كفاح شباب فم الحصن- طاطا وكادحيها: مقابلة مع الرفيق باني

شهدت مدينة فم الحصن (إيمي أوكادير)، إقليم طاطا، مند 21 سبتمبر احتجاجات سلمية مستمرة ضد التهميش، وللمطالبة بتوفير بنى تحتية وتجهيزات، وخدمات اجتماعية وعمومية (صحة، تعليم، تكوين…)؛ باختصار، من أجل توفير ظروف حياة وعيش كريمين للسكان، وتحسين الوضع الاجتماعي العرضة للإهمال المقصود…

بقصد تسليط الاضواء على مجمل الوضع بالمدينة وما يخاض من نضالات شعبية واجتماعية بالمدينة، وعلى رأسها الحراك الأخير، ضد تردي الوضع الاجتماعي بفعل السياسات الرسمية… حاورت المناضل-ة الرفيق باني، ابن المنطقة المشارك في النضالات

المناضل-ة

لا يخفى على كل من يعرف مدينة فم الحصن، واقعها الاجتماعي المزري؛ لا سيما خلال العقود الأخيرة، حيث تسارع وتيرة خصخصة الخدمات العمومية والاجتماعية المترافق مع غلاء المعيشة وتردي مستوى عيش وحياة كريمين لأغلبية السكان، إضافة إلى ما حل بالمنطقة من مشاكل بيئية (فيضانات مدمرة نتيجة التغيرات المناخية…، ندرة المياه والتلوث نتيجة استثمارات رأسمالية في الفلاحة) …

ما هي أهم سمات هذا الوضع بالمدينة؟

الرفيق باني

أهم سمات هذا الوضع بالمدينة:

– الهشاشة، الفقر، انعدام فرص الشغل، لا سيما في وجه شابَّاتها وشبابها؛ – هجرة ملحوظة لسكان المنطقة، خاصة الشباب، نحو مدن ومناطق أخرى بحثا عن فرص عيش أفضل؛

– تضرر الفلاحة المعيشية بالمنطقة والواحة ككل نتيجة عدم حمايتها من الحرائق، وقلة التساقطات المطرية، حيث توالي سنوات الجفاف، وغياب إجراءات من طرف الدولة للحد من آثاره، أو على الأقل التخفيف من حدتها،

– غزو الاستثمارات الحديثة في الفلاحة، حيث ظهور ضيعات فلاحية كثيرة بالمنطقة ذات الأنشطة المستنزفة للمياه والملوثة للبيئة والمدمرة لتوازنها، ونشير إلى أن هذا يثير امتعاض السكان لهذه الاستثمارات ويرفضونها، لكونها لا تتلاءم مع المنطقة وتقاليدها في الفلاحة واستعمال الماء والواحة…؛

– مشكل البناء، حيث يعاني السكان من مافيا العقار، إذ لم يعد بإمكان الشباب الولوج للعقار بشراء قطعة أرضية لبناء مسكن له، إضافة إلى تعقد المساطر الادارية وصعوبتها من أجل الترخيص بالبناء…

كانت هذه أهم سمات الوضع العام بالمدينة.

المناضل-ة

هل لكم أن تقدموا صورة ولو مختصرة وعامة حول الحراك الأخير بالمدينة (تاريخ بدايته، أسباب مباشرة لانطلاقه، تطور حجم انخراط السكان فيه منذ انطلاقه إلى الآن وأهم الأسباب التي دفعتهم إلى الانخراط فيه)؛ وما أهم المطالب التي رفعها السكان خلاله؟

الرفيق باني

تزامنا مع حراك الشباب بالمغرب ككل، قام سكان فم الحصن بالانخراط بدورهم في هذا الحراك للاحتجاج على الوضع المزري ورفع مطالبهم، وقد امتد حراكهم هذا خمسة أسابيع إلى حدود الآن. عرف الحراك انخراط مختلف فئات السكان، وفي مقدمتهم النساء والشباب، والتجار.

الحراك يتطور يوما بعد يوم، وانخراط السكان في اضطراد مستمر، لغاية بلوغ خوض ثلاثة إضرابات عامة، إضافة إلى وقفات واعتصامات…

وهذا بفضل التسيير الديموقراطي للأشكال النضالية التي نخوضها، وفي تأطيرها، حيث عقد الجموعات العامة وانخراط الجميع في اتخاذ القرارات بخصوص الأشكال النضالية، كما تم تأسيس لجان لهذا الحراك: لجنة الإعلام، لجنة التسيير، لجنة الحوار، لجنة التنظيم…، وذلك بغاية تأطير المعركة والمحافظة عليها…

بالنسبة للمطالب اللي رفعها سكان فم الحصن خلال هذا الحراك، هي مطالب اجتماعية محضة، ونذكر منها أساسا:

– أولا: رفع التهميش والإقصاء على المنطقة، والذي طال لعقود من الزمان، وكما تمت الاشارة سابقا إلى أن هذا التهميش والإقصاء هو من أهم سمات الوضع بالمدينة، وما تسبب فيه من مصائب نعيشها حاليا، وهو أيضا سبب أساسي في الاحتجاج الحالي؛

– ثانيا: الصحة، نطالب بتجويد الخدمات الصحية في المنطقة، وبإحداث مستشفى القرب؛

– ثالثا: بالنسبة للتشغيل، نطالب أساسا بتشغيل الشباب وخلق فرص للشغل، والاستفادة من المشاريع المدرة للدخل، والتي تمنح في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛

– رابعا: التعليم، نطالب بإحداث التكوين المهني بالمدينة لمحاربة الهدر المدرسي والجامعي في صفوف شابات المدينة وشبابها، خاصة وأن أغلب سكان المنطقة يعانون من الفقر وفي وضعية هشاشة؛ ولكي يتمكن شابات وشباب المنطقة من متابعة دراساتهم الجامعية أو الاستفادة من التكوين يتوجب عليهم قطع مئات الكيلومترات نحو المدن المجاورة (كلميم، أكادير…) وما يستتبع ذلك من مصاريف: تنقل، كراء، معيش يومي، وفي ظل ارتفاع مهول ومتواصل للأسعار…

– خامسا: البيئة، نطالب بالمحافظة على الواحة وحمايتها من الحرائق، ومن الزراعات المستنزفة لفرشتها المائية، والملوثة للبيئة والمدمرة لتوازنها الايكولوجي؛

– سادسا: النساء، نطالب بدعم النساء، وذلك بتمكين النساء من الاستفادة من مشاريع مدرة للدخل، كي تتاح لهن الفرصة للعمل والابداع، وكي تكون لهن مكانة في المجتمع، عوض إبقائهن في وضعية التبعية وحبيسات البيت…

– حل مشكل البناء: نطالب بتبسيط المساطر الإدارية للترخيص بالبناء…

هذه هي أهم مطالبنا خلال هذا الحراك.

المناضل-ة

هل انطلق الحراك بشكل عفوي؟ أم بشكل منظم: جرى الاعداد له بشكل واع ومنظم (الدعوة لعقد اجتماعات عامة وتقرير الأشكال النضالية، والتعبئة لها،  وتأطيرها لغاية تنفيذها…)؟

واليوم كيف يتم تسيير الحراك (هل تم انتخاب لجان لتقوم بذلك، وتحديد كيف تتم المناقشة في اجتماعات عامة واتخاذ القرارات…)؟

الرفيق باني

يمكن أن نقول أن الحراك كان بشكل عفوي ومنظم في آن. لقد تم إطلاق  الدعوة له أول الأمر من طرف مجموعة من الشباب بالمدينة، وذلك بعد نقاش أولي فيما بينهم، فتم تنفيذ الشكل الأول للاحتجاج يوم الأحد 21 شتنبر 2025، ورغم أن هذا الشكل كان محتشما، لكن تطور بعد ذلك الحراك شكلا وتنظيميا، وتمت صياغة الملف المطلبي.

وأما بالنسبة لتسيير الحراك، فإنه يسير بشكل منظم وديموقراطي، حيث الحرص على عقد الجموع العامة، ويمكن لكل من أراد أن يتكلم ويشارك في النقاش، وتختار في هذه الجموع العامة اللجان بشكل ديموقراطي…

المناضل-ة

ما هي المشكلات الاجتماعية الأكثر إثارة للاحتجاج (بطالة الشباب، الصحة، التعليم، مشاكل بيئية…)؟ وهل ثمة قضايا ليست بعد موضوع احتجاج (حقوق المعاقين- ات، مسائل خاصة بالنساء…)؟

الرفيق باني

المطالب التي أطلقت الحراك هي مطالب اجتماعية محضة: التعليم، الصحة، التكوين المهني، منع الزراعات المستنزفة للمياه؛ فيها مطالب النساء، مطالب الشباب، مطالب حول التشغيل والبطالة، وحول تحسين ظروف العيش. أي أنها مطالب تهم جميع الفئات.

أما بالنسبة للقضايا التي لم تدرج إلى الآن، ولم يرفعها الحراك، يمكن الاشارة إلى مطالب حول حقوق الأشخاص ذوي إعاقة كمثال، وربما السبب في ذلك لأن إنشاء مركز للأشخاص في وضعية إعاقة لا يزال مجرد وعد؛ في انتظار توفره وتزويده بالتجهيزات والعنصر البشري حتى يؤدي الدور المنتظر منه.

ولكن الحراك منفتح على كل الفئات ومطالبها، وفي نقاش وتطور مستمرين، ويمكنه في أية لحظة يستوجب فيها أن نرفع مطلبا لينضاف للملف المطلبي فسيتم ذلك.

المناضل-ة

من غير مرافق الصحة والتعليم، هل المرافق العامة الأخرى متوفرة وبشكل كاف. ونذكر منها، مثلاً:

 – مرافق رياضية: ملاعب لمختلف أنواع الرياضات: كرة القدم، اليد، مسابح…

– مرافق ثقافية: مكتبات، قاعات متعددة الوسائط، خشبات مسارح، دور شباب توفر ظروفا ملائمة لعمل الجمعيات الثقافية والرياضية…

– مرافق خاصة بالنساء وتأهيل النساء: جمعيات، أو نواد لتعليم بعض المهن: محاسبة، اعلاميات، حلاقة، خياطة…

الرفيق باني

بالنسبة لما ذكرت من مرافق رياضية، ماعدا الملعب الكبير، وملاعب قرب بالإسمنت، هناك انعدام ملاعب للرياضات الأخرى؛ وأما بالنسبة للمسابح، لا يستفيد سكان المنطقة من المسبحين المتواجدين بالمدينة، لأن أحدهما لم تكتمل به الأشغال، والآخر مكتمل البناء، ولكن فيه مشاكل إدارية.

بالنسبة للمرافق الثقافية، هناك دار الثقافة؛ ودار الشباب في طور البناء.

بالنسبة لمرافق خاصة بالنساء، هناك مركز للتربية والتكوين، وثلاثة مراكز أخرى لأنشطة مختلفة.

باختصار تفتقر المدينة إلى العديد من المرافق في كل المجالات، ولكل الفئات. والمتوفر منها، تعتريها عدَّة نقائص، ولا تقدم خدمات وتكوينات في المستوى المطلوب.

المناضل-ة

ما هي خصائص هذا الحراك الشعبي: ما مدى جماهيريته (مشاركة واسعة للسكان أم محدودة…)، فئة الجماهير المشاركة (شباب، نساء، سكان مناطق مفقَّرة، أم سكان مناطق فئات متوسطة…) وما الأشكال التي اتخذها (وقفات، اعتصامات، مسيرات، توقيع عرائض…) وما هي الجهات التي يتوجه إليها؟

الرفيق باني

الخصائص الميزة للحراك الحالي، هي مشاركة واسعة للسكان: شباب، نساء، تلاميذ، تجار، مهنيين…

وتسييره بشكل ديموقراطي في اتخاذ القرارات وتنفيذها. وهذا ما سمح بنجاح خطواته النضالية، ومنها الإضراب العام الأخير.

المناضل-ة

خلال الاعلان عن أشكالكم النضالية، لغاية تنفيذها، أو بعدها، هل من مساعٍ من طرف السلطات بالمدينة، أو من طرف المجالس المنتخبة لفتح حوار مع السكان والانصات لمطالبهم والاستجابة لها؟ أم أنها تنهج أسلوب التخويف والترهيب والضغط… لثني السكان عن التظاهر والاحتجاج؟

الرفيق باني

بالنسبة لتعامل السلطات، لم يكن هناك في البداية مساع لفتح قنوات الحوار، بل هناك مساعي ترهيب وتخويف المحتجين، وتهديدات عن طريق العائلات، وشن حملات تشهير وتشويه الشباب المحتج بكونهم “لا شغل ولا هم لهم”، و”لا يقرؤون”…؛ وهذا الأمر انخرطت فيه بعض الأطراف من المجالس المنتخبة أيضا إلى جانب السلطات.

لكن مع تطور الحراك وصموده لغاية الأسبوع الرابع، كانت هناك خطوة من طرف السلطات لفتح قنوات حوار أولي مع الشباب، ولكن الرد من الحراك كان هو: المطالبة بحوار على المستوى الإقليمي مع عامل عمالة إقليم طاطا ومصالحها الخارجية. فتم عقد حوار ترتيبي مع باشا المدينة من أجل حوار مع العامل. وتم إثر ذلك عقد حوار مع العامل يوم الخميس 30 أكتوبر 2025.

المناضل-ة

كيف مر الحوار؟ وما هي نتائجه ؟ هل كانت نتائجه في مستوى انتظارات السكان؟ ماذا قرر الحراك إثر هذا الحوار؟

الرفيق باني

نعم، تم عقد حوار مع العامل وبحضور المصالح الخارجية للعمالة، يوم الخميس 30 أكتوبر 2025، تم خلاله إبلاغهم بمطالب السكان من طرف لجنة الحوار، ومناقشة هذه المطالب، والدفاع عن الملف المطلبي. تم تقديم جملة من الوعود، تخص التكوين المهني، الصحة، حماية الواحة، تشغيل الشباب؛ وسيتم البدء في تنفيذها ابتداءً من يوم الاثنين 03 نونبر 2025، كاستجابة لمطالب السكان خلال هذا الحراك.

هذا، وقد تم بعد نهاية الحوار، تنظيم مهرجان خطابي بالمدينة، تم خلاله إطلاع السكان على ردود العمالة (وعودها) خلال الحوار، ومناقشتها. وتم بعد ذلك عقد جمع عام تم خلاله فرز لجنة متابعة لتحقيق مختلف نقط الملف المطلبي.

طبعا ما تم الوعد به لا يرقى إلى مستوى انتظارات السكان المتمثلة في تحقيق تنمية حقيقية للمنطقة تضمن اسقراراً للسكان وعيشا كريماً لهم. ولكن هذه بداية، ويتعين اليوم الاستمرار في التعبئة من أجل تنزيل كامل لهذه الوعود على أرض الواقع.

المناضل-ة

هل عرفت مدينة فم الحصن، على غرار المدن الأخرى، احتجاجات شباب “جيل زاد” المطالبة بخدمات عمومية مجانية وجيدة في الصحة والتعليم، وبالحق في التشغيل وإسقاط الفساد… بموازاة مع هذا الحراك؟ أم أن الشباب انخرط في الحراك منذ البداية؟ وكيف ترون قوة انخراط شباب المدينة في هذا الحراك مقارنة بالمدن الأخرى؟

الرفيق باني

من طبيعة الحال هناك انخراط لشباب “جيل زاد 212” بالمدينة في هذا الحراك، وذلك نظرا لتزامن الحراك مع انطلاق حركة هؤلاء الشباب بالمغرب. ما جعل الحراك يخوض أشكالا نضالية متزامنة مع هذه الحركة، ولكن الحراك رفع مطالبه ذات الخصوصية المحلية.

المناضل-ة

عرفت المدينة والاقليم احتجاجات سابقة من أجل الصحة وخلال حركة 20 فبراير…

مقارنة بالاحتجاجات السابقة، ما هي أهم مميزات الحراك الحالي؟

الرفيق باني

الميزة الأساسية للحراك الحالي، هو أن الشباب والنساء المشاركون/ات فيه تعلموا من الحراكات السابقة ودروسها بفم الحصن، سواء حراك سنة 1999، أو حراك سنة 2005 حول الصحة، وأو حركة 20 فبراير وغيرها من الاحتجاجات التي عرفتها المنطقة.

لذلك كان هناك منذ البداية وضوح في المطالب، وفي التسيير والتنظيم؛ كما الاستفادة من التجارب السابقة في الاعلام والتواصل. في هذا الحراك هناك بعض المشاركين لهم تجارب في النضالات السابقة، ولكن أغلب الشباب لأول مرة يخوضون مثل هذه التجربة، ولكن الكثير منهم شباب متعلم، واع، ويتطور خلال الحراك بسرعة، ولهم استماتة في النضال، وتشبث بالمطالب، وانخراط فعلي بشكل يومي في الحراك، وفي النقاشات…

المناضل-ة

حول مسألة الإعلام المحلي، هل للحراك صفحة فايس ومجموعة واتساب خاصة بالحراك تضمن النقاش والتواصل المستمر مع السكان؟

الرفيق باني

نعم للحراك صفحة على الفايس، هي صفحة تنسيقية طلبة فم الحصن، وتعتبر بمثابة الصفحة الرسمية للحراك. كما هناك مجموعة واتساب خاصة بالحراك يتم فيها تقاسم كل ما يهم الحراك من مستجدات وأشكال نضالية… لكن بالنسبة للنقاش والتواصل مع السكان فيتم عن طريق الجموع العامة، أو عن طريق التعبئة بالشوارع والأحياء.

المناضل-ة

هل تهتم الحركة النقابية بالمدينة (في مطالبها وأشكال نضالها…) بالقضايا الاجتماعية، أم تقتصر على الشؤون المهنية (أجور، ظروف العمل…)؟ وهل تتضامن مع النضالات الشعبية والاجتماعية بالمدينة؟

الرفيق باني

بالنسبة لتفاعل النقابات مع الحراك، على حد علمي، لم يصدر عنها أي بيان تضامن سواء بالمدينة أو بالإقليم، ولم يسجل أي تبن لمطلب من مطالب الحراك من طرفها؛ كل ما هنالك تضامن أفراد من النقابات مع الحراك.

المناضل-ة

هل توجد جمعيات حقوقية و/أو ثقافية بالمدينة، تهتم بالنضالات الشعبية؟ وما أشكال مساندتها لها؟ ماذا عن الجمعيات النسائية وهل تقوم بدور تحسيسي؟

الرفيق باني

بالنسبة للجمعيات الحقوقية، جمعية واحدة بفم الحصن هي التي كانت تتفاعل وتساند الحراك منذ بدايته، أم بالنسبة للجمعيات الحقوقية الأخرى، فلم تبد أي موقف. وطبعا هناك العديد من الجمعيات المحلية بالمنطقة ذات اهتمامات وأنشطة متنوعة ومختلفة، عدد منها ساند الحراك ودعمه بما أمكنه.

المناضل-ة

هل من دور للطلبة، للمعطلين، للشباب المتعلم، لا سيما من أبناء المنطقة في حفز النضالات الشعبية بالمدينة ونواحيها، وأداء دور في تنظيمها؟

الرفيق باني

كان الطلبة والمعطلون هم المحرك الأساسي في الحراك، هم من يحفزون ويكونون في الميدان، وهم من يقوم بالنشر والاعلام، ويعرفون بالمعركة…

المناضل-ة

هل هناك اهتمام للسكان بالحياة السياسية المحلية بالمدينة (المجالس المنتخبة) والإقليمية (المجلس الإقليمي)؟ أم أن الأمر يقتصر على وقت الانتخابات فقط؟ وهل يقوم اليسار بدوره في تتبع هذه الحياة السياسية المحلية والإقليمية، لا سيما من زاوية الحقوق الاجتماعية؟ ويتواصل حولها مع السكان بقنوات تواصل دائمة؟

الرفيق باني

اهتمام السكان بالحياة السياسية هو بشكل يومي، سواء حول الأغلبية التي تسير المجالس المنتخبة، أو حول المعارضة بهذه المجالس، وذلك بالمقاهي أو بالتجمعات إلى غير ذلك.

أما بالنسبة لدور اليسار فإننا اليوم نفتقده. كل ما يوجد بالمنطقة أفراد يساريون، وهم من يقوم بمناقشة الحقوق الاجتماعية للسكان، والمشاكل الاجتماعية إلى غير ذلك، ويقومون بفضح السياسات المتبعة حاليا وطرق التسيير، إلى غير ذلك. أما اليسار كمنظمات بالمنطقة فلا وجود فعلي له كما كان الحال عليه سابقا، كان هناك مثلا أنصار تيار المناضل-ة، فصائل الطلاب اليسارية. ولكن اليوم لم يبق لهم وجود.

المناضل-ة

سؤال حول الحياة الحزبية بالمدينة:

– ما هي الأحزاب المهيمِنة، والتي تدير شؤون المدينة الإدارية والاجتماعية؟ وكيف تتعامل مع الاحتجاجات (تقف إلى جانبها، أم ضدها)؟ وما هي آليات اشتغالها (عمل حزبي، عمل نقابي، جمعيات…)؟

– ما هو وزن الأحزاب والجماعات السياسية التي لا تشارك إلى الآن في الانتخابات؟ وكيف تتعامل مع الاحتجاجات؟ وما هي آليات اشتغالها (عمل حزبي، عمل نقابي، جمعيات…)؟

– ما موقع ووزن أحزاب اليسار في الحياة الحزبية والسياسية بالمدينة؟

الرفيق باني

حول المشهد الحزبي بفم الحصن، هناك هيمنة لحزبين، هما حزب الاستقلال، وحزب التجمع الوطني للأحرار، الأول هو من يسير حاليا المجلس الجماعي، فيما الثاني في المعارضة.

وقد قامت الأغلبية بمهاجمة الحراك بعدة أشكال، فيما المعارضة، وقفت ظاهريا موقف المتفرج، ولكن بعد ذلك انخرط عدد من أفرادها إلى جانب الأغلبية في مهاجمة الحراك. لكن لم ينالوا من عزيمة الأخير في النضال من أجل مطالبه، والتشبث بها…

من لا يشارك في الانتخابات هم أغلب هؤلاء الشباب الذين ترونهم في الاحتجاجات الجارية، غير منظمين في أي إطار، ولا انتماءات حزبية لهم؛ الانتماء السياسي بالمنطقة لا يتم بناء على تبني رؤية وبرنامج الحزب. إنما الأغلبية تتبع الأشخاص.

المناضل-ة المناضل-ة

هل تولي القوى اليسارية بالمدينة ونواحيها اهتماما خاصا للنضالات الاجتماعية، وهل تتعاون في ما بينها في هذا المجال؟ما هي في نظركم واجباتها إزاء الواقع الاجتماعي المزري وما يولده من نضالات بالمدينة ونواحيها؟

الرفيق باني

بالنسبة للقوى اليسارية، الأفراد المتعاطفون مع القوى اليسارية هم أصلا متواجدون في الميدان، وهم من يتواجد في هذا الحراك ويتحمل فيه المسؤولية؛ ولكن لا تواجد لهذه القوى كمنظمات، ولم تتابع إعلاميا الحراك، سوى ما كتبته جريدة المناضل-ة، وما يعبر عنه مناضلو تلك المنظمات كأفراد، مثل طلبة النهج الديموقراطي القاعدي، أو مناضلي حزب النهج الديموقراطي العمالي.

واجبات القوى اليسارية، العمل بشكل منظم سواء بفم الحصن أو بطاطا، مثل التوفر على أنوية للتنظيمات اليسارية للتواصل مع السكان وبلورة أفكار ونقاشات، وانتاجات مكتوبة…

المناضل-ة

– كيف ستستمر دينامية النقاش للوضع الاجتماعي وما تحقق وما لم يتحقق؟ هل هناك تفكير في تأسيس مثلا جمعية تبقى كنواة لضمان استمرار النقاش، أو على الأقل لجنة  منبثقة عن الحراك، تتابع النقاش، أو مثلا لجنة في إطار جمعية حقوقية ما ، إذا لم يكن هناك فرع لها بالمدينة.

الرفيق باني

هذا سؤال مهم؛ كما سبقت الاشارة، هناك لجنة متابعة تم فرزها في الجمع العام الأخير لمتابعة تحقيق الملف المطلبي، وهناك صفحة على الفايس للحراك، ومجموعة واتساب، هذه أدوات أولى سيستمر من خلالها الحفاظ على التواصل والنقاش، ومختلف المقترحات المنبثقة من السكان من أجل الاستمرار…

كلمة اختتام

في الأخير، نشكر جريدة المناضلة على هذه المقابلة؛ نشكرها أيضا على تواصلها معنا، وتضامنها مع الحراك. وهذا التواصل والتضامن ليس أول مرة، بل إنكم دائما تواكبون المعارك النضالية بفم الحصن، وبإقليم طاطا أيضا. نحييكم، ونشكركم جزيل الشكر.

—————انتهى—————

شارك المقالة

اقرأ أيضا