جسد المرأة بين الاستغلال والاضطهاد: فيلم “الزين لي فيك نموذجا

ثقافة و فن4 أغسطس، 2015

  أثار فيلم نبيل عيوش الذي تم عرضه في مهرجان كان عاصفة هوجاء، بين منتقد من مواقع الحفاظ على الهوية والحرص على الشرف من جهة، وبين مساند من وجهة نظر الدفاع عن الحريات الفردية والحداثة إلى آخره.. وكلها شعارات تغلف الحافظ على نفس المصالح الطبقية سواء تدثرت بخطاب الهوية والدين أو شعارات الحداثة والحرية.

   ليست هذه أول مرة يتم فيه إنتاج فيلم من هذا القبيل، لكن ما يوجد في الرهان حاليا أكبر من المرات السابقة، حيث التنافس على خدمة الملكية على أشده بين أحزاب تتفق على الوفاء ل لنفس المشروع الطبقي، وتختلف حول “أمور شكلية”، شهدنا بعضا من تداعياتها في التشهير بوزراء الإسلام السياسي بالمغرب: قضية رئيس الفريق البرلماني، الحب في الحكومة، استمرار التهكم من “رئيس” الحكومة على طول فترة الولاية إلى هذه اللحظة، شهود الزواج العرفي،  أثداء عارية في حسان… الخ

   ومغزى مثل هذا النقاش هو التضييق على الحزب الذي أطفأ به النظام نار 20 فبراير، ما يستدعي ولجم طموحاته السياسية، وبالتالي إيداعه في المستودع، فقد يحتاج إليه النظام في القادم من الأيام لكن سيكون في نسخة أكثر طوعا.

في ظل تنامي مديونية المغرب والتي ترهن الحاضر والمستقبل واستمرار مسلسل التعديات على القوت اليومي للكادحين بمبرر العجز في ميزان الأداءات والذي ليس إلا نسخة من شروط المانحين ثم مراكمة رأس المال في يد أقلية من المجتمع، يصرف النقاش إلى مناوشات مفتعلة لا تناسب حدة التناقضات.

رب ضارة نافعة. فقد أعاد الفيلم طرح قضايا مرتبطة بوضع الكادحين في المجتمع وما يشكلونه في معادلة الصراع خصوصا بعد الانتفاضات الشعبية في المنطقة.

الشرف عنف تحت طلاء باهت:

الصياح بالشرف، يعني أن المرأة عند هؤلاء في لا وعيهم، ما زالت تشكل عبئا أخلاقيا. نصبوا أنفسهم للدفاع عن ذلك الشرف بمبرر الصورة التي يقدمها الفيلم عن المرأة المغربية (امتهان الدعارة)، والدعارة في المغرب واقع قديم مشهور. وهو جانب واحد فقط من الوضع الذي ترزح تحته الكثير من النساء ليس في المغرب فقط، والذي يغطي فيه الإسلاميون النظام الذي سبب لهن التمركز في ذلك الوضع بادعاء الدفاع عن الشرف/الوهم دون طرح بدائل لمساءلة نفس النظام الذي أدى بهن إلى امتهان الدعارة. وهو نظام يحرسونه.

من ناحية أخرى، فان أولئك الذين ينسبون المرأة إلى المغرب بقولهم “المرأة المغربية”، كأنهم يريدون عزل المرأة في المغرب عن المرأة في العالم، أو أن كرامتها أكبر منزلة عن تلك التي لدى النساء في العالم، وهو تضليل لا يروم إلا ممارسة الحجر عليها دون أن يتركوا لها الفرصة لتفصح عما تريد.

الشرف المرعب:

يبتلع دعاة الحفاظ على الشرف هؤلاء ألسنتهم حينما يتعلق الأمر باستغلال ملايين النساء في المعامل، الشركات، الضيعات الفلاحية وتسريح أخريات ومحاكمة النقابيات بالفصل 288 من القانون الجنائي، لا “نخوة” عندما امتصت مؤسسة زكورة(2) ومازالت مؤسسات أخرى تفعل، دماء نساء قرويات بمبرر تمويل مشاريع”اجتماعية” وهي في الحقيقة مشاريع لتخريب البيوت (الكثير من النساء يمارسن الدعارة لتسديد ديون تلك المؤسسات) ومراكمة الثروة في حساب أصدقاء ووالد مخرج الفيلم مثلا، ولم تتحرك أقلام الغيرة على الوطن(3) عندما حوكم ممثلو تنسيقية الدفاع عن ضحايا القروض الصغرى تلك بوارززات.

عندما يتعلق الامر برفع وعي المرأة بخصوص إدانة النظام الرأسمالي المسؤول عن استغلالهن، والدفاع عن حقها في التطبيب، حقها في  التعليم والحق في كافة الخدمات الاجتماعية فإن أولئك يفضلون السكوت.

إنه الوعي الذي سيفضي إلى كنس كل الأفكار التي يكرسها الفكر الرجعي. “إلى متى سيبقى شرف المرأة أداة تستخدم لقمعها وتحجيم دورها في المجتمع؟”(5). “تلك الأوضاع ناذرا ما تكون موضوع نقاش حقيقي… فخطاب تيارات الإسلام السياسي يتضمن تنميطا لصورة المرأة واختزالها في جسد وجب حجبه، تفاديا للفتنة. ولا ننسى الكتب الكثيرة التي تعرضها هذه التيارات (كتب الطبخ،العناية بالجمال…) والتي تبتغي تعطيل الإبداع وتوجيهها إلى المهمة المفروضة اجتماعيا وهي العمل المنزلي وإشباع غرائز الرجل الجنسية”(6).

وفي الجانب الآخر يعمل الرأسماليون على استغلال جسد المرأة في الدعاية لمنتوجاتهم وأفلام صناعة الجنس، ويدعون أنهم بذلك يدافعون عن الحريات الفردية، وليسوا بذلك إلا الوجه الآخر لعملة يكون الإسلاميون وجهها الأول، فكلا الوجهين يعتبر المرأة مجرد جسد وفتنة، الأولون يدعون إلى تعريته لاستغلاله، والإسلاميون لتغطيتهم وسجنه وقمعه.

حرية التعبير والفنان:

إن الذين انتصبوا للدفاع عن الفيلم أو صاحبه وكل الأحداث من نفس السياق في مواجهة الفقهاء، شحذوا العقل للدفاع عن حرية التعبير وحرية الفنان وهو ما لم يكن غريبا بالنظر إلى الأصول الاجتماعية لهذه الفئة. “إن معظم منتقدي الرجعية الدينية (خصوصا في صف الليبراليين) يركزون على الطابع الديني لهذه الجماعات (موقفها من الدولة المدنية، قهر النساء والأقليات الدينية)، وان غاية ذلك سياسية محددة وهي غض النظر عن طبيعة هذه الحركات الطبقية. فهؤلاء المنتقدون، لا يتناولون الموقف من الرأسمالية والسياسات الليبرالية الجديدة. وهي أرضية تلاقيهم مع الإسلاميين.”(7).

بعد أن أوكل نظام الحسن الثاني أواخر السبعينات والثمانينات للإسلاميين كسر شوكة ما تبقى من مد اليسار الذي تفننت قيود السجون في اجتثاثه. هاهو الآن وفي ظروف مغايرة تماما وفي مشهد كاريكاتوري يحاول محاصرة المد الإسلامي باستعمال قشور “يسارية”/ ليبرالية.

مقاولات: الأجساد وسائل انتاج

لقد أضحت الدعارة واقعا اجتماعيا لا يمكن معالجته بمجرد الدعوة إلى الحفاظ على الشرف والأخلاق، ولا بالترهيب والوعيد النابعين من الشوفينية المفرطة.

إن النظام الرأسمالي هو الذي أفرز الفقر و الهشاشة وقولب الإنسان في مجتمع مستهلك مما أدى بأعداد الفتيات والنساء إلى امتهان الدعارة ونسب تلك الأعداد في ازدياد مستمر ما دامت نفس العلاقات الاجتماعية مستمرة، وما دامت السياسات الاجتماعية تتخذ خارج اختيارات الشعب ومصالحه.

“يستمر الفقر كعامل هام للدعارة، لكن،مجتمع الاستهلاك يفرض، الذوق الرفيع يدفع العديد من النساء إلى بيع أجسادهن. لكن الكثيرات من ممتهنات الدعارة لم يأتين إلى هذا الميدان طواعية أو رغبة في تحصيل أذواق رفيعة، إنهن لا يمتلكن إلا أجسادهن كمصدر للعيش.”(8).

“باختصار- تقول إحدى الفتيات- لسنا سوى صاحبات عمل اخترنا الجانب الخطأ من الصراع الطبقي، في حين فضلنا أن نستغل عوض أن نستغل الآخرين.”(9).

في ظل النظام الرأسمالي الذي سلع كل شيء، أضحى الجنس سلعة تسيل لعاب الرأسماليين وأصحاب الرغبة في الربح السريع، ما دامت وسائل الإنتاج لا تكلف شيئا ويعمل نفس النظام على تجديدها آليا بإفرازه لكل الأمراض الاجتماعية.

أشار علي عمار و جون بيير تيكوا في كتاب (باريس، مراكش … جنس، مال و شبكات) إلى “أن نحو 20 ألف فتاة تتراوح أعمارهن بين 16 و30 سنة، يعرضن أجسادهن مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى 15 ألف يورو شهريا (حوالي 17 مليون سنتيم) في الفنادق والإقامات الفخمة…”(10). إذا علمنا أن أغلب عاملات الجنس لا يمكنهن العمل بدون الوسطاء الذين يوفرون الزبون أو بتوفير الفنادق والكازينوهات و الحانات والعلب الليلية حيث يتجمع الزبناء، فكم يجني أولئك يا ترى؟

ورغم كل اللغط الذي يثار حول الأرقام من طرف الصحافة بخصوص عدد العاهرات بالمغرب، فان أي رقم لا يمكن أن يكون دقيقا. وهذا ما أكده السوسيولوجي جمال خليل :”إن كل الأرقام المقدمة في الموضوع ليست إلا نتيجة البحوث التي يتقدم بها الطلبة.”(11). بطبيعة الحال آخر شيء تفكر فيه الدولة هو إنشاء مراكز مختصة في الظاهرة في ظل مجتمع لا يريد الاعتراف بواقعها والمسيج بالدين و العار، وفي ظل نظام تقوم أسسه على الاستغلال.

السياحة: لن يسمح المحتكرون بالمس بمصالحهم

من بين الفرضيات التي اعتمد عليها قانون المالية لسنة 2012 استقرار مداخيل السياحة الدولية.(12) تساهم ب 9 في المئة من الناتج الداخلي الخام، وقدرت مداخيلها لسنة 2013 ب 60 مليار درهم. تحتل السياحة مرتبة هامة فيما يتعلق بمصادر العملة الصعبة للمغرب بعد تحويلات المقيمين بالخارج. قدرت العائدات المحصلة من طرف السياح سنة 2014 بحوالي 57.2 مليار درهم. وتمثل هذه العائدات من العملة الصعبة حوالي 29 في المئة من صادرات السلع والخدمات وتغطي 24 في المئة من عجز الميزان التجاري سنة 2014(13). في إطار تبادل المصالح بين البورجوازيات ،حضر وزير السياحة المغربي القمة الوزارية لمنظمة السياحة العالمية بلندن، لبحث التعاون بين أرباب الطيران والفنادق. وصرح نفس الوزير للصحافة  بالرغبة في رفع عدد السياح الخليجيين إلى 200 ألف سنويا بعد أن وصل 180 ألف. يمثل الوافدون من السعودية 45 في المئة منهم. كما أن رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة يؤكد أن الفاعلين السياحيين يولون اهتماما بالغا للسياح الخليجيين و يعولون على ما ينفقون بدل مدة إقامتهم. “خلص تقرير رسمي إلى أن أغلب الخليجيين الذين زاروا المغرب كانوا من دون زوجاتهم”(14).

الكثير من الصحف تملأ صفحاتها “بفضائح” السياح منهم العامة ومنهم أمراء النفط وفي كل الحالات يطلق سراح السياح بينما تنال المرأة “المغربية” أبشع أنواع التعامل الفريد في المخافر. إن البكاء المنافق على شرف المغربيات، لن يجعل مستثمري السياحة يقبلون المس بمصالحهم.

المطلوب قطاع سياحة يحترم الحريات النقابية والحقوق الاجتماعية للعاملين في القطاع وأن تضمن للشعب الاستفادة الحقيقية من عائداتها وليس أن تذهب الأرباح إلى جيوب من لا ينتج.

الفن من أجل الانسان وليس للربح وقتل الانسانية:

كل من زعق على سينما هادفة وملتزمة لزموا- وسيلزمون دائما- الصمت حينما يتعلق الأمر بوضع الفنانين/ات المغاربة، لم يناقشوا انزواء العديد من الفنانين وموتهم في صمت والذين تغلق الأبواب في وجه إبداعاتهم التي ترفض الانصياع، لن يناقشوا الذين تسجل أسماءهم في اللوائح السوداء فتركوا المغرب. في وقت يعمل فيه جزء آخر من الجسم الفني على ربط العلاقات مع المتحكمين في الإعلام ليتمكنوا من عرض الرداءة لكي لا يموتوا جوعا… لن يقولوا اعذرونا فالحقيقة أن الفن يستعمل من أجل التطبيل لخطاب الخشب الأصفر.

تجعل الأنظمة السياسية التابعة الفن تابعا كما تفعل بالإعلام من أجل التحكم ونشر الفكر الوحيد. يتعرض الفن والفنان للمطالب السياسية المباشرة الهادفة إلى إلحاق العملية الفنية بالسلطة السياسية وجعلها بوقا دعائيا تابعا لها.

سنة 2014، بلغت مداخيل شبابيك الأفلام العالمية 37.5 مليار دولار أمريكي، يعني أقل من ميزانية المغرب ب 5.5 مليار دولار، حيث بلغت 43 مليار في نفس السنة. صدقت نبوءة ماركس، الرأسمالية ستسلع كل شيء، الدين كما الفن.

اليوم تنظم المهرجانات من أجل الربح، شركات إشهار ووساطات من أجل المال، “مشاهير”  مصنوعة بعقود مالية خيالية، مدن تصوير تصرف عليها أموال طائلة، تملك “آن سينكلير” الزوجة السابقة لدومينيك ستراوس كان، لوحات رسم تقدر بملايين اليوروهات وتعيرها للعروض بمبالغ مالية خيالية، إنه الفن المقيد بالمال لخدمة أطماع رأسماليين ومجتمع الاستهلاك. “يمكن للفن أن يكون ملتزما وثوريا دون أن يتحول إلى مجرد دعابة خالصة، يجب أن يكون الفن متحررا من جميع الإكرهات، يجب أن لا يعترف بأي سيد سواء كانت الكنيسة أو الدولة أو الرأسمال الكبير. يجب أن يكون الفنان حرا في إتباع مشاعره الخاصة، ومعتقداته الخاصة. إن مثل هذه الحرية الفنية مناقضة للنظام الرأسمالي حيث تقرر البنوك والاحتكارات، لما فيه مصلحة الربح، في كل شيء ابتداء من إنتاج الأقمصة إلى الرسم والموسيقى وكذلك الأدب”.(16).

“ما هو دور الفنان في عصرنا؟ من الأسهل أن نقول ما ليس هو دور الفنان. ليس دور الفنان أن يبقى على الحياد في الوقت الذي تخاض فيه المعارك الكبرى التي ستقرر مستقبل الإنسانية. لا يمكن للفن الذي ينفصل عن المجتمع والذي لا يبالي بمصيره أن يتطلع إلى المجد. إن فنا من هذا القبيل ليس في مستطاعه سوى أن يتمرغ في مستنقعات التاريخ وحضيضه. لن يصل أبدا إلى القمم. يجب على الفن العظيم أن يهتم بالقضايا العظمى.لا يمكن للفنان الحقيقي ألا يبلي بمصير الرجال و النساء الآخرين. إن الخاضعين والموافقين على كل شيء الذين يكتفون بأن يتبعوا، مثل الغنم، آخر صيحات الموضة، لا يمكنهم أبدا أن ينتجوا فنا آو أدبا عظيما.

على الفن مسؤولية الاحتجاج بقوة وشجاعة ضد جميع مظاهر الاضطهاد، الاستغلال، الكذب والنفاق. يجب عليه أن يشير إلى إمكانية تحقيق أفضل في عالم أفضل. ليس هنالك من مشكلة كبيرة في أن تكون الرسالة مفتقدة للموضوع، وغير مكتملة و ناقصة، وألا تتناول هذا الجانب أو ذاك من الأشياء. فالفن ليس هو العلم أو السياسة. إن لديه هويته الخاصة و يتكلم بصوته الخاص به. مع تبنيه لموقف مهتم بالمشاكل التي تواجه الإنسانية، يجب عليه دائما أن يبقى وفيا لنفسه”(17).

“لن يصبح الفن حرا إلا في ظل مجتمع يكون فيه جمع الرجال و النساء أحرارا.”(19).

محمود الهيبة 

*****

إحالات:

  1. موقع جريدة المناضلة :ومؤسسة زكورة للقروض الصغرى ،مؤسسة للعمل الاجتماعي أم مصاصة لدماء الزبناء و عرق العمال؟الثلاثاء 5 يناير 2010.
  2. (15) بلاغ الجمعية المغربية للدفاع عن المواطن يوم الجمعة 22 ماي 2015 موقع الجديد بريس.
  3. الثورة الدائمة ص 63 ماي 2015.
  4. المناضلة ص 11 عدد 39.
  5. المناضلة العمل النسائي الطلابي العدد 54 يوليوز غشت 2013 ص 8.
  6. موقع جريدة:la vie eco la prostitution de 15 à 10000 dh la passe et un système qui profite à beaucoup de gens.06/04/2012
  7. نحن عاهرات أنتم ماذا؟ الجمعة 31/08/2012مورغان ميرتويل Al-manchour.org موقع :
  8. اخبار اليوم المغربية عدد 662 السبت الاحد 28/29/01/2012 ص 5.
  9. موقع جريدة : la vie eco la prostitution de 15 à 10000 dh la passe et un système qui profite à beaucoup de gens.06/04/2012
  10. ص 15 مغرب آخر ممكن العدد 5 يونيو 2012 الايداع القانوني 42ص.07
  11. أنظر موقع وزارة السياحة.
  12. الخليجيون يزورون المغرب دون زوجاتهم في 6/09/2014 .موقع ارم الاخباري.
  13. ،من اجل فن ثوري؟آلان وودز الخميس 28/09/2006 موقع ماركسي.
  14. من اجل فن ثوري؟آلان وودز الخميس 28/09/2006 موقع ماركسي.

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا