءات القمعية والتهديدات ضد الطلبة والأساتذة والأسر نتيجة نظام استبدادي يحارب الحريات الديمقراطية في أبسط تجلياتها.
  • نندد بالتوقيف الجائر لأساتذة مدرسين بكليات الطب وكل أساليب الترهيب ضد الطاقم التربوي وندعو للتضامن معهم، ونؤكد أن واجب كل الأساتذة مساندة طلبتهم والتوحد نضاليا في وجه إجراءات القمع المسلطة على زملائهم.

لقد بلغ تعدد الحركات الرافضة لسياسة الدولة النيوليبرالية وتنوعها مستوى غير مسبوق، وبانتظام تتدفق قوى نضال فتية، لكنها تظل بمعزل عن بعضها البعض، ما يتيح للدولة الالتفاف ومواصلة الهجوم المدمر لما تبقى من مكاسب شعبية.

لا خلاص سوى في العمل لتوحيد النضالات، بالتنسيق بين التنسيقيات، ومد الجسور نحو منظمات النضال بكل  صوفها، نقابية وحقوقية، والقوى السياسية المعارضة للنيوليبرالية.

تحية كفاح عالية لطلاب الطب و طالباته، وإلى أمام حتى النصر  

تيار المناضل-ة، 17 يونيو 2019.

شارك المقالة

اقرأ أيضا