تضامن نسوي عالمي مع نساء أفغانستان وشعبها: لا لطالبان، لا للإمبرياليين!

النساء5 سبتمبر، 2021

نحن، نساء المسيرة العالمية للنساء، حركة نسوية، عالمية ومناهضة للرأسمالية، نتضامن ونصدح بأعلى صوتنا رفضا للوضع الذي تعيشه شعوب أفغانستان  ونساؤها.

نتضامن مع أخواتنا الأفغانيات اللواتي يشهدن حياتهن مهددة أكثر مما مضى بغموض المستقبل وبالعنف المرتكب من طرف الدول والجماعات الأصولية مثل طالبان.  تقوم الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن مولت جماعات مثل طالبان لتخدم مصالحها الخاصة باحتلال أفغانستان طيلة العشرين سنة الماضية، بالجلاء عن البلد دون أي اعتبار لأمن  وحياة الشعب الأفغاني المشرف على الحرب الأهلية.

يستحق جميع رؤساء الولايات المتحدة، من جورج. و. بوش، الذي بدأ احتلال أفغانستان باستعمال الأكاذيب، إلى بايدن، المثول أمام محاكمة دولية لجرائمهم. إن الدمار الذي تسببوا به يفوق كل قياس، ويُبيِّن أن الرأسمالية لا تبالي بالشعوب ونمط عيشنا وأراضينا.

نعلم أن هذا البلد كان، طيلة عقود، مسرحا لحروب وصراعات حول السلطة لا حصر لها. وجلي اليوم أنه عرضة لتلاعب جديد. في العام 2001، مباشرة بعد هجمات واشنطن، أشارت المسيرة العالمية للنساء إلى تضارب مصالح البلدان المؤيدة للتدخل مثل الولايات المتحدة بصدد خطاب “مواجهة الإرهاب”. وما يقع اليوم في أفغانستان هو انعكاس لأوجه النفاق تلك.

نجدد، نحن النساء، التأكيد على معارضتنا كل أشكال العنف والأعمال الإرهابية المرتكبة في العالم، وضمنها ممارسات الدول مثل: الحروب التي تسمى إنسانية أو منخفضة الحدة، والهجمات على الديموقراطية وسيادة الشعوب والحصار الاقتصادي و أشكال الاحتلال الاستعماري والسياسات الصهيونية والاضطهاد العنصري والأبوي.

نحن نعلم، بحكم التجارب، أن النساء والفتيات، هن أولى ضحايا كل صراع مسلح، إلى جانب الفقراء ومجتمعات الأقليات العرقية. لقد عانينا من تبعات التدخلات العسكرية لقوات حلف شمال الاطلسي، والآن يبين هذا الانسحاب غير المسؤول للقوات الأمريكية أن الشعب الأفغاني يعيش فقرا رهيبا.

لم تكن ثمة أبداً   اهتمام حقيقي  بالدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، وإنما اهتمام سياسي واقتصادي باستعمال بلد كأفغانستان أداة لتحقيق أهدافهم عبر تمويل الجماعات المتطرفة والأصولية.

توجهنا، في العام 2000، إلى المحافل الدولية لفضح الانتهاكات المتعددة التي تسببها هذه الصراعات في حياة النساء والشعوب، وكشفنا المسؤولين ومصالحهم الحقيقية.  وهي مصالح متمفصلة جيدا،  بدءا من الرأسمالية الاستعمارية والأبوية الممارسة من طرف الشركات العابرة للأوطان، وصناعة الحرب والحكومات الفاسدة والاستبدادية،  حتى الطوائف الدينية الأصولية والجريمة المنظمة.

نحن، في المسيرة العالمية للنساء، نشجب العنف والظلم اللذين تتعرض لهما النساء اليوم في أفغانستان وفي العالم بسبب هذه النزاعات: نطالب باحترام أجسادنا وأراضينا ! كفى من تحميلنا عبء نزاعات العالم.

نطالب بمزيد من مساءلة عموم الحكومات لوقف التدخلات العسكرية بعد الأزمة الحالية، وإنهاء جميع أنواع الاعتداءات والاحتلال العسكري الجارية، وضمان الحق في اللجوء وحق اللاجئين-ات في العودة  إلى بلدانهم الأصلية. ونطالب كذلك بمنع صناعة الأسلحة وبيعها ونطالب الحكومات بتبني سياسات نزع السلاح في قطاع الأسلحة التقليدية والنووية والبيولوجية.

نرفع أصواتنا في هذا النداء لبناء مجتمع يدافع عن الحياة والتضامن.

كفي اضطهادا وقمعا للنساء الأفغانيات، نحن نطالب باستعادة حقوق الإنسان الهادفة  إلى المشاركة وتطوير حياتهن بمعية الشعب الأفغاني.

سنستمر في مسيرتنا إلى أن نصير جميعا حرائر !

المسيرة العالمية للنساء

غشت 2021

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا