مکاتب نقابیة تضرب یوم 3 و4 دیسمبر 2019: شيء رائع؛ لنکمل الواجب بالتعبئة من أسفل

بعد إعلان تنسیقیة موظفي وزارة التربیة الوطنیة حاملي الشهادات إضرابا قابلا للتمدید ابتداءً من 2 دیسمبر، وتنسیقیة المفروض علیهن- هم التعاقد إضرابا لیومي 3 و4 دیسمبر، أصدرت فروع نقابیة محلیة وإقلیمیة وجهویة بیانات داعیة لإضراب یوم 3 أو یومي 3 و4 دیسمبر.
اقتصرت البیانات الداعیة لحدود الساعة علی نقابتين: النقابة الوطنیة للتعلیم- کدش والجامعة الوطنیة للتعلیم- التوجه الدیمقراطي، علی أمل أن تلتحق باقي فروع نقابات شغیلة التعلیم برکب التضامن والنضال.
ولتیسیر القیام بهذا الواجب علینا في فروع النقابتین المشار إلیهما أعلاه، مخاطبة قواعد وأجهزة تلک التي لم تلتحق بعد بالمبادرة، إذ ما فائدة النقابات إذا لم تتضامن مع أقسام الشغیلة المناضلة کیفما کان انتماؤها النقابي.
تسعی الدولة بطرحها مشروعَ تکبیل حق الإضراب، إلى منع الإضراب التضامني، وعلی الحرکة النقابیة مواجهة هذا الهجوم بممارسة ذلک الحق في المیدان: إعلان کل نقابات التعلیم إضرابا تضامنیا مع تنسیقیتي حاملي- ات الشهادات والمفروض علیهن- التعاقد.
سیکون هذا موقفا عمالیا ونضالیا أکثر جذریة من موقف “التحذیر من مغبة تهریب مناقشة قانون الإضراب إلی البرلمان بدل عرضه علی طاولة الحوار الاجتماعي”. إن أفضل طريقة لمواجهة قانون منع الإضراب هي ممارسة حق الإضراب.
یمثل إعلان الإضراب التضامني مع التنسیقیتین توثيقا للنضال المشترك مع حلفاء النضال وذات مضمون طبقي عمالي، بدل “المقاربة التشارکیة” التي تریدها البیروقراطیات مع الدولة، وهي مقاربة تنطوي علی روح التعاون الطبقي مع أعداء الشغیلة.
یوثق الإضراب التضامني أواصر الوحدة الطبقیة والتعاون النضالي بین أقسام شغیلة التعلیم، هذه الوحدة التي تسعی الدولة لتدمیرها نهائیا بواسطة فرض صیغ توظیف تنوع الأوضاع القانونیة لهذه الشغیلة (التوظیف بموجب عقود). والأمل کله في تطور هذا التعاون والتضامن لیشمل کل أقسام الشغیلة، سواء في الوظیفة العمومیة أو القطاع الخاص.
إنه أمر رائع أن تبادر فروع نقابیة من أسفل للقیام بما ترفضه القیادات في الأعلی، فتحیةً لکل مناضلات ومناضلي الفروع الکفاحیة.
یجب استکمال هذه المبادرة بحفز انخراط قواعد شغیلة التعلیم في هذا الإضراب. لیس الإضراب محض عملیة تقنیة یعلنها مکتب محلي أو إقلیمي ویجسدها القواعد بکل تلقائیة.
الإضراب نزاع اجتماعي حتی إن کان نطاقه ضیقا، فما بالک بإضراب وطني. لهذا فإعلان الإضراب یجب أن یُستکمل بنزولنا إلی المؤسسات لفتح نقاشات مع الشغیلة لإقناعها بدواعي الإضراب، وتحویله إلی یوم نضال ولیس یوم عطلة.
علینا عقد تجمعات عامة في مقراتنا النقابیة تضم کل أقسام شغیلة التعلیم، لنقاش آفاق هذه المعرکة العظیمة التي لا نخوض حالیا إلا أشواطها التدریبیة.
ولسد الباب أمام جریرة أن إعلان هذا الإضراب موجه لکسب تعاطف الشغیلة المضربة إعدادا للانتخابات المهنیة المقبلة والقریبة. علینا في الفروع النقابیة أن نکون أکثر الداعین وأشد المنخرطین في التعبئة وأول الحاضرین في ساحات الاعتصامات والمسیرات، بدل أن نکون آخر الملتحقین وأول المغادرین وألا نکتفي بإصدار بیانات لرفع الحرج.
علینا، بالدرجة الأولی، أن ندرج هذا الإضراب في خطة نضالیة ممتدة في الزمن، وألا تکون مبادراتنا ردود فعل تضامنیة مع ما تعلنه التنسیقیات من خطوات نضطر- تحت ضغط الواجب النضالي- إلی مسایرتها. یستدعي منا هذا تمتین التنسیق بین جمیع الفروع النقابیة وکل تنسیقیات الشغیلة، ووضع أجندات لقاءات دوریة، لنقاش البرامج النضالیة وکل أشکال التعبئة والتحسیس.

لنبني من أسفل، فالقیادات في الأعلی لن تنخرط في النضال إلا تحت ضغطنا.
وحدتنا شرط انتصارنا

بقلم، شادیة الشریف

شارك المقالة

اقرأ أيضا