الخروج من الحجر: بداية جديدة بشكل أفضل أم شد مكابح الطوارئ؟

بلا حدود7 مايو، 2020
اللجنة البيئية الوطنية، ترجمة فريق الترجمة بجريدة المناضل-ة

إن الموقف جديد تماماً، ويجري توقع حالة ركود ضخمة ترغب الحكومات تحميل الشعوب ثمنها. ولكنها تخبرنا أيضاً بأمر آخر. لذا تفرض بعض الملاحظات نفسها، مع كثير من الحذر نظرا للفوارق الاجتماعية الكبيرة: هبطت الانبعاثات الغازية المسببة للانحباس الحراري، واختفت الطائرات من السماء تقريبا، وتجول سيارات أقل، وصار الاستهلاك أكثر محلية، وتكسرت الوثيرة المحمومة. هناك أسئلة عاصفة وملحة. ماذا لو قمنا بتغيير كل شيء بعد 11 مايو؟

هل يصح إذن “البدء مجددا بشكل أفضل”؟

لقد حددت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، المسار يوم 9 إبريل/نيسان. كانت واضحة بلا لبس متحدثة عن نهاية الحجر، مستخدمة استعارة العداء المضطر إلى التوقف عن التدريب-توقف الاقتصاد العالمي: “بوسعنا أن نبدأ من جديد!”. لا ينظر إلى عالم ما بعد كوفيد-19 سوى كاستمرار للعالم قبله، عالم التباري، والمنافسة، والربح عبر الدوران المتسارع للرساميل والسلع. وكما يقول مدير مكتب الاتحاد الأوروبي للتوفير على نحو صريح للغاية: “يتعين على الأسر أن تعود للاستهلاك كما كانت الحال من قبل من خلال الاعتماد على المدخرات القسرية”. وفي هذا السيناريو، يُنظَر إلى أسعار النفط المنهارة باعتبارها فرصة هائلة. وبالفعل تريد الميديف (نقابة الباطرونا الفرنسية. م) فرض وقف اختياري على القيود البيئية المتواضعة جدا المعروضة على البرلمان.

أم أن الصحيح “شد مكابح الطوارئ”؟

“إن الثورات قد تكون بمثابة الفعل الذي تستطيع به الإنسانية المسافرة على متن القطار أن تشد مكابح الطوارئ”. هكذا عبر والتر بنجامين عام 1940 مناقشا فكرة ماركس عن الثورات باعتبارها قاطرة التاريخ العالمي. لقد قادتنا الرأسمالية إلى عصر جديد، عصر الأنثروبوسين، حقبة انهيار جميع التوازنات السابقة والأزلية للحياة على كوكب الأرض. ومن تجليات هذا التمزق نجد تضاعف ظواهر متطرفة مثل الحرائق العملاقة والكوفيد 19، فضلاً عن الاحترار المناخي.

ولكن الرأسماليين لن يمنحونا المفاتيح!

يشكل الرأسماليون العقبة الرئيسية بوجه التقليص الجدري لوقت العمل، والاستثمار كما نقرره نحن، والإدارة الذاتية والتنظيم الذاتي. إنهم لا يملكون سوى الازدراء للرعاية الصحية والحياة الجيدة والكريمة هم المهووسون بتحقيق الربح السريع.

نشارك في كل النضالات من أجل عمليات إعادة تحويل عاجلة لقطاعات بأكملها، مع استمرارية الأجور، وتوسيع نطاق المجانية والخدمات العمومية، وتعزيز الضمان الاجتماعي، والتبرؤ من فاتورة Covid-19 التي سيعرضها علينا ماكرون. وهي نضالات تصطدم بالنزعة الإنتاجوية، الاستخراجوية والنزعة الاستهلاكوية المنفلتة، المتأصلة في الرأسمالية.

تراجع مستوى التلوث،منذ 17 مارس، بطريقة مؤقتة، وانخفضت الغازات الدفيئة وتوقفت بعض أنشطة الإنتاج عديمة الفائدة، وتبين أن عمل من يعتبرون «صفوفا أخيرة» أكثر حيوية. ولابد من منع ألا يعقب وحشية الحجرــ الذي أصبح ضروريا بفعل الظروف ــ اندلاع العنف الشديد للتعافي الاقتصادي وفق شروطهم. صار الربح فاقدا للمصداقية كما لم يحدث من قبل. وهذا هو الوقت المناسب لفرض التوقف العاجل، والقطائع المستدامة، والحلول الاشتراكية البيئية المستدامة. إنه وقت الحزم غير المسبوق.

مصدر URL: https://npa2009.org/arguments/sante/sortie-de-confinement-repart-de-plus-belle-ou-bien-tire-les-freins-durgence


شارك المقالة

اقرأ أيضا