إيران، تحت وقع إضراب سائقي الشاحنات
بقلم؛ باباك كيا Babak Kia
أسبوعية لانتيكابتاليست عدد 757 بتاريخ 05 حزيران/يونيو 2025 Hebdo L’Anticapitaliste – 757 (05/06/2025)
يخوض سائقو الشاحنات، منذ 22 أيار/مايو، إضراباً وطنياً يشمل ما يفوق 163 مدينة و30 محافظة في إيران.
إنها حركة حازمة ومنظمة ضد تسارع تدهور ظروف العمل، والأجور الزهيدة، وانعدام الأمن في العمل، والفساد في سيرورة توزيع حمولات الشحن، وتأخر دفع أجور النقل، وارتفاع أسعار الوقود وقطع الغيار وإصلاحات المركبات والتأمينات، وانعدام الأمن على الطرق…
سائقو الشاحنات، لسان حال العمال/ات
كما جرت العادة، لجأت السلطة إلى القمع والاعتقالات والترهيب. لكن بفضل تعبئتهم الجماهيرية وتضامن قطاعات عديدة من الطبقة العاملة والشعب، تمكن السائقون من التصدي جزئياً لجهاز القمع.
تتجاوز مطالبهم قطاع النقل. تعكس أصواتهم وضع المدرسين والمتقاعدين والممرضين والعمال وغيرهم من الفئات التي تعاني صعوبات. تشكل البطالة، والتسريحات من العمل، والاستغلال المفرط، وأشكال الدخل التي تقل عن عتبة الفقر، والتضخم المفرط، وتدهور نظام الضمان الاجتماعي وقانون العمل، والقمع، واقع الحياة اليومية لغالبية السكان الساحقة. انضم سائقو شاحنات الوقود التابعة لمصفاة عبادان إلى الحراك، في اليوم السابع من الإضراب. تضاعف إضراب سائقي الشاحنات الثقيلة بالتحاق سائقي الشاحنات الصغيرة التي تنقل مختلف البضائع في المدن إلى الاضراب. تكون تأثيرات حركة الاضراب في بلد حيث نسبة 90% من البضائع تنقل بواسطة الشاحنات، ملموسة بشكل كبير وتستمر الأسعار في الارتفاع. أصبح البلد على شفا الاختناق الاقتصادي.
يتزامن كفاح سائقي الشاحنات مع احتجاجات الخبازين الذين يعانون خاصة من ارتفاع تكاليف المواد الأولية وانقطاع الكهرباء والماء. ستتفاقم هذه الانقطاعات في الأسابيع المقبلة، مع حلول موجة الحر، وسيتزايد معها سخط الشعب.
دعم واسع النطاق
بدأت الحكومة، بوجه هذه الديناميات، تتراجع نسبياً. أدت أمارات الضعف هذه إلى تشجيع الحركة على التقدم وتوسيع دائرة انتشارها.
أعربت منظمات مدرسين ومتقاعدين وممرضين وعمال قطاع النفط ونقابة فاهد Vahed (قطاع النقل العام في طهران وضواحيها) ونقابة عمال مصنع السكر في هفت تابه Haft Tapeh، بالإضافة إلى معتقلين/ات سياسيين/ات مثل نرجس محمد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، عن دعمهم لنضال السائقين. وقع 32 مخرجًا سينمائيًا (ضمنهم جعفر باناهي ومحمد راسولوف) على بيان أعلنوا فيه ما يلي: «يشكل الإضراب تحذيراً ضد الظلم والسرقة وانعدام المساواة المتأصل في النظام بكامله.. لا يمكن لأي بلد أن يبقى على قيد الحياة في ظل هذا المستوى من النهب وسوء التدبير». إنهم يعبرون عما تعرفه أغلبية منذ زمن مديد جداً: لا تشكل الجمهورية الإسلامية سوى ديكتاتورية رأسمالية ثيوقراطية وفاسدة. بينما ينتمي كبار مسؤولي النظام إلى أغنى أثرياء منطقة الشرق الأوسط، يعيش ما يفوق نسبة 60% من السكان تحت عتبة الفقر.
أكثر من مجرد نضال قطاعي
لا يشكل نضال سائقي الشاحنات هبة عفوية. ليست الانتفاضات المتكررة التي تهز إيران نزاعات فئوية أو قطاعية. إنها تندرج في إطار وضع سياسي واجتماعي واقتصادي هيكلي منعكس من خلال انفجار الفقر، كل ذلك في مجتمع يخنقه نظام الملالي. تمثل هذه الحركات نتاج تشكل وعي طبقي صقلته تجربة النضالات الاجتماعية والديمقراطية.
يتجلى الحل، بالنسبة للقطاعات الكفاحية للطبقة العاملة والشباب والحركات النسوية وحركات التحرر الوطني، في تنظيم العمال والعاملات المستقل، وتوحيد جبهات النضال لإطاحة الجمهورية الإسلامية، وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.
باباك كيا
الرابط
اقرأ أيضا