سباق التسلح والرأسمالية المعولمة وتصاعد النزعة العسكرية

المكتبة15 مايو، 2019

 

شهد العام الماضي زيادة في النفقات العسكرية العالمية بلغت نسبة 2.6٪، لتصل 1620 مليار يورو، وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي نشر هذه الأرقام الأسبوع السابق.

بعد ارتفاع للعام الثاني على التوالي، بلغت هذه الميزانية بناء على ذلك إلى أعلى مستوى لها منذ عام 1988. وهذا دليل آخر على أن بعد سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، لا يمكن على مستوى العالم لانتصار الرأسمالية، والسوق والمنافسةالشرسة، ألا تؤدي سوى إلى انعدام استقرار وتفاقم توترات.  

الولايات المتحدة الأمريكية أولا!

بزيادة بلغت نسبة 4.6٪، تمثل نسبة الولايات المتحدة الأمريكية وحدها36٪ من هذا النفقات، تليها الصين (14٪، بزيادة نسبة 83٪ منذ عام 2009). وتأتي فرنسا في المرتبة الخامسة بميزانية تبلغ 57.16 مليار يورو. وتتجاوز روسيا (54.5   مليار دولار)… 

وفي عام 2018، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من ضعفين ونصف ميزانية الصين العسكرية، وأكثر من عشرة أضعاف الميزانية العسكرية لما يسمى التهديد الكبير الذي تمثله روسيا. 

بينما يتراجع وزنها في الاقتصاد العالمي، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تظل القوة العسكرية الأولى، جنبًا إلى جنب مع حليفتها، المملكة العربية السعودية، التي تحتل المرتبة الثالثة بـمبلغ 60.5 مليار يورو. دون تجاهل إسرائيل… ومنذ أكثر من أربع سنوات تشن المملكة العربية السعودية حربها القذرة ضد اليمن بأسلحة اقتنتها من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ضد سكان عزل، مسببة الموت والمجاعة. ارتفعت النفقات العسكرية في الشرق الأوسط بنسبة 6.2%، وتشكل 5.2% من الناتج الداخلي الخام، بينما لا تتجاوز في أي منطقة أخرى من العالم نسبة 1.8%من الناتج الداخلي الخام.  

 

التوترات العالمية وانعدام الاستقرار

بعد الشرق الأوسط، أصبحت التوترات العسكرية الأشد في آسيا. وتترافق الحرب التجارية الأمريكية ضد الصين بمنافسة عسكرية. وباتتالصين في هذا الميدان أيضا القوة العالمية الثانية. وتأتي الهند في المرتبة الرابعة بزيادة تبلغ نسبة 3.1٪ لتصل59 مليار يورو.

بضغط الولايات المتحدة الأمريكية عبر الناتو –الذي حقق أعضاءه التسعة والعشرون نصف الإنفاق العالمي في العام الماضي- بوجه روسيا، زادت أيضا بلدان أوروبية عديدة نفقاتها إلى حد كبير، مثل بولندا (+8.9٪) أو أوكرانيا (+21٪).

وفي المقابل، تستمر النفقات العسكرية للبلدان الأفريقية في الانخفاض للعام الرابع على التوالي. وهي تمثل نسبة 2.2٪ من النفقات العسكرية العالمية. وتعد نيجيريا وجنوب إفريقيا (زيادة بنسبة 18٪) أهم قوتين عسكريتين في أفريقيا، لكن بلدان صغيرة مثل بوركينا فاسو أو زيمبابوي تجد نفسها متورطة في هذا التصعيد العسكري المدمر والماحق.  

سوق بلا حدود

أعمال تُجار المدافع مزدهرة ولها آفاق موثوقة. ويوجد ثلث السوق في أيدي شركات الولايات المتحدة الأمريكية. وتظل روسيا في المرتبة الثانية، بنسبة 25٪ من الصادرات العالمية. وفيما يخص فرنسا فهي تحتل نسبة 5.6٪ من السوق.

وتحتل الصين المرتبة الثالثة. زادت صادراتها بنسبة 88٪ مقارنة مع فترة 2006-2010، رغم أنها لا تحتل حتى الآن سوى حصة صغيرة من السوق. وارتفعت الصادرات العسكرية لإسرائيل، أكثر بلد عسكرة في العالم، بنسبة 40٪ في عام 2017.

أثناء العقود الثلاثة الماضية، بددت الدول مبلغا يتجاوز 41 تريليون دولار في هكذا ترسانات الموت والدمار. إن هذا الهروب العسكري إلى أمام، الذي يذكيه منطق أزمة تثمين الرأسمال والمنافسة الشرسة بين الأمم، يساهم في اشعال حالة حرب دائمة من الوهم الاعتقاد تعذر إفضائها إلى نزاعات دولية كبرى. السلم قائم في معسكر عمال وعاملات العالم …

بقلم، إيفان لوميتر

المصدر : اسبوعية حزب مناهضة الراسمالية بفرنسا عدد 9 مايو 2019

الخميس 9 أيار/مايو 2019

ترجمة جريدة المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا