إي مصير ينتظر شغلية الطرق السيارة؟  شركة اوتوروت المغرب تستقدم شركات دخيلة جديدة   

يعيش اكثر من ألف مستخدم بشركة أوتوروت المغرب وضعا مهنيا واجتماعيا بالغة الهشاشة ومهددا بأفظع مما هو عليه.

فمنذ سنوات يكدح هؤلاء المستخدمون في وضعية عدم استقرار، حيث تسند شركة اتوروت المغرب إلى شركات أخرى دخيلة مهمة أداء اجور هؤلاء العمال بعقود يتم تجديدها كلما تغيرت الشركات.

 وقد سبق  لضحايا هذا الظلم السافر ان قاموا بنضالات عديدة من اجل وضع حد لمأساتهم بترسيمهم. كان اعظم تلك الكفاحات اضراب سنة  2012 الذي دام قرابة ثلاثة اشهر، و انتهى بوعود بضمان استقرار، وبتوقيع عقود عمل غير محددة المدة… لكن دائما مع شركات دخيلة.

وطيلة سنوات عملت الادارة على المماطلة، وتطويل مدة ما يسمى “الحوار” دون الوصول الى حل حقيقي ونهائي.  ويتضح أكثر فاكثر ان غاية ادارة شركة اتوروت المغرب هي ربح الوقت، وتبنيج العمال بكثرة الوعود و الاكاذيب، حتى تتمكن من تنفيذ خطتها الرامية الى احلال الاداء الاتوماتيكي مكان العمال والتخلص منهم، ومن ثمة تشريد مئات الاسر العمالية.

كان من أكبر الأضاليل التي شغلت بها  الشركة العمال ونقابتهم اكذوبة “الاتفاقية الجماعية”. والمؤسف ان ضحايا  ظلم هشاشة التشغيل انخدعوا مدة طويلة بتلك الاكذوبة رغم انها مفضوحة: حيث لا يمكن لمشغل غير معترف بعلاقة شغل مع اجراء ان يوقع معهم  اتفاقية جماعية لأن فيها اعترافا  بما ُينكر، اي بعلاقة الشغل.

مشكل هذه الفئة العمالية واضح، وحله واضح. طالما تقوم  شركة اتوروت المغرب باستقدام شركات دخيلة، فانها تنوي التخلص من العمال آجلا أو عاجلا. وإلا لقامت بتسوية فورية لوضعهم الهش بترسيمهم دفعة واحدة كما اضطر الى القيام به المكتب الشريف للفوسفاط الذي ظل مدة مديدة  ينكر اي علاقة شغل مع 850 عاملا لديه كان اسند امرهم لشركات دخيلة، لكن نضال العمال ومناخ الكفاح الذي عم المغرب في العام 2011 فرض عليه ترسيمهم دفعة واحدة، وهم عاملون اليوم مرسمين معززين مكرمين.

 قامت شركة اوتوروت المغرب هذه الايام باستقدام شركات دخيلة جديد  تريد ان تسند اليها امر ضحاياها المقهورين لسنوات إضافية. بهذا تكون قد تنكرت لكل الوعود حول ضمان استقرار الشغل. وسيكون العمال اليوم امام سؤال: هل يقبلون استمرار الهشاشة بتسجيل انفسهم لدى الشركات الدخيلة الجديدة؟  وما سيكون الوضع إن رفضوا ذلك؟ هذا ما يجب ان يكون موضوع نقاش جماعي وقرار جماعي داخل نقابتهم المناضلة.

 لا حل إلا النضال

في مواجهة مشكل عدم استقرار الشغل، وتعاقب الشركات الدخيلة، انتشر وهم استجداء الادارة، فكان ثمة من يكيل المديح للمدير طيلة فترة، وعندما لم يثمر ذلك غير الخيبة، انقلب المديح هجوا وحتى شتما. إن المدير بدوره مجرد مستخدم، والمسؤول الاول و الاخير عن وضعية العمال هو المجلس الاداري للشركة، هو الوزارة الوصية، هو الدولة المغربية.

مطلب ترسيم عمال اتوروت المغرب مطلب عادل 100 %. وتحقيق هذا المطلب دين على شركة اتوروت المغرب، وإن هي ترفض أداء ما بذمتها إزاء العمال، فما علينا سوى النضال لانتزاع حقنا: حق العمال في الترسيم، وحق عائلاتهم في  حد ادنى من الاستقرار والعيش الكريم.

الادارة سبق لها ان تدخلت ضد نضالات العمال، وستقوم بذلك عند اي تحرك نضالي جديد.

العمال لديهم تجربة في النضال وفي كيفية ابطال مؤامرات شركة اوتوروت المغرب. الواجب حاليا هو نقاش جماعي يشارك فيه كل المعنيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر الجموع العامة، وفي هيئات النقابة محليا ووطنيا، من اجل وضع خطة نضالية لإجبار الشركة على تلبية وعودها بضمان استقرار الشغل، وهو ما يعني الترسيم، ولا شيء غير الترسيم.

النقابة فعل جماعي، حيث يشارك الاعضاء مشاركة ديمقراطية في تقرير الخطوات النضالية (اضراب، اعتصام، مسيرة ….) وتنفيذها. وعلى الجميع واجب المشاركة، ومن حقهم التعبير عن ارائهم بكل حرية و انتقاد الاخطاء، واقتراح البدائل.

الوقت يداهمنا، فالادارة سائرة على قدم وساق في تعميم الاداء الآلي، وسنصبح ذات يوم، إذا بقينا نطارد سراب “الحوار”، يدا عاملة فائضة… ُتلقى في الشارع. التفاوض البارد خارج اي سياق نضالي لن يجدي نفعا، هذا ما اكدته تجربتنا طيلة سنوات مع شركة اوتوروت المغرب، ومن قبلها تجارب عمال المغرب في قطاعات عديدة.

 حملة التضامن الواجبة

وتتطلب معركة الترسيم دعما فعليا قويا من مركزيتنا الاتحاد المغربي للشغل: يجب القيام بحملة وطنية للتضامن مع عمال اوتوروت وللاحتجاج على الشركة. يجب ان تكون الحملة وطنية ينخرط فيها كل قطاع بالاتحاد المغربي للشغل (حمل الشارة، وقفة احتجاجية قبل الدخول الى العمل او عند الخروج منه، حملة اعلامية تفضح بشاعة الاستغلال و الهشاشة ، …). كما يجب ان تكون حملة دولية يساندنا فيها كل المنظمات النقابية الشقيقة عالميا (برقيات تضامن، ورسائل احتجاج الى الدولة المغربية ، زيارات تضامنية ، …). هذا هو مبرر وجو الاتحاد المغربي للشغل، وهذا هو النضال النقابي الحقيقي.

من دون تعبئتنا نحن شغلية اتوروت، وبدون تضامن مركزيتنا، وحتى باقي النقابات، لا يبقى غير ان نحني الرأس ونقبل قهر الشركة لنا اليوم واذلالها لنا غدا عندما ستلقينا في الشارع.

كل مطلب ممكن التحقيق بوحدة العمال و كفاحهم.

م.ج ، صحافي بجريدة المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا