رفض توقيع ملحقات العقود… سيناريوهات وسيناريوهات مضادة.

على إثر صدور بيان تنسيقية الأساتذة المفروض عليهم التعاقد الداعي لمقاطعة توقيع ملحقات العقود، وسعيا من الجريدة لحفز وتوسيع النقاش حول هذه الخطوة النضالية، ننشر هذا الرأي لمناضل التنسيقية الوطنية للأساتذة المفروض عليهم التعاقد محمد بولنوار حول الموضوع، ونرحب بكل الآراء التي تناقش الخطوة (وغيرها)، خدمة لتصويب خط النضال وخطواته في اتجاه إسقاط المخطط المشؤوم.

==================== 

لا يختلف عاقلان ان اتخاذ التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد لقرار رفض توقيع ملحقات القيود، كان اكثر القرارات الصائبة انسجاما مع خطها الكفاحي الذي سطرته منذ اعلان بيانها التأسيسي الاول، لكن بأي تصور سيقاطع الاساتذة توقيع ملحقات القيود؟ و أي نتائج هي تلك التي يمكن تصورها لهذه الخطوة؟ او بعبارة اخرى ما هي السيناريوهات المحتملة؟ و ما هي الخطط المضادة المحتملة؟ واي خطط بديلة امامنا للذود عن ما تبقى من كرامة الاستاذة و الاستاذ؟
تختلف القراءات بين من يؤكد ان ملحقات القيود ليست قانونية شأنها شأن التعاقد نفسه من وجهة نظر قانونية وبين من يتشبث بقرار التنسيقية لان توقيع اي ملحق آخر هو في حد ذاته نقض لمطلب اسقاط التعاقد وبالتالي وجب حسم المعركة و في هذا الصدد يتسأل المتسائل عن ماذا بعد هذا القرار؟

السيناريو الاول: خذلان الاطار….. الانتحار؛
وهو السيناريو الذي يتمناه الطرف الاخر و يسعى اليه، و هو ان توقع الاغلبية ملحقات العار و يتم تكريس التعاقد وترسيمه بعد طرد العشرات ثم المئات اما لعدم توقيع الملحقات او لاسباب اخرى بعد ان تشتت التنسيقيات بخطاب التخوين الذي سيسود و سيفسح المجال امام سماسرة العمل النقابي ليعيثوا فسادا و من ثم الاجهاز عن ما تبقى من مجانية التعليم و الوظيفة العمومية وعرض المدرسة العمومية للبيع في المزاد العلني…. ليكتب التاريخ في صفحات سوداء ان 55 الف استاذة و استاذ لم يستطيعوا اثبات ذاتهم لاسقاط مخطط لا سند قانوني له. فليكتب التاريخ هذا ان حصل بسم الزرنيخ حتى يموت كل من يقرأ صفحاته.

السيناريو الثاني: صمود و ممانعة….لكن كيف؟
و هو السيناريو الذي نسعى اليه كتنسيقية وطنية و كغيورين على المدرسة العمومية و رافضين لمخطط التعاقد، ان يلتزم الاساتذة بقرار التنسيقية و ان يرفضوا توقيع ملحقات القيود، و هنا نصبح امام احتمالين:
الاحتمال الاول: بعد صمود الاساتذة و كل الغيورين على هذا الوطن بمقاطعة هذه الملحقات و الدخول في اشكال تصعيدية سيرضخ الطرف الاخر للحوار، ربما جولات وجولات فننتصر.
الاحتمال الثاني: سيستمر الطرف الاخر في سياسة الاذان الصماء و سيضطرنا لمغادرة حجرات الدرس بالدخول في الاضراب المفتوح، سيلجأ الطرف الاخر لجيش المعطلين ليعوض الذين فرض عليهم التعاقد و من ثم قد يرى البعض هذا السيناريو واردا و قد يدب الخوف في صدره. لكن هل تظنون ان من قام بتنزيل مخطط التعاقد بهذا الذكاء الخارق غبي لهذه الدرجة؟ ألن يخشى الطرف الاخر من جيش المعطلين الذي قد يستعين به لتعويضنا ان يخرج بدوره ليطالب بحقوقه على خطانا؟ ويتحول 55 الف في الشارع الى 110 الف بين عشية و ضحاها “و فكها يا من وحلتيها” و بالتالي فان صمودنا في نهاية المطاف سوف تفرض عليهم الامر الواقع ليرضخوا لمطالبنا العادلة والمشروعة.
جملة القول، ان الدخول في اضراب مفتوح بعد قرارنا مقاطعة مهزلة الملحقات قد بات امرا حتميا و انه لمنعطف اللاعودة في معركة اسقاط مخطط الذل و العار و سيكتب التاريخ هذه الخطوة بمداد الفخر و الاعتزاز خصوصا ان تم ارفاقه بمعتصمات امام المديريات او انزال وطني بجهات الصحراء.
اننا في منعطف اللاعودة يا رفاقي فقفوا و اصمدوا فشعاع الفجر بات قريبا و نسيم الحرية قد هب يوقظ في الروح شوقا لحصاد ما زرعناه.

بقلم، محمد بولنوار

شارك المقالة

اقرأ أيضا