ما الموقف الواجب على الاشتراكيين بصدد كوبا اليوم؟

بلا حدود16 يوليو، 2021

 

دان لابوتز

 نترجم أسفله هذا المقال المنشور في  موقع مجلة New Politics بقلم  دان لابوتز Dan La Botz، المناضل الامريكي، قيدوم اليسار الاشتراكي الثوري، بصدد أحداث 11 يوليو/تموز 2021 في كوبا.  كلمة اشتراكي تُؤخذ هنا بالمعنى الانجلوساكسوني أي “أنصار الاشتراكية الحقيقيون”.

يوم أمس، 11 يوليو/تموز 2021، نزل كوبيون إلى الشوارع في مدن عديدة، من أجل الاحتجاج على نقص العلاجات الطبية، ونقص الأغذية وللمطالبة بالحرية.  ما الموقف الواجب على الاشتراكيين بشأن هذه المظاهرات وبشأن الحكومة الكوبية؟

أولا، إن الاشتراكيين الأمميين، مثلي، سواء انتموا إلى مختلف المنظمات أو كانوا مستقلين، ساندوا دوما حق الشعب الكوبي في تقرير مصيره. نعتقد  أن الشعار القديم بوجه الامبريالية :”ارفعوا أيديكم عن كوبا” ما زال يفرض نفسه في الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد حاربا  الحصار الأميركي المفروض على كوبا وكذا توسيعه بموجب قانون Helms-Burton ، لأننا نلاحظ أن تقليص التجارة  أضر بالغ الضرر  بالشعب الكوبي رغم أنه  بوجه عام لم يشمل المواد الغذائية والأدوية.

ثانيا،  نعارض كل تدخل عسكري  أمريكي في كوبا وكل عملية تمولها الولايات المتحدة الأمريكية وتنفذها دول أو جهات متدخلة أخرى.

ثالثا، أيدنا  حق الأمريكيين و الكوبيين في السفر بحرية  في بلدانهم  ووقفنا ضد تقليص حق السفر في كوبا.

هذا بمجمله يشكل موقفا مناهضا للامبريالية.

ونساند في الآن ذاته، بصفتنا  اشتراكيين أمميين، حق الشعب الكوبي  في التعبير بحرية، وفي التجمع من أجل الاحتجاج وفي التظاهر بشأن أي مسالة من اختياره. طبعا، عندما يكون نظام الصحة فاشلا، وعندما ينقص الغذاء، نساند حق مطالبة  الحكومة بحل هذه المشاكل، كما سنفعل بصدد أي بلد آخر.

كما نساند  حق الكوبيين والكوبيات في المطالبة  بتغييرات  في حكومتهم. لقد أيدنا دوما حق الكوبيين في اختيار الحكومة التي يريدون، وحقهم في الاحتجاج على حكومة الحزب الشيوعي  الذي يمسك بالسلطة منذ ستين سنة، وحقهم في تنظيم أحزاب سياسية جديدة.  كما نساند حقهم  في تنظيم نقابات مستقلة من اختيارهم، نقابات لا يتحكم فيها الحزب الشيوعي والحكومة.

لذلك نعارض اليوم قمع المظاهرات من قبل الحكومة الكوبية. ونطالب بإطلاق سراح المعتقلين. ونندد أيضا بتصريح  الرئيس الكوبي دياز-كانيل لما قال :”أمر المعركة صدر:أيها الثوريون انزلوا إلى الشارع”، فهو نداء  إلى عنف المليشيات والى الهجمات السياسية المنظمة ضد المتظاهرين.

يجب على الاشتراكيين الأمميين أن يساندوا حق الشعب الكوبي في التظاهر وفي معارضة القمع الذي تمارسه الحكومة الكوبية. يجب أن نسعى إلى التعرف داخل كل حركة جديدة على التيارات  الديمقراطية و الاشتراكية حقيقة  والتي تريد  بناء مجتمع  اشتراكي ديمقراطي، وحكومة ديمقراطية تشرف على  اقتصاد  مملوك ومسير جماعيا .

إذا تعرفنا  حقا  على اشتراكيين ديمقراطيين في كوبا، فواجبنا أن نساندهم ونتعاون معهم. لكن في جميع الأحوال، حتى إذا لم نتمكن من التعرف على أي اشتراكي ديمقراطي  داخل الحركة في طورها الراهن، فنحن نساند حق الشعب في إسماع صوته.

دان لابوتز ، مدرس ومناضل في بروكلين  مساهم في اصدار New Politics

ترجمة المناضل-ة عن موقع    anti-k.org

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا