بناء حركة نسائية جماهيرية، ديمقراطية ومستقلة، لاستئصال جذور العنف والاستغلال

سياسة8 مارس، 2018

 

للتحميل:  08 مارس 2018

يرزح كادحو المغرب تحت نير سلطتين مضطهدتين: سلطة البرجوازية والسلطة البطريركية. سلط قاهرة لإخضاع المقهورين لشتى صنوف الاستغلال والاستعباد، والتملك الخاص للأرباح وللثروة.

تعاني النساء من القهر الذكوري والطبقي لأنهن إناث، ينشأن ويكبرن ويمتن وهن ممتهنات ومخضعات في الأسرة والمدرسة والشارع والعمل والفضاء العام. يجري إجبارهن على أدوار تابعة للرجل ويختزلن في أجسادهن. ويشكلن القسم الأشد عرضة للاستغلال داخل الطبقة العاملة. يد عاملة مرنة وبخسة ومخضعة. النساء أولى ضحايا مصائب الرأسمالية العديدة: البطالة والهشاشة والشغل الناقص ودون حماية اجتماعية، واستغلال مفرط، وتحرش وابتزاز جنسي، وشروط عمل بلا حماية…

التعذيب والعنف الزوجي وحتى القتل، واستعباد حقيقي لخادمات المنازل، وتدهور الخدمات الاجتماعية بفعل السياسات النيوليبرالية الذي يلقي على النساء العمل المنزلي مجانا، وتربية الأطفال ورعاية العجزة، والطبخ والغسيل… والتعرض للاغتصاب والاعتداء وتحميل النساء أنفسهن مسؤولية ذلك، لأنهن وجدن في المكان الخطأ أو بلباس “غير محترم”…

لقد أصبح التغني بتحرر النساء موضة، والدولة المستبدة نفسها نصبت نفسها، وهي راعية الاستغلال الطبقي والنظام البطريركي، مدافعا عن تحرر النساء وتبني ما تسميه مقاربة النوع مفرغة القضية من مضمونها الثوري، وفوق ذلك استطاعت دمج جميع الجمعيات النسائية الليبرالية واستعمالها وكلاء باطنيين تكمل أدوار دولة تخلت عن تلبية حقوق اجتماعية أساسية.

لا سبيل للقضاء على عنف الرأسمالية والبطريركية سوى النضال، ولا بد لذلك من برنامج تحرر شامل، وليس مجرد تضميد للجراح وتلطيف للمعاناة. ويقتضي هذا النضال إرساء حركة نسائية مكافحة وديمقراطية، ومستقلة عن الدولة الرأسمالية وعن الأحزاب البرجوازية، غايتها تنظيم النساء المضطهدات، واعتماد أشكال نضال جماهيري، بارتباط وثيق مع النضال العمالي والشعبي والأممي.

 

لا لعنف النظام الرأسماللا لعنف النظام البطريركي

تحرر النساء من صنع النساء أنفسهن

تيار المناضل-ة، 08 مارس 2018                               www.almounadila.info

شارك المقالة

اقرأ أيضا