بيان من عمال مقلع شركة سميتراك بكهف النسور- خنيفرة: لا لقطع الأرزاق، نطالب باستئناف فوري للعمل

بعد معاناة اجتماعية مريرة تقترب من استكمال عام، نحن عمال مقلع شركة  سميتراك العاملة  بجبل بورحي سيدي بوعباد- كهف النسور باقليم خنيفرة،  نعلن للرأي العام المحلي والوطني، ومنه كافة انصار القضايا العادلة وحقوق الانسان ما يلي:

المقلع الذي نشتغل فيه قائم منذ 1965، ولذلك يوجد عمال بأقدمية تصل 40 سنة، وعدد منهم مشرف على التقاعد. ويبلغ عدد العمال المشتغلين 180 عاملا، أي أن المقلع مصدر عيش لقرابة 1400 مواطن ومواطن من أسر العمال. هذا زيادة على ما تمثله كتلة أجورنا من مصدر في الدورة الاقتصادية المحلية، من تجار صغار وحرفيين وكل من نرتبط بهم في حياتنا اليومية.

باختصار يشكل توقف العمل بالمقلع منذ قرابة عام كارثة اجتماعية بكل المقاييس، لا سيما في منطقة قروية حيث فرص العمل البديلة نادرة، بل ومنعدمة. هذا كله متفاقم بفعل جائحة كورونا التي أوقفت العديد من من الانشطة الاقتصادية، وبمقدمتها السياحة، ما ينقص كثيرا المساعدات التي يرسلها الاقارب العاملون بالمراكز الحضرية الكبرى.

إننا في محنة شديدة، تعرضنا عمليا لتشريد غير مبرر. فتوقف أشغال المقلع  بقرار من السلطة بمبررات تتعلق بوضعية الأرض التي يوجد عليها لم يأخذ بالاعتبار الجانب الاجتماعي، اي كونه مصدر عيش مئات المواطنين والمواطنات، لا سيما في زمن كورونا حيث اشتدت الأزمة الاجتماعية التي يعانيها السكان من جميع النواحي.

فقد كان واجبا مراعاة الجانب الانساني، وايجاد حل فوري لمشكل ملكية أرض المقلع، أو اتاحة امكان استمرار العمل في انتظار حل المشكل. أما التضحية بمعيشة مئات السكان في هذه الظروف الصعبة  بتلك السهولة فيثير أكثر من سؤال. هذا خاصة أن هناك مقالع أخرى بالمنطقة تواصل الانتاج رغم اشكالية ملكية الأرض. فهل هناك كيل بمكيالين، وهل أصبح عمال المقلع وأسرهم ضحية تعقيدات لا يعرفون طبيعتها ولا علاقة لهم بها؟ ما يجعلنا نطرح هذه الاسئلة هو كون المحكمة رخصت لمستغل المقلع بالعمل، ومع ذلك لم يستأنف العمل، ونحن مع عائلاتنا ندفع الثمن. هذا ظلم.

إننا نتوجه، باسمنا وباسم عائلاتنا، إلى جميع الجهات المعنية، محليا ووطنيا، وإلى جميع الهيئات الحقوقية، وكل أنصار القضايا العادلة، بهذا النداء من أجل إعادة اشتغال المقلع، مصدر عيشنا، في أقرب وقت ممكن، وذلك بمراعاة الاعتبارات الاجتماعية.

إننا ننتمي لهذا الوطن بما يتيح لنا من أسباب الحياة، من مصدر عيش، ومن خدمات اجتماعية. فماذا يبقى لنا من ذلك الانتماء إذا انعدم مصدر العيش ومعه امكان الاستفادة من مقومات الحياة الأخرى. هل نصبح متسولين؟ هل نموت في ظل عدم اهتمام كلي بوضعنا، والتخلي عنا لنكون فريسة للجوع والمرض وشتى صنوف المعاناة النفسية؟ لقد تحملنا هذا القهر والظلم طيلة قرابة سنة، ولم تعد لنا طاقة على التحمل، فلم يبق لنا غير هذه الاستغاثة. فهل من آذان صاغية، أم سندخل تاريخ كهف النسور، وتاريخ المغرب، كضحايا أبرياء لظلم صارخ؟

حرر بكهف النسور  يوم  الاثنين 31 يناير 2022

شارك المقالة

اقرأ أيضا