بيان الحزب الجديد المناهض للرأسمالية حول الانتخابات التشريعية بفرنسا يوم الأحد 30 يونيو 2024

بلا حدود3 يوليو، 2024

تعزيز وحدة اليسار المناضل لمنع وصول اليمين المتطرف إلى السلطة

تؤكد هذه الانتخابات التشريعية الخطر المخيف الذي يشكله اليمين المتطرف، الذي حقق نتائج عالية لم يسبق أن نالها في تاريخه. هذه النتائج هي تركيبة من تطور النزعة القومية والعنصرية لدى بعض الشرائح من السكان، وتزايد دعم الطبقات الحاكمة لليمين المتطرف الذي تنقله بعض وسائل الإعلام، وانهيار أحزاب اليمين (الماكرونية كحزب الجمهوريين) التي أثارت سياساتُها اشمئزاز السكان. مع احتمال وصول حزب التجمع الوطني وحلفائه وأنصاره إلى السلطة، فإن خطر الفاشية الجديدة يتزايد أكثر فأكثر في فرنسا.

الخبر الجيد في هذه الانتخابات هو الطفرة التي حققها اليسار. حصل على نتائج مهمة بفضل وحدة القوى السياسية والجمعوية والنقابية التي حشدت مئات الآلاف للتظاهر وخوض غمار الحملة الانتخابية. لا تسعى هذه الوحدة لإضفاء شرعية يسارية على أحد، ولا أن تحجب مسؤوليات السياسات الليبرالية التي انتهجتها حكومات تدعي أنها يسارية من ميتران إلى هولاند، في تدويخ وإثارة غضب الطبقات الشعبية التي تحملت أعباء هذه السياسات. تكتسي هذه الوحدة طابعا استعجاليا، وتستند إلى الحاجة الملحة لتنفيذ برنامج الجبهة الشعبية الجديدة. لكن الطور الحالي الذي بلغته هذه الوحدة حول الجبهة الشعبية الجديدة لا يسمح لها بامتلاك ما يكفي من القوة لمواجهة الضغوط الخطيرة التي يمارسها اليمين المتطرف، وحملات الاتهامات المغرضة بمعاداة السامية وبالإرهاب، والتماثل الكاذب والمهين بين “النزعات التطرفية” التي يفضلها الماكرونيون، وأيضًا الشكوك الناشئة عن الهزائم الاجتماعية المتراكمة والشكوك بخصوص صلابة وحدة اليسار التي تضررت بسبب الصراعات الداخلية في الأسابيع الأخيرة.

لدحر اليمين المتطرف والدفع باليسار المناضل إلى الأمام، في ظل أزمة عميقة للرأسمالية، نحتاج إلى تعزيز وحدة عمل اليسار بأكمله. من القاعدة إلى القمة، نحتاج أن نكون معًا ونناضل جنبًا إلى جنب من أجل التظاهر ضد اليمين المتطرف وصد هجمات المجموعات الفاشية، ومقاومة الإجراءات اللااجتماعية، والتمييزية أو الاستبدادية، والعنف البوليسي والعنصري، والعنف الجنسي، والدفاع عن زيادة الأجور والمزايا الاجتماعية، والعودة إلى التقاعد في سن الستين براتب كامل، وإحياء التضامن الأممي والمناهض للاستعمار مع فلسطين وأوكرانيا أو كاناكي، وبشكل عام مع جميع الشعوب التي تضطهدها الإمبريالية الفرنسية. هذه التعبئة الجماعية لتغيير ميزان القوى هي الكفيلة بتغيير الحياة.

يدعو الحزب الجديد المناهض الرأسمالية جميع المنظمات السياسية والنقابية والجمعوية اليسارية – بدءًا من القوى السياسية التي تشكل الجبهة الشعبية الجديدة – إلى الاجتماع في أقرب وقت ممكن، على المستوى المحلي والوطني، لتنفيذ أنشطة مشتركة حيثما أمكن. إن تعزيز اليسار في الميدان، سواء قبل الانتخابات أو بعدها، في صناديق الاقتراع أو في النضالات، هو السبيل لاستعادة ثقة الطبقات الشعبية في قوتها الذاتية.

نحتاج خلال الأيام القليلة القادمة إلى انتفاضة شعبية ضد الصعود الخطير لليمين المتطرف، ونحتاج إلى بناء تعبئات ومظاهرات تكون جماهيرية أقصى ما يمكن.

أما بالنسبة للجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية يوم الأحد القادم، فنحن نعلم أنه مهما حدث، سنحتاج إلى كتلة صلبة من اليساريين الاجتماعيين والسياسيين للمقاومة. فحيثما كانت الظروف مواتية لفوز هؤلاء المرشحين، نحتاج إلى تأكيد وتوسيع الأصوات التي أُدلِيَ بها في الجولة الأولى لصالح الجبهة الشعبية الجديدة وحلفاؤها.

يبقى التحدي الرئيسي في هذه الجولة الثانية هو منع اليمين المتطرف من الوصول إلى الحكم بعد أيام قليلة، وهذا هدف أساسي لمعسكرنا الاجتماعي. إننا نعلم بأن السياسات التي دافعت عنها أو وضعتها أحزاب اليمين، ولا سيما الماكرونية في السلطة، هي التي ساعدت إلى حد كبير في تمهيد الطريق أمام التجمع الوطني من خلال تبني بعض إجراءاته والمساهمة في منحه الشرعية، مع هجوم متزايد على قطاعات واسعة من اليسار. مع ذلك، ونحن أمام خطرين، علينا أن نفعل كل ما في وسعنا للقضاء أولا على الخطر الأكبر والأكثر إلحاحًا.

في يوم الأحد القادم، ونظراً للمصالح المباشرة للمهاجرين/ات ولعالم الشغل برمته، وللدفاع عن الحقوق والحريات العامة، لا بد من هزيمة التجمع الوطني وحلفائه وأنصاره، ويفضل أن يكون ذلك بيسار جيد.

بعد الجولة الثانية، يجب أن يستمر ما جرى بناؤه في قلب هذه الحملة، يسار موحد ومناضل، يعمل على تأكيد برنامج القطيعة الجذرية، والاستناد إلى التعبئات الضرورية أكثر من أي وقت مضى ودعهما، وتمكين أكبر عدد ممكن من البقاء منظمين بعد هذه الانتخابات كشرط أساسي لإحياء يسار كفاحي حقيقي.

في هذا السياق، تقع على عاتق الجبهة الشعبية الجديدة وجميع المنظمات المشاركة في النضال، النقابات والجمعيات، مسؤولية كبيرة في الفترة المقبلة. يطرح عليها بناء أوسع تحالفات وتعبئات موحدة في مواجهة اليمين المتطرف والماكرونية (إذا ما نجت من هذه الانتخابات)، لحمل تطلعات الطبقات الشعبية وفرض التدابير الواردة في برنامج الجبهة الشعبية الجديدة. في صناديق الاقتراع وفي الشوارع، لنتحد جميعا لهزم حزب الجبهة الوطنية في صناديق الاقتراع وفي الشوارع، وللاستمرار في خوض النضالات من أجل التقدم الاجتماعي، من أجل الكوكب، من أجل مجتمع آخر!

مونتروي، فرنسا، الأحد 30 يونيو 2024

***************************************************

الجبهة الشعبية والتعبئة العامة: ضد اليمين المتطرف وماكرون

الحزب الجديد المناهض للرأسمالية، 14 يونيو 2024

قرر الحزب الجديد المناهض للرأسمالية الانضمام إلى الجبهة الشعبية دون أدنى تردد. بعد سبع سنوات من السياسات الليبرالية والعنصرية والاستبدادية المتطرفة، بدأ ماكرون يفقد بريقه. لم يعد بإمكانه أن يخدم رجال المال والأعمال الكبار، الذين يطالبون دائمًا بالمزيد. إن اليمين المتطرف، الذي حصل على قرابة 40% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، هو ملاذ مرحب به لدى الرأسماليين. ومع حل البرلمان الفرنسي، يفرش ماكرون السجادة الحمراء لهم.

اليمين المتطرف هو أخطر أعدائنا

سيكون وصول اليمين المتطرف إلى السلطة بمثابة كارثة. أولاً للأجانب الذين سيتعرضون للاضطهاد. وللنساء ومجتمع الميم LGBT+ واللواتي والذين تتراجع حقوقهم- هن في جميع البلدان التي وصل فيها اليمين المتطرف إلى السلطة. وبالنسبة للنقابيين الذين يريد اليمين المتطرف التخلص منهم حتى يتسنى لأرباب العمل الانفراد يالسيطرة على المقاولات.

وحدة اليسار الاجتماعي والسياسي لمواجهة الخطر

في غضون أيام قليلة، توحدت جميع المنظمات والنقابات والجمعيات والحركات اليسارية الناشطة في النضالات البيئية والمناهضة للعنصرية والنسوية ومجتمع الميم، وأعلنت دعم الجبهة الشعبية الجديدة. وفي غضون أيام قليلة، أعاد معسكر المستغَلين- ات والمضطهَدين- ات تشكيل نفسه كذات سياسية تناضل من أجل تحررها. وهذا يتجاوز أي منظمة أو شخصية بعينها. نحن قوة قادرة على تغيير كل شيء، ويدعو الحزب الجديد المناهض للرأسمالية الناس للانضمام إلى لجان حملة الجبهة الشعبية الجديدة في كل دائرة انتخابية.

نعزز الجبهة الشعبية الجديدة بمطالبنا

في غضون أيام قليلة، وضعت الجبهة الشعبية الجديدة برنامجًا. وقد طرحت الحركة الاجتماعية العديد من النقاط في الأشهر الأخيرة: إلغاء المعاش التقاعدي، وإصلاحات “دارمانين” أو التأمين ضد البطالة، وزيادة الأجور، والاستثمار الضخم في المدارس أو المستشفيات. ولكن هذا البرنامج لم يكتمل بعد. فهو في حاجة إلى رعاية من قِبل النقابات والحركات الاجتماعية. على سبيل المثال، نحن بحاجة إلى أن نضع على الطاولة مسألة وضع قطاع الطاقة تحت السيطرة العامة في مواجهة أزمة المناخ، أو مسألة إعطاء وضع دائم لمئات الآلاف من العمال- ات غير الرسميين- ات في الخدمة المدنية. على كل قطاع أن يطرح مطالبه الخاصة من أجل تصفية الحساب مع رأس المال.

يجب أن يكون النصر بمثابة تشجيع للنضالات المستقبلية

الجبهة الشعبية الجديدة قادرة على الفوز في الانتخابات. ولكن الملايين منا تُدرك أن هذا لن يكون كافيًا. ففشل اليسار مرة أخرى سيضمن انتصار مارين لو بين بعد عامين. كيف يمكننا تحدي سلطة الرأسماليين؟ كيف يمكننا عكس 40 عامًا من الدمار الاجتماعي والفوز بحقوق جديدة؟ كيف يمكننا تعزيز دعم الشعبين الفلسطيني والأوكراني في الوقت الذي نقطع فيه مع التحالف الإمبريالي الذي يمثله حلف الناتو؟ بالنسبة للحزب الجديد المناهض للرأسمالية، الأمور واضحة. فمن خلال النضال من الأسفل، في أحيائنا وداخل المقاولات، يمكننا تغيير الأمور. في عام 1936، كان الإضراب العام هو الذي أجبر الجبهة الشعبية المنتخبة حديثًا على تقديم أول عطلة مدفوعة الأجر في التاريخ. إذا فازت الجبهة الشعبية الجديدة في غضون ثلاثة أسابيع، فإن طريق النضال الجماعي سيكون قد بدأ للتو، لأن التاريخ يعلمنا أن الرأسماليين لن يستسلموا من خلال العمل البرلماني وحده.

وحدوي وثوري: انضم- ي إلى الحزب الجديد المناهض للرأسمالية

إذا كنتم- ن تريدون محاربة اليمين المتطرف. إذا كنتم- ن مقتنعين- ات بأن الوحدة ضرورية للانتصار على الرأسماليين والفاشيين. إذا كنتم- ن تعتقدون أن الجبهة الشعبية الجديدة يجب أن تفوز بالانتخابات،  فعليها أن تستمر بعد 7 يوليو لتتولى شؤونها بنفسها. إذا كنتم- ن تريدون وضع حد للنظام الرأسمالي الذي يستغلنا ويضطهدنا. إذا كنتم- ن تريدون الانتقال من الأمل إلى الثورة، فتعالوا للنقاش والانضمام إلينا!

رابط المقال الأصلي: https://tinyurl.com/ywf5yaep

ترجمة جريدة المناضل-ة

********************************************************

 

الوحدة بين اليسار الاجتماعي والسياسي لمواجهة ماكرون واليمين المتطرف

 

الحزب الجديد المناهض للرأسمالية، 09 يونيو 2024

 

شكلت نتيجة الانتخابات الأوروبية صاعقة مدوية. مع إعلان ماكرون حلَّ الجمعية الوطنية، من الضروري أن يجتمع ويحتشد اليسار بأكمله- الأحزاب والنقابات وجميع منظمات الحركة العمالية. نقترح أن تُعقد اجتماعات في المدن والأحياء وعلى المستوى الوطني خلال الأيام القليلة المقبلة لتحقيق الوحدة، وفي الشوارع للمقاومة، وفي صناديق الاقتراع.

بالكاد صوّت أكثر من نصف الناخبين- ات في هذه الانتخابات، ومع ذلك تبدو نتائج الليلة وكأنها ناقوس إنذار. وكما كان متوقعًا منذ أسابيع، فقد فاز اليمين المتطرف بعدد كبير من الأصوات في جميع أنحاء أوروبا، وسيتمكن من جلب عشرات الممثلين المنتخبين، وربما أكثر من مائة، إلى الجمعية الأوروبية. يقف اليمين المتطرف على أعتاب السلطة في العديد من الدول الأوروبية، أو يشارك بالفعل في الائتلافات الحكومية.

في فرنسا، زاد حزب التجمع الوطني في فرنسا بنسبة 10% تقريبًا مقارنةً بالانتخابات السابقة، مما جعل اليمين المتطرف ككل يصل إلى ما يقرب من 40% من القوائم العنصرية والاستبدادية والمعادية للمثليين. هذا ليس رعدًا في سماء هادئة؛ بل على العكس، إنه نتيجة عدة عقود من السياسات العنصرية والمعادية للمجتمع التي اتبعتها مختلف الحكومات من اليمين واليسار على حد سواء. وهي أيضًا نتيجة لرغبة حكومة ماكرون في إضفاء الشرعية على التجمع الوطني، “أفضل عدو” لها، مع تنفيذ جزء من سياستها، لتحويل كل انتخابات إلى مبارزة بين المعسكر الرئاسي والتجمع الوطني. ولكن هذا الابتزاز، “صوّتوا لنا أو دعوا اليمين المتطرف يفوز”، بدأ يتضاءل نجاحه أكثر فأكثر لأن رفض حكومة ماكرون الاستبدادية والمعادية للمجتمع والعنصرية يزداد بشكل كبير.

بعد الهزيمة التي مُني بها معسكر الرئيس ماكرون في الانتخابات التشريعية لعام 2022، رفض الناخبون- ات مرة أخرى معسكر الرئيس ماكرون، الذي لم يتمكن من حشد سوى 15% من الأصوات، على الرغم من أن جميع موارد الدولة وضعت في خدمة القائمة الماكرونية وقاد هو ورئيس الوزراء الحملة الانتخابية.

إن ”عودة اليسار الاجتماعي الليبرالي المشترك واليسار الاشتراكي الليبرالي والهالاندية [نسبة إلى فرانسوا هالاند- المترجم] إلى الواجهة الإعلامية ليست علامة جيدة. لقد قادنا هذا اليسار الليبرالي الجديد بقوانينه في عالم العمل وإسقاط الجنسية والتسوية مع الإمبريالية الغربية إلى الحائط، مما أدى إلى مزيد من الإحباط والإضعاف لمعسكرنا الاجتماعي ودفع بماكرون إلى السلطة.

كان الدافع وراء التصويت لقائمة مانون أوبري وريما حسن هو الغضب الشعبي والطبقة العاملة من استبداد ماكرون الليبرالي المتطرف، ولكن أيضًا من تواطئه مع الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة في هذه اللحظة بالذات…

إن التحدي الذي يواجه معسكرنا الاجتماعي هو استعادة القدرة على الفعل في سياق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والبيئية التي تتضافر وتتضخم. يجب على جميع قوى اليسار الرافضة لهذا النظام المدمر اجتماعيًا وبيئيًا أن تتحد لمقاومة اليمين المتطرف والماكرونية التي تغذيه، في صناديق الاقتراع وفي الشارع.

مونتروي في يوم الأحد 9 يونيو 2024

رابط المقال الأصلي: https://tinyurl.com/59p58bu6

ترجمة جريدة المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا