أوضاع العمال في الصحراء: كلميم، الكراس العمالي، عدد 3، مايو 2015، النقابة أداة نضال لا استجداء

الكراس العمالي، عدد 3، مايو 2015

للتحميل، أنقر/ي هنا: كلميم، الكراس العمالي، عدد 3، مايو 2015

افتتاحية العدد: النقابة أداة نضال لا استجداء

يشتد الهجوم على الطبقة العاملة وعلى حقوقها الاجتماعية والنقابية بشكل كبير، وليس هذا الهجوم إلا استمرارا لما دأبت عليه دولة الاستبداد البرجوازي من تركيع العمال وجعلهم وسيلة لعصر الأرباح لصالح أرباب العمل البرجوازيين.
جرى تعميم الهشاشة بفرض التشغيل المؤقت عبر شركات المناولة وعقود التدبير المفوض في مؤسسات الوظيفة العمومية، وغضت الدولة الطرف عن خرق البرجوازية لما ورد في مدونة الشغل من حقوق لصالح العمال)الحد الأدنى للأجور، عقود التشغيل، التعويضات العائلية، التصريح في الضمان الاجتماعي…(
أصبح أرباب العمل في موقع قوة، يشغلون حسب هواهم، ويمنحون أجورا حسب تقديراتهم الخاصة والاعتباطية، ويطردون العمال ويسرحونهم خارج أي «ضابط قانوني» أو «اعتبار اجتماعي».
في الجهة الأخرى الطبقة العاملة منزوعة السلاح ومقموعة من طرف دولة الاستبداد البرجوازي، ونقاباتهم ضعيفة لا تمثل إلا النزر القليل جدا من الطبقة العاملة، وفي نفس الوقت تهيمن عليها قوى غير عمالية تسخرها لأغراض طبقية معادية للعمال.
كل هذا جعل النقابة تحيد عن غايتها الأصلية التي تتمثل في توحيد طبقة العمال في وجه طبقة الرأسماليين ودولتهم، والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة، وأصبحت هذه النقابة تحمل شعارات مناقضة لهذه الغاية الأصلية مثل «النقابة التشاركية » و «القوة الاقتراحية » و «السلم الاجتماعي » والحرص على «المصلحة العامة ».. الخ.
شعارات دفعت النقابات إلى تفضيل نهج طلب الحوار والتركيز على ضرورة السلم الاجتماعي تفاديا للاحتقان، وهو سبيل تفضله البرجوازية ودولتها لأنها تكرس ضعف الطبقة العاملة وتزيد من نزع سلاحها ومقاومتها أمام تعدياتها.
إن العلاقة بين العمال والبرجوازية هي علاقة تناحر دائم وصراع مستديم، ولا يمكن أن نتحدث عن مصلحة مشتركة بينهما، لذلك يجب أن لا تتحول النقابة من أداة للصراع إلى أداة لإحداث التوافق والسلم الاجتماعي، فالنقابة أداة للنضال وليس لاستجداء الفتات.
يجب حفز كل القطاعات العمالية على الانخراط في النقابة وتقويتها.
على النقابات العمالية أن تأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة للطبقة العاملة وتعمل على التنسيق والنضال المشترك، بدل التركيز على «المصلحة المشتركة» للطبقة العاملة والبرجوازية.
طبقة واحدة.. مطالب واحدة… نضال نقابي واحد
فاتح مايو 2015 ، تيار المناضل-ة 

شارك المقالة

اقرأ أيضا