الوقاية من الأخطار المهنية لدى المدرسين-ات

أخبار عمالية5 يناير، 2024

يتعرض المدرسون/ات في مجال التعليم لمخاطر نفسية خاصة، تكون شائعة وتكتسي أحيانا طابعا خطيرا: فوجود اتصال مباشر ودائم مع المتعلمين يشكل مصدر لسلوكات عدم احترام وعنف لفظي وحتى بدني وكذا أعمال تخريبية…  قد ينتج عنها  تطور شعور  بالدونية وبفشل شخصي إذا تعرض المدرسون/ات بشكل مستمر لهذه الأنواع من الإرهاق والوضعيات الصدامية التي تهدد وضعيتهم المهنية، خصوصا الشعور بأنهم عرضة لتهجم في أماكن عملهم وهويتهم المهنية.

وبالإضافة إلى التوقفات عن العمل بسبب الضرب والجرح،  فإنهم يتعرضون بالدرجة الأولى لصدمات نفسية (اضطرابات نفسية-جسدية، أزمات اكتئاب وخوف…)، ناتجة عن اعتداءات منتظمة ومتكررة من هذا النوع.

يجب اعتماد خطط وقائية بهدف الحد من هذه المخاطر المهنية، جسدية كانت أو نفسية-اجتماعية، مع مصاحبة أطباء الوقاية.

تتيح تقنيات الحوار والتواصل نزع فتيل مخاطر العنف: أنشطة تكوينية من أجل فهم جيد للآليات  التي تتحكم في العلاقة: أساتذة/تلاميذ، واعتماد  تقنيات “التكيف coping ” للحصول على تحكم جيد في الانفعالات أثناء التعرض لاعتداء، العلاجات السلوكية والمعرفية لمساعدة الأساتذة في تدبير وضعيات العلاقات الصدامية مع التلاميذ أو آبائهم. وتمثل كل هذه الاجراءات الوسائل الأكثر نجاعة في تدبير التوتر والصراعات.

أخيرا من المهم خلق إحساس بالانتماء إلى فريق بيداغوجي يتيح دعما اجتماعيا ويضع إجراء مصاحبة والتكفل أثناء حدوث اعتداءات عنيفة.

التعليم قطاع واسع جدا، من التكوين الأولي للتلاميذ والطلبة حتى التكوين المهني المستمر للراشدين، التي تكتسي بدورها عدة أشكال، آخرها التعلم الإلكتروني.  يتعلق هذا الملف بالتكوين الأولي التقليدي، حجرة درس و أستاذ يلقي درسا خاصا لفائدة أطفال أو مراهقين، المزود الأكبر لوظائف التدريس في التعليم الابتدائي والثانوي في المدارس والمدارس الإعدادية والثانوية.

السياق الاجتماعي والنفسي لمهنة التدريس

يشهد التعليم تطورا داخل محيط اجتماعي وتقني ضمن سيرورة  مستمرة وسريعة. في حين تظل قدرة المدرسة، وأهدافها وتنظيمها وأساليبها البيداغوجية، على التكيف والاستباق ضعيفة؛ ما يؤدي إلى اختلالات عديدة ذات عواقب سلبية على ظروف عمل المدرسين.

جرت اصلاحات جزئية عامة  لكنها لم تعالج الأسباب الهيكلية والتنظيمية العميقة، وكانت مطبوعة بإفراط أدى حتما إلى إشباع قدرة المدرسين/ات على تملك الترسيمات الجديدة المقترحة مع نقص تكيف مع الواقع المحلي، وهذا ما يؤدي إلى نسبة فشل عالية في تطبيقها الفعلي، مع إفقاد المصداقية للمسيرين وتدهور المناخ التنظيمي ويؤثر على الانخراط الفعلي للمدرسين في مهمتهم.

  • تؤثر ميولات وازنة، اجتماعية وتكنولوجية، على ظروف عمل المدرسين:

– بتعبير كاريكاتوري، يولد الأطفال اليوم بجهاز تحكم عن بعد وشاشات في مهدهم. إنهم جيل “القفز من قناة إلى قناة”، ما يجعل الجلوس لتلقي الدرس بطريقة تقليدية، بتفاعلية قليل جدا، أمرا غير محتمل لدى الكثير منهم. ويصبحون هائجين غير منتبهين، وقحين تجاه مُدرس يزعجهم ويجد نفسه في تنافس مع كثرة من وسائط نقل المعارف، معتمدة على اللعب، ووسائل تقنية للحفظ والحساب والتوثيق… هذا فضلا عن استحالة استعمال سلطة المعلمين والأساتذة القديمة لفرض الاحترام.

– أشكال العنف الأسري المتكررة باستمرار، وألعاب الفيديو وأفلام العنف المُشاهدة بمواظبة على التلفاز، تولد بمحاكاة سلوكات غير واعية في القسم أو في ساحة المدرسة، معيدة إنتاج نفس الحركات العنيفة أو الشتائم بوجه الأساتذة أو الزملاء.

– تؤدي صعوبة أو منع  تكوين مجموعات متجانسة على صعيد حاجات ومستويات كل  فرد إلى مشاكل في وتيرة التعلم، مولدة سلوكات عدم فهم وتخلي لدى بعض التلاميذ، فيصبحون عنيفين كتعويض.

– البيئة المهنية، في الضواحي الصعبة، مع العديد من الأطفال المتحدرين من أوساط اجتماعية وعرقية بالغة التنوع، في وضع مالي أو نفسي بالغ الصعوبة أحيانا، تستوجب معرفة وتكيفا صعبا مع التنوع الثقافي، لا سيما لدى المدرسين الشباب حديثي التخرج ناقصي النضج المهني. في غياب ذلك، ثمة مخاطر عنف جمة مع التلاميذ أو الآباء.

– هناك في الآن ذاته الانتظارات المتفاوتة للعائلات بشأن المدرسة، حيث أن الآباء يأملون من التعليم أن يضمن لأبنائهم مكانة في المجتمع مستقبلا، وبوجود آباء غير مشاركين و/أو منتقدين يجد الأساتذة أنفسهم في مواجهة متطلبات جد مختلفة ومعقدة أثناء ممارسة مهنتهم.

– يمكن أن يكون بعض الآباء عنيفين، أو يصبحوا عنيفين في بعض الحالات  (تقييم أداء أبنائهم، عقوبات…) خصوصا في قطاع التربية والتعليم الذي هو محط عدم رضى واحباطات اجتماعية ( على غرار الخدمات العمومية)…

– نقص استقلالية ومسؤولية إدارات المؤسسات التعليمية يؤدي إلى علاقات تراتبية قليلة التحفيز، غالبا ما تكون مركزة على الإدارة والمراقبة، مع أنظمة تفتيش عتيقة تُوَلِد شعور أنها غير فعالة و أنها تعامل معاملة الأطفال.

  • يؤدي هذا السياق إلى عوامل إرهاق تولد مخاطر نفسية -اجتماعية مهمة:
  • ينتج زوال الحافزية عن انعدام ثقة المدرس في مقدرته على إنجاز مهمته التعليمية و التربوية ( شعور عدم الفعالية الشخصية، تبخيس قدر الذات)؛ ينقص بشدة شعور الانجاز والتقدير من طرف الرؤساء. ينتج عن ذلك شعور بعدم كفاءة وشك في قيمة عمله.
  • عندها يشعر بعض المدرسين بالقيام بعمل غير مُجْدٍ (تلاميذ بمستوى رديء، غير مهتمون ومشاغبون وعدوانيون)، ما يشكل إكراها نفسيا وإحباطا لهم.
  • آخرون يعتبرون أنه إذا كان المدرسون يتحملون مسؤوليات كبرى في تكوين وتعليم أجيال جديدة، فذلك بدون أية سلطة قرار، ولا تحكم بعملهم، وبالتالي بدون أية إمكانية لاستغلال ناجع لمقدراتهم ومواهبهم الشخصية . وبالتالي فإن استحالة تطوير المؤهلات المهنية والخبرات تضر بتقدير المدرس لنفسه ، وإن شعور نقص القيمة عامل إرهاق قوي. والمسؤولية الفردية بدون امتلاك وسائل النهوض بها أمر يُستشعر كعامل اعتداء نفسي (شعور ذنب وعار).
  • ينمي عدم ملاءمة طرق إدارة المؤسسات التعليمية أزمة الثقة لدى المدرسين، تتجلى في أعراض مختلفة من قبيل توتر العلاقات والتراجع عن الانخراط وسلوكيات متقززة، وعدوانية وتهكمية. غياب أهداف واضحة، واقعية، ومتقاسمة، ونقص الاعتراف بالعمل المنجز فعلا (التقييم والتقدم بالأقدمية اساسا)، ونقص الدعم البيداغوجي أو النفسي، المؤدي إلى أشكال عدم رضا ضاغطة.
  • سلوكيات بدنية تهديدية (حركات الأيدي، التخريب المادي، رمي الاشياء، البصق، الدفع…)، أو سلوكيات كلامية تخويفية (تهديد، تجاوزات كلامية، قذف، لغة تحقيرية…) أفعال عنف تدميرية، او متلفة لممتلكات مدرسية، من قبل التلاميذ او الآباء هي أنواع من العنف تبدأ بعدم احترام الأستاذ وسلطته يتجلى في سلوكيات تبدو ظاهريا هينة (مواقف مزدرية،، ملاحظات ساخرة، رفض الامتثال لقواعد السلامة أو القوانين التنظيمية) وتنتهي بالعنف الملموس (الضرب، إصابات بسلاح…) ما يتطلب تصريحا بحادثة شغل ومسطرة قضائية أحيانا.
  • يمكن أن تؤدي اضطرابات المدرس النفسية الناتجة عن الإرهاق الدائم إلى صدور سلوكيات معادية أو عنيفة  عنه أيضا تجاه التلاميذ المشاغبين.

… يتبع

المصدر : https://www.officiel-prevention.com/dossier/formation/fiches-metier/la-prevention-des-risques-professionnels-des-enseignants

*******************************

الجزء الثاني من الوقاية من المخاطر المهنية لدى المدرسين/ات

المخاطر الجسدية لمهنة التدريس

– تمثل اضطرابات الصوت مشكلا حقيقيا لدى الأساتذة: العياء وتغيُّرٍ في الصوت ناتجان عن القاء الدروس لمدة طويلة في جو غالبا ما يسود فيه الضجيج ويستدعي بذل الجهد لرفع الصوت الشيء الذي ينتج عنه فقدان مؤقت للصوت وآلام في الحلق.

-أمراض الأوردة والظهر بسبب الوقوف لمدة طويلة والمراوحة أمام السبورة.

بالنسبة لمواد التدريس المعرضة (الفيزياء والكيمياء، علوم الحياة والأرض) ثمة طبعا مخاطر كيماوية (الكلور، الأمونياك، الأحماض…) وكهربائية وبيولوجية في أثناء الأعمال التطبيقية في المختبرات، وكذا المرتبطة بالآلات والادوات والأجهزة داخل ورشات التكوين المهني.

  • حالات الخدش، والجروح اثناء التعرض لاعتداءات جسدية، اوضاع محفوفة بخطر التعفنات.
  • هناك أيضا أخطار السقوط المسببة لالتواء المفاصل، ومخاطر الحساسية من استعمال الطباشير وأدوات الكتابة وكذا الأخطار ذات علاقة بالرياضة بالنسبة لأساتذة التربية البدنية.

المخاطر النفسية لمهنية التدريس

يتأكد في أوساط المدرسين واقع تنامي الإصابات النفسية وعواقبها البدنية بفعل الارهاق (أمراض القلب والشرايين والاضطرابات العضلية العظمية، اضطرابات الجهاز الهضمي وحالات القلق والاكتئاب وأمراض ما بعد الصدمات الناتجة عن تزايد الاعتداءات.

مع تنامي ظاهرة العنف بأنواعه في محيط مُرهق تظهر الانعكاسات الملموسة لهذه الظاهرة في رد فعل هرموني وعضوي: إثارة نظام الغدد مما يؤدي على المدى القصير أو البعيد إلى ارتفاع معدل ضربات القلب والضغط الدموي، وإفراز الكورتيزول والادرنالين …مع عواقب على الايض البنائي (عملية تمثيل المواد الغذائية وتحويلها إلى أنسجة) وعلى الأيض الهدمي (عملية الهدم في الخلايا الحية) مؤدية إلى عواقب عديدة نفسية بدنية واضطرابات هرمونية.

تتمثل الاصابات الأساسية لدى المدرسين فيما يلي:

*إصابات جسدية

-اضطرابات عضلية-عظمية (آلام المفاصل وآلام العضلات)

-اضطرابات الجهاز الهضمي (آلام البطن، آلام وقرحة المعدة).

-حوادث القلب والشرايين وحوادث الأوعية الدماغية (ارتفاع الضغط الدموي، اختلاجات القلب، التهاب الشرايين التاجية …).

-آلام الرأس والصداع النصفي (الشقيقة)

*إصابات نفسية

-عياء وسرعة غضب وانفعال مزمنين.

-اضطرابات النوم.

-أزمات الخوف والرهاب.

-أعراض الاكتئاب.

اضطرابات سلوكية

-ردود فعل عنيفة

-اضطرابات في العادات الغذائية (سمنة).

-استعمال متزايد للكحول والسجائر والأدوية ذات الصلة بالقلق والاكتئاب.

-سلوكيات خطيرة وميول للانتحار.

– خمول ولامبالاة تامة (افتقاد الحافز).

التدابير الوقائية من أخطار مهنة التدريس

تقييم مخاطر مهنية التدريس

فيما يخص اجراءات الوقاية، من الضروري دوما اعتبار مجمل الوضع والتأثير على كل عوامل الخطر.

هكذا يمر البحث عن سبل الوقاية أولا عبر تحليل مسبق وتعرف على المخاطر المهنية داخل المؤسسة بطريقة تشاركية، وبغرض تكوين «ملف موحد» لتقييم للمخاطر ووضع برنامج سنوي للوقاية.

من الضروري عدم اتخاذ موقف الانكار الجماعي للخطر أو الافراط في تسهيل الأمر، وتجاهل خطورته أو الاكتفاء بإجراءات طفيفة لا طائل منها. ومن جهة أخرى يجب العمل على عقلنة التحليل للحد من العبء العاطفي لمفهوم العنف الذي يسهم في تشويش التفاهم.

تقوم طريقة تحليل اعراض المعاناة في العمل بوجه خاص على الاهتمام بكل العلامات المنذرة بالأخطار وذلك برصد مؤثرات الانذار التي تتيح التدخل قبل فوات الاوان: قياس ارتفاع وتيرة وخطورة حوادث النزاع وأعمال العنف، وتفاقم مؤشرات الصحة السلبية (اضطرابات القلب و الشرايين او القلق والاكتئاب…) وارتفاع معدلات الغياب.

… يتبع

 

******************************

الجزء الأخير: الوقاية من الأخطار المهنية لدى المدرسين 

  • تدابير الوقاية التنظيمية

تكون معالجة الأسباب التنظيمية حاسمة غالباً في الوقاية من المخاطر النفسية.

تشكل الجودة الإدارية في العلاقات الهرمية وعلاقات القوة والتواصل بما يتماشى مع احتياجات وتوقعات المعلمين، ن عوامل مضادة للتوتر.

يشكل الافتقار إلى الدعم أو التماهي مع المجموعة والأشكال السلبية للقيادة (مراقبة غير ملائمة، غياب أو غموض أو فرض أهداف) وهياكل التشاور الضعيفة وغياب التكوين المناسب، عوامل ضغط رئيسة.

–  بداية، يجب أن يرتكز التوظيف في المؤسسات التي يمكن فيها انتقاء المرشحين، على اختيار أشخاص بتوازن شخصي قوي : يفرض البعد العاطفي لدى المدرسين الذين تشكل علاقتهم الإنسانية جزءا من نشاطهم المهني بقدر ما هي نقل المعرفة، عدم قبول الطلبات المقدمة من أشخاص جد انطوائيين، يفتقرون إلى قدرات التعامل مع الآخرين والاستماع والتعبير اللفظي والجسدي. يشكل ضعف الفرد أحد مكونات المخاطر المرتبطة بالتوتر في التواصل: من الجيد، قبل الالتزام، أن يختبر الطلاب الراغبون في أن يصبحوا معلمين، مهاراتهم في إدارة توترات التعامل مع الأطفال أو المراهقين من خلال إجراء تدريبات إرشاد في الدورات أو نوادي العطل أو الرياضة …

–  يتم حفز الفرد أو المجموعة عندما نضع أهدافًا واضحة وواقعية ومشتركة ونمكنهم من ملاحظات مناسبة حول القدرة على تحقيقها وعلى المساعدة التي يمكن توفيرها لهم : تحديد الأهداف يجب أن يكون نتيجة حوار يضع في الاعتبار خاصة العراقيل الخارجية للبيئة الاجتماعية ويتم تحديدها من خلال العناصر التي تقع تحت مسؤوليته الفعلية.

عندئذ يشعر المدرس بأن عمله معترف به ومفهوم ومُقَدر وفق قيمته الحقيقية. من المهم التركيز على النتائج الملموسة، حتى تلك ذات النطاق المحدود (“الانتصارات الصغيرة”) على فترات منتظمة من أجل ضمان مستوى عال من المشاركة والرضا.

–  إن مفهوم الدعم الاجتماعي – المساعدة التقنية والعاطفية التي يقدمها الزملاء والتسلسل الهرمي في تنفيذ المهام ودرجة الاندماج في المجموعة والتماسك الاجتماعي – يعد وسيطاً قوياً لتأثيرات التوتر في العمل إلى درجة تخفيف التوترات المهنية ومشاركتها وتقديم الحلول المنبثقة عن تجارب الآخرين. ويمكن تحقيق ذلك بعدة طرق:

° عبر مشروع مؤسساتي ناتج عن منهج مخصص لهيئة التدريس بهدف تحفيزها وتوطيدها وحشد طاقات الجميع نحو هدف مشترك : يصف المشروع مهمة حددتها المؤسسة لنفسها ويحدد خطة العمل المطلوب تنفيذها بنجاح.

يهدف مشروع المؤسسة إلى توفير تصميم وتوجيه العمل عبر توحيد هيئة التدريس وإثارة الرغبة في العمل المشترك بشكل متماسك، بطريقة تشاركية وتعاونية. يجب أن يتلقى منشط المشروع تدريبا كافيا في إدارة المشروع.

° من خلال مجموعات المناقشة عبر التأطير لإدارة التوتر : يحتاج المدرسون كثيرا للخروج من عزلتهم إلى الدعم في نشاطهم : اجتماعات تشاورية منتظمة للتعبير عن مشاكلهم المهنية لزملائهم وإجراء مناقشات معهم حول كيفية التغلب على الصعوبات ووضع إجراءات رفع تقارير بالمعلومات لتحديد المشكلات ومناقشة الحلول والمشاركة في الوقاية من المخاطر النفسية وتقديم الدعم لحل المخاوف يوميًا مع الطلاب أو الآباء. حفز تعبير المدرسون عن المشكلات التي يواجهون وقيامهم بتطوير حلول مقترحة، دينامية يمكن أن تؤدي، إذا ما تمت إدارتها بشكل جيد، إلى عملية تحسين دائمة. توجد تقنيات تنشيط مختلفة مع المشاركين الذين يجب أن يكونوا متطوعين ومتخصصين في إدارة الموارد البشرية التي تتيح مراعاة كفاءة العوامل النفسية والاجتماعية.

  • تدابير التكوين على إدارة التوتر

منذ التكوين الأولي، من الجيد تطوير مهارات في مجالات الاتصال وإدارة الصراعات بهدف فهم أفضل للآليات التي تدخل في الاعتبار في العلاقة بين المدرسون /الطلاب (مثل تقنيات التواصل غير العنيف) وتعلم كيفية العثور على المسافة المناسبة من الطلاب ومزيج من اللطف، والصرامة، والانضباط، والانفتاح.

التكوين المستمر الجاد والمتكيف مع الجوانب النفسية لمهنة المدرس ضروري: في هذا المجال، يكون التعلم أثناء العمل دائما عشوائيًا وناقص.

إنه يتيح تقنيات فعالة ملموسة للحوار والتواصل تساهم في نزع فتيل أخطار العنف والمواقف التي يجب تبنيها تجاه السلوك اللفظي أو الجسدي المسيء… التكوين على إدارة الصراعات والضغط النفسي (تقنيات “التأقلم”، من أجل الحصول على سيطرة عاطفية أفضل) يتم توفيرها عبر شركات استشارية متخصصة. يعتبر مبدأ التكيف أن تكون للفرد، أثناء مواجهة موقف، الموارد التي ينبغي استخدامها على أفضل وجه ممكن: التقليل من تأثير الشخص المتوتر أو تجنب المواجهة المباشرة مع الشخص المتوتر حين يتم تقييم الوضع على أنه لا يمكن السيطرة عليه. تعد استراتيجيات التكيف فعالة لأن الفرد ينتهي به الأمر إلى التعود من خلال التعلم على نفس الموقف المتوتر وتتراجع مظاهر القلق لديه. إن هذه السيطرة على المواقف المقلقة تزيل تدريجياً توتر ومعاناة المدرسون عبر تقديم وسائل تعزيز مقاومتهم الانفعالية والنفسية بوجه الاعتداءات.

* دابير الوقاية الفردية

–   المراقبة الطبية

إن الفحوصات التقليدية لحدة البصر ومعدل ضربات القلب وضغط الدم والوزن والحركات، أثناء الزيارات الطبية التي يقوم بها الطبيب الوقائي، يجب إجراءها قبلا للكشف عن الاضطرابات المرتبطة بالتوتر، لتوجيه المدرس نحو الدعم النفسي إذا كان ذاك ضروريا عبر شبكات الاستماع والتدخل للمدرسين الذين يواجهون حوادث أو مواقف نفسية عسيرة، أو من خلال ممارسات منتظمة للتقنيات النفسية الجسدية، مثل الاسترخاء أو السوفرولوجيا (1).

–   معدات الحماية الشخصية

تزويد مدرسي التخصصات التجريبية والمهنية بمعدات الحماية الشخصية الملائمة للمخاطر التي تنتج عن منتجات، أو أدوات المختبر، أو الورشة، أو الآلات (أجهزة حماية الجهاز التنفسي، القفازات، النظارات الواقية، الملابس، أحذية السلامة…).

–   دعم المدرسين ضحايا اعتداء عنيف

يجب التخطيط لإجراءات دعم ورعاية الضحايا (نفسية وقانونية) للحد من العواقب النفسية لأمراض ما بعد صدمة الاعتداء.

× يجب إجراء عملية “استخلاص المعلومات”، أو مقابلة استماع فردية، مباشرة بعد الهجوم لاستعادة الحدث بكل تفاصيله وبكل انتجه على المستوى العقلي (العواطف والأفكار والمشاعر المختلفة والقوية).

× مساعدة الضحايا أثناء استجوابات الشرطة.

× يتم متابعته من قبل علماء النفس أو الأطباء النفسيين، بالتعاون مع أطباء الشغل المكونين على هذا النوع من التدخل.

* تدابير الوقاية التقنية

–  يجب أن تتمتع المباني بمعالجة صوتية وإضاءة وتكييف مناسبة : خاصة بناء الجدران وأسقف الغرف بمواد ممتصة للضوضاء، خاصة في قاعات الطعام.

–  وضع وسائل تهوية فعالة تضمن إخلاء الأبخرة والغازات والأغبرة … في المختبرات والورش.

– تصميم وتخطيط المباني حسب خطر النزاع : مراقبة المداخل، وتركيب فتحات الدخول ومعدات المراقبة بالفيديو أو الراديو، وأجهزة الإنذار والتحذير …

1 ـ السوفرولوجيا هي ممارسة علمية تستخدمها عدة اتجاهات كوسيلة للاسترخاء والعلاج النفسي والممارسة النفسية الجسدية وتقنية التنمية الشخصية. المصدر: https://fr.wikipedia.org/wiki/Sophrologie (المترجم)

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا