المرأة! الحياة! الحرية!

بلا حدود22 سبتمبر، 2022

 

منذ سنوات والشعب الإيراني يعيش تحت راية طغيان الجمهورية الإسلامية، ويواجه كل صنوف القمع والعنف. ومع تولية إبراهيم رئيسي، جلاد سنوات 1990 التي أشرف على قتل آلاف المناضلين، منهم اشتراكيون ونسويات، رئيسا للجمهورية في العام 2021، بات مستوى القمع أكبر من ذي قبل.

والنساء، لا سيما من المجموعات العرقية، ومن الأقليات الدينية، ومن الطبقة العاملة، هن الأشد عرضة للاضطهاد. وتواجه كل هذه المجموعات مختلف الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وفي الآن ذاته، باتت حياتها اليومية مطبوعة بالمقاومة. وتتعرض النساء لعدد لا يحصى من الاضطهاد، يمثل الحجاب الإجباري أحد أشكالها الرئيسية.

مقاومة

بيد أن النساء الإيرانيات لم يقبلن أبدا الحجاب الإجباري، وناضلن دوما من أجل إلغائه بمختلف أشكال الاحتجاج السياسي والمدني.  ومع قتل مهسا أميني مؤخرا من قبل أعوان الجمهورية الإسلامية بدأت موجة انتفاض جديدة للشعب الإيراني بالعديد من مدن إيران.  ما حصل لمهسا مؤلم جدا، وصادم ورهيب على الشعب الإيراني لدرجة أن قتلها أدى إلى مظاهرات على صعيد وطني وإضرابات في مختلف الأماكن.

“مهسا، لم تموتي! اسمك سيصبح رمزا” هذا ما كُتب على قبرها.  يوم 14 سبتمبر 2022، حلت مهسا، الفتاة ذات 22 سنة، بطهران في زيارة ترفيهية مع أخيها من مدينتها سقز، مدينة كردية غرب إيران. وقامت إحدى “دوريات التوجيه” التي تراقب بعنف حجاب النساء وسلوكهن في الشارع باعتقالها في محطة مترو في طهران بمبرر “زيها غير المناسب”. بعد ضرب مهسا، نقلتها “دورية التوجيه” إلى مركز الاعتقال الشهير فوزارا في وسط طهران.  عانت مهسا من رجة دماغية بعد ساعات قضتها في مركز الاعتقال بسبب الضربات والجراح التي تعرضت لها. ونقلت إلى مستشفى كسرى في طهران. وبعد غيبوبة يومين توفيت.

كون الوفاة غير عادية، وكونها قتلا حكوميا، قتلا يجري كل يوم دون أن يرتفع أي صوت في وسائل الإعلام بداخل إيران وخارجها، قتلا يمكن أن تتعرض له أي امرأة إيرانية، جعل الأمر مسألة سياسية عند كل الإيرانيين.

تصدي

يوم 19 سبتمبر نظم الأكراد بمدن عديدة إضرابا عاما. ونشرت النسوانيات دعوة في مدينتين إيرانيتين لتنظيم تجمع مع مختلف قطاعات المجتمع. وكما في السابق، كانت النساء في طليعة الاحتجاجات مع نزع حجابهم. وأبرزن أنهن لا يحتجن على الحجاب وحسب، بل على كل بنية الجمهورية الإسلامية العنيفة.

في مدن طهران، ورشت، وكرج، ومدن أخرى عديدة شوهدت الشرطة تضرب الناس وتطلق النار عليهم. وتم اعتقال العديد من الأشخاص والعديد من الجرحى وقتلت عناصر الشرطة 3 اشخاص بالأقل.

أسماء القتلى، محسن محمدي ورضا لطفي وفؤاد غديمي. وما زالت  الاحتجاجات مستمرة.

ما مدلول موجة الاحتجاج الأخيرة هذه؟

إنه ماثل في شعارات المتظاهرين في البلد برمته: المرأة! الحياة! الحرية! سأقتل من قتل أختي.  الموت للدكتاتور.   التحرر حقنا. قوتنا جماعية. الخبز، العمل، الحرية…

المصدر: https://anticapitalistresistance.org/woman-life-freedom/

ترجمة المناضل-ة

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا