عشر سنوات بعد حراك 20 فبراير، التحرر الشامل والعميق رهين ببناء منظمات طبقية مستقلة

سياسة20 فبراير، 2021

بيان pdf

مثلت سنة 2011 انعطافة في تاريخ شعوب المنطقة، أطلقت موجة كفاحات جماهيرية عبر العالم، على خلفية مفاعيل الأزمة الاقتصادية العالمية 2007- 2008.

امتدت السيرورة من تونس إلى المغرب، فكانت شرارةَ برميلِ بارود قابل للاشتعال منذ زمن. تمثلت بشائر انفجاره في تلك النضالات القروية التي ابتدأت منذ منتصف سنوات 1990 بالمناطق المهمَلة، حتى انتفاضة إفني- ايت باعمران في 2005 و2008 مرورا بنضال كادحي طاطا سنة 2005، وصفرو سنة 2007، فضلا عن كفاحات الشغيلة داخل المنظمات النقابية أو خارجها، ونضالات الشباب المعطل.

انطلق نضال سياسي بمبادرة شبابية، رافعا مطالب سياسية أرقاها “دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا”. وبموازاة هذا النضال السياسي تفجرت بؤر نضال اجتماعي شعبي متعددة ومتنوعة (معطلو- ات هضبة الفوسفاط بآسفي، فلاحو السراغنة وسيدي بنور، كادحو زاوية الشيخ… إلخ). كان عدم تلاقي وجهَيْ السيرورة هذه أحد أهم عوامل خفوت حراك 20 فبراير، خصوصا مع نجاح مناورة الملكية في تحييد الحركة النقابية بعد استقبال مستشار الملك قادة المنظمات العمالية.

أثبتت كل تلك النضالات، قبل 20 فبراير وبعدها، واقعا طالما جرى إنكاره أو تجاهله: قدرة الشغيلة والكادحين-ات على انتزاع مكاسب سياسية واجتماعية بالنضال الميداني. وسفهت أضاليل المعارضة البرجوازية وأذرعها البيروقراطية المُدعية أن التقدم إنما يحصل بالتوافق مع الاستبداد وأن الديمقراطية إنما تُحقق بجرعات من داخل مؤسساته.

تمكنت الملكية بفعل التقاء عوامل داخلية، (عدم مشاركة العمال-ات كطبقة، وكبح البيروقراطية للحركة النقابية، تنازلات اجتماعية كبيرة…) وخارجية (توحل السيرورة الثورية في بلدان مثل ليبيا وسوريا واليمن، وما ترتب من خشية الجماهير فضائع ردة دامية)، من تفادي مصير طغاة تونس ومصر. ومثلما كانت 20 فبراير امتداد محليا لموجة السيرورة الثورية الصاعدة، كان للثورة المضادة إقليميا مفعولها بالمغرب.

تواصل هجوم الاستبداد ليقوض المتحقَّق من حريات الاحتجاج والتعبير، لكن دون بلوغ مستوى إسكات الاحتجاج الشعبي والعمالي بشكل نهائي، كما استمر تصعيد العدوان النيوليبرالي اقتصاديا واجتماعيا. وما انفكت موجات النضال الشعبي تتوالى منذ 2012 منها: طنجة ضد أمادنيس سنة 2015، نضالات الأساتذة المتدربين- ات موسم 2015- 2016، حراكي الريف وجرادة 2017- 2018، حملة مقاطعة السلع ونضالات التلاميذ سنة 2018، نضالات شغيلة التعليم منذ 2018 إلى الآن.

ستستمر جمرة النضال العمالي والشعبي متقدة، تخبو تارة وتتوهج طورا، طالما أوضاع غالبية الشعب الاقتصادية والاجتماعية في غاية البؤس يكرسها استبداد يخنق الأنفاس. ولكن دحر الاستبداد السياسي والاستغلال الرأسمالي وكل صنوف الاضطهاد يستوجب من شغيلة المغرب ومجمل كادحيه حل المعضلة التي أبان عنها حراك 20 فبراير وكل الديناميات النضالية التي تلتها مذاك: استقلال الطبقة العاملة السياسي عن كل الأحزاب السياسية البرجوازية تقدمية كانت أو رجعية، وذلك ببناء حزبها الاشتراكي العمالي الثوري.

إنها مهمة الأنوية اليسارية الثورية وكل طلائع النضال العمالي والشعبي التي تنبثق في كل مناطق البلد، على أن تتزود بمنظور يتجاوز الإطار القطري وتعتنق الآفاق الفسيحة للتغيير بمجمل المنطقة المغاربية والعربية التي افتتحتها السيرورة الثورية لسنة 2011، معيدة إلى الأذهان النفس التحرري المغاربي-العربي الذي وأدته الإمبريالية وما خلفت من أنظمة مستبدة تابعة.

النضال العمالي والشعبي العارم وحده يغير أوضاع شعبنا جذريا، وينهى عقود من ديكتاتورية الرأسمالية التابعة.

عاشت الثورة المغربية

 تيار المناضل-ة

20 فبراير 2021

شارك المقالة

اقرأ أيضا