في ماذا كان يفكر تشي غيفارا؟

بلا حدود7 أكتوبر، 2022

مقابلة مع ميكائيل لووي: Michael Lowy

تحل اليوم، 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2022، الذكرى الخامسة والخمسون لاستشهاد إرنستو تشي غيفارا، الثوري الأممي الذي وصفه إرنست ماندل بكونه “جسَّد، بنحو أفضل مما فعل سواه في عالم اليوم، الفضائل الأساسية للمناضل الثوري التي استعاضت عنها الستالينية بكاريكاتور مقزز: فضائل الولاءِ قبل كل شيء لمحرومي العالم برمته، ونفاذِ بصيرة تام لا يحترم أي عقيدة جامدة، والعزمِ الشرس على مطابقة الأفعال والاقتناعات”.
بالمناسبة نضع بين أيدي القارئ/ة مقابلة مع أحد أهم المختصين في فكر تشي غيفارا، الرفيق ميكائيل لووي [+]، حيث يذهب أبعد من الصور، متناولا فكر تشي غيفارا السياسي وراهنيته، لاسيما في أمريكا اللاتينية.
المناضل-ة

_ بنظركم، هل تعتبرون وجه تشي قابلا للاختزال في صورة رومانسية ثورية، صورة البطل بامتياز، أو هل يمكن حقا أن نستشف لديه فكرا سياسيا؛ وإن كان الأمر كذلك كيف يمكن أن نعرفه”، وما علاقاته بالماركسية؟

لم يكن تشي مجرد مقاتل بطولي، بل كان أيضا مفكرا ثوريا، حاملَ مشروعٍ سياسيٍّ وأخلاقي، وجملةِ أفكار وقيم ناضل من أجلها، ووهب حياته لها. والفلسفة التي تُضفي على اختياراته السياسية والأيديولوجية تماسكَها، ولونَها، وحرارتها، نزعةٌ إنسانيةٌ ثوريةٌ عميقةٌ. فالشيوعي الحقيقي، والثوري الحقيقي، بنظر تشي، هو من يعتبر مشكلاتِ البشرية الكبرى مشكلاتِه الشخصيةَ، ومن يقدر على “الشعور بالغمّ عند اغتيال إنسان في مكان ما في العالم، وبالحماس كلما رفرفَ في مكان ما لواءُ حريةٍ جديد”[1].
كانت أممية تشي – وهي في الآن ذاته نمطُ حياة، وايمانٌ لاديني، وواجبٌ حاتمٌ ووطنٌ روحيٌّ- التعبيرَ الكفاحيَّ والملموسَ عن تلك النزعة الإنسانيةِ الثورية والماركسيةِ.
ثمة جملةٌ لخوسيه مارتي غالبا ما كان يستشهد بها تشي في خطاباته ويسميها” راية الكرامة الإنسانية”: كل كائن بشري حقيقي يجب عليه أن يحس على وجهه بالضربة الموجهة إلى وجه كائن بشري آخر”.

يعتبر تشي النضال من أجل هذه الكرامة مبدأً أخلاقياً سيسترشد به في كل معاركه بدءا من سانتا كلارا حتى المحاولة الأخيرة اليائسة في جبال بوليفيا. إن لكلمة الكرامة أهمية في ثقافة أمريكا اللاتينية. وربما يجب البحث عن أصلها في كتاب “دون كيشوط” الذي كان تشي يطالعه في سيرا مايسترا، ويستشهد به في “دروس الأدب” التي كان يلقيها على الفلاحين حديثي العهد بحرب الغوار، كما يعتبره، وهو يسخر في آخر رسالة إلى والديه، بطلا يتماثل معه. لكن هذه القيمة ليست مع ذلك غريبة عن الماركسية. أليس ماركس نفسه من كتب في مقاله “الشيوعية والمرصد الريناني” (شتنبر 1847) بأن “حاجة البروليتاريا إلى كرامتها أكبر من حاجتها إلى خبزها”؟

غالبا ما يُختزل فكر تشي الاستراتيجي في موضوعة بؤرة (foco) حرب الغوار. بيد أن أفكاره بصدد الثورة في أمريكا اللاتينية كانت أعمق بكثير. فعبارته الشهيرة، في رسالة إلى مؤتمر القارات الثلاث سنة 1967–” لم يعد هناك من تغيير يجب إحداثه: فإما ثورة اشتراكية أو مسخ من ثورة” -ساعدت جيل ثوريين بكامله على التحرر من عقال نظرية” الثورة عبر مراحل” الستالينية.

نعثر مع ذلك في كتابات تشي، سواء بشأن التجربة الكوبية أو أمريكا اللاتينية، وأكثر منه في محاولته البوليفية المأساوية، ميلا إلى اختزال الثورة في الكفاح المسلح، واختزال الكفاح المسلح في حرب الغوار القروية، وهذه في نواة البؤرة الصغيرة. وقد ساد هذا الميل في التراث الغفاري في أمريكا اللاتينية، مع أننا نجد كذلك في مُنجزِه مقاطع تُدخِل فروقا في هذا التصور، وهذا بتأكيده، مثلا، على أهمية العمل السياسي الجماهيري، أو عدم ملاءمة الكفاح المسلح في بلد حيث يوجد نظام ديمقراطي. هذا فضلا عن رفضه الصريح والقاطع لعمليات الإرهاب العشوائية.

في جميع الأحوال، يظل إرث الغيفارية، الذي طبع استراتيجية المنظمات الثورية الأمريكية اللاتينية في أثناء سنوات 60 إلى 80، حاضرا، كحساسية ثورية وكمقاومة لا تُقهر للنظام القائم، في يسار القارة، سواء في بعض الحركات الاجتماعية، مثل حركة معدومي الأرض في البرازيل، أو تيارات منتسبة إلى الاشتراكية.
كتب خوسيه كارلوس مارياتيغي أن الاشتراكية في الأمريكيتين يجب ألا تكون نسخا ونقلا، بل ابداعا بطوليا. هذا بوجه الدقة ما سعى إليه تشي، برفض مقترح استنساخ النماذج “القائمة فعلا”، وبالبحث عن نهج جديد نحو الاشتراكية، يكون أعمقَ جذريةً، وأكثرَ مساواةً، وأخوةً، وإنسانيةً، وأشدَّ تماسكا مع الأخلاق الشيوعية.
كانت أفكاره بصدد الاشتراكية والديمقراطية ما تزال في تطورٍ لحظةَ موته، لكن يُلاحظ بجلاء في خطاباته وكتاباته موقفٌ ناقد متزايدُ الحدة لما يسميه ورثة الستالينية “الاشتراكية القائمة فعلا”. ففي خطابه الشهير، خطاب الجزائر، (فبراير 1965)، دعا البلدان المنتسبة إلى الاشتراكية إلى “تصفية تواطؤها الضمني مع بلدان الغرب المُستغِلة”، المتجلي في مبادلاتها اللامتكافئة مع الأمم الساعية إلى التحرر من النير الامبريالي”. وأضاف قائلا:” لا يمكن أن توجد الاشتراكية إذا لم تُحدث في الوعي سلوكا أخويا جديدا إزاء الإنسانية، سواء على صعيد فردي في المجتمع الذي يبني الاشتراكية أو الذي بناها، أو على صعيد عالمي، إزاء كل الشعوب التي تكابد الاضطهاد الامبريالي”[2].
في نصه الشهير في مارس 1965، بعنوان “الاشتراكية والانسان في كوبا”، كان تشي يرفض، في تحليل لنماذج بناء الاشتراكية القائمة في أوروبا الشرقية، ودائما انطلاقا من منظوره الإنساني الثوري، ذلك التصورَ الذي يدعي “هزم الرأسمالية بواسطة أصنامها الخاصة”: بقول” نجازف بالوقوع في مأزق إذا سرنا خلف خرافة تحقيق الاشتراكية باستعمال الأسلحة العفنة الموروثة عن الرأسمالية (السلعةَ المعتمدةَ وحدةً اقتصادية، المردودية، المصلحة المادية الفردية كحافز، الخ)”[3].
تكمن أحد الأخطار الرئيسية التي ينطوي عليها النموذج المستورد من الاتحاد السوفييتي في تنامي التفاوت الاجتماعي، وتشكل شريحة ذات امتيازات من التكنوقراطيين والبيروقراطيين: ففي نظام المكافآت هذا يبقى “المدراء هم المستفيدون كل مرة أكثر. علينا أن نرى آخر مشروع وُضع في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، لنجد الأهمية التي أعطيت فيه لتسيير المدير أو بالأحرى لمكافأة المدير على تسييره”[4] إن فكر تشي الاقتصادي حول مسائل الانتقال إلى الاشتراكية يستحوذ الاهتمام، ويطرح إشكالا في نفس الآن. فهو يستحوذ الاهتمام بالتزامه الدفاع عن المساواة ومعاداة البيروقراطية، وبنقده لتقديس السوق –وذلك حتى في البلدان المسماة “اشتراكية” -. وليس صدفة أن كان رفيقنا إرنست ماندل قد ناصره في النقاش الاقتصادي لسنوات 1963-1964، ضد المدافعين عن تصورات ستالين الاقتصادية (شارل بتلهايم) وضد الكوبيين الذين يقتدون بالنموذج السوفيتي.

بيد أن حجج تشي المشروعة تماما، دفاعا عن التخطيط، كانت تترك في الظل المسألة السياسية الأساسية: من يخطط؟ ومن يتخذ القرار في الاختيارات الكبرى للخطة الاقتصادية. ومن يحدد أولويات الإنتاج والاستهلاك؟
إن انعدام ديمقراطية حقيقية-أي غياب: أ-تعددية سياسية؛ ب-حرية نقاش الأولويات؛ ج-حرية اختيار السكان بين مختلف المقترحات والأرضيات الاقتصادية البديلة – يجعلُ حتما التخطيط نظاما بيروقراطيا، سلطويا وعديم الفعالية، وبمثابة “ديكتاتورية على الحاجات”، كما بين بغزارة تاريخ الاتحاد السوفييتي سابقا. بعبارة أخرى: المشكلات الاقتصادية للانتقال إلى الاشتراكية غير قابلة للفصل عن طبيعة النظام السياسي. وقد كشفت تجربة كوبا، بدورها، في عشرين سنة الماضية العواقب السلبية لغياب مؤسسات ديمقراطية/اشتراكية-رغم أن كوبا أفلحت في تفادي أسوأ الانحرافات البيروقراطية والتوليتارية لباقي الدول المسماة اشتراكية قائمة فعلا”.
توجد بصدد هذه المسائل أوجهُ تقدم هامة في وثيقة لتشي ظلت – لأسباب عصية على التفسير-في دولاب في هافانا طيلة أربعين سنة: إنها الملاحظات النقدية على مصنف الاقتصاد السياسي لأكاديمية علوم الاتحاد السوفييتي. كتب غيفارا، بصراحة بالغة في هذه الوثيقة المنشورة في كوبا مؤخرا (2006)، أن العمال، أي الشعب نفسه، -وليس “قوانين السوق” أو مكتب اخصائيين، هم من يتخذ القرارات المتعلقة بالخطوط العريضة للتخطيط.

° أصبح غيفارا، بعد 40 سنة من وفاته، أيقونة ومادة للإشهار التجاري…، ألم يستنفذ تشي، من فرط ما تعرض له من احتواءات سياسية وتجارية، قوتَه التمرديةـ؟ هل الأمر كذلك في أمريكا اللاتينية على غرار أوروبا؟

يمثل تشي، على غرار خوسيه مارتي، وإمليانو زاباتا، وأوغيستو ساندينو، وفرابوندو مارتي، وكاميلو توريس، أحد الأوجه التي سقطت واقفة، والسلاح بيدها، وأصبحت، إلى الأبد، نجوما في سماء الأمل الشعبي، وجمرات متقدة تحت رماد خيبة الأمل.
ثمة في حياة الطبيب/ مقاتل حرب الغوار، الارجنتيني/الكوبي، شيء ما زال يخاطب أجيال اليوم. وإلا، ما تفسير وفرة المؤلفات والمقالات والأفلام والنقاشات هذه؟ ليس الأمر مجرد احتفاء بالذكرى الأربعين: فمن كان يهتم، في العام 2003، بالذكرى الخمسين لوفاة جوزيف ستالين؟ طبعا ليست غيفارية السنوات الخمسة عشر سنة الأخيرة غيفارية سنوات 1960-70، في زمن حروب الغوار ضد ديكتاتوريات أمريكا اللاتينية.
لنا مثلٌ في الحركة الزاباتية الجديدة في تشياباس. فالمكون الغيفاري حاضر فعلا، في أصل المجموعة التي شكلت الجيش الزاباتي للتحرير الوطني. وقد فضلت هذه الحركة، التي أصبحت في سنوات 80 التعبير “العضوي” عن جماعات السكان الأهليين في تشياباس، بعد قيامها بالانتفاضة في 1994، العملَ السياسي وتعبئة «المجتمع المدني” من أسفل ضد نظام الدولة/الحزب المستبد في المكسيك. لكن، لولا انتفاضة يناير 1994، ما كان للجيش الزاباتي للتحرير الوطني، الذي ما انفك يحمل السلاح منذ 13 سنة، أن يصبح مرجعا لضحايا النيوليبرالية، لا في المكسيك وحده، بل في أمريكا اللاتينية والعالم برمته.
تجمع الزاباتية تقاليد تمردٍ عديدة، لكن الغيفارية تظل أحد المكونات الأساسية لهذه الثقافة الثورية المفعمة بالغليان والطابع غير المتوقع: تتجلى في تشكيل “جيش تحرير”، وفي البندقية كتعبير مادي عن حذر المضطهدين من الدولة ومن الطبقات السائدة، وبالصلة المباشرة بين المقاتلين وجماهير الفلاحين (الأهليين)، وبالمنظور الجذري لمعركةٍ مناهضةٍ للرأسمالية. ما أبعدنا عن المغامرة البوليفية للعام 1967، لكن ما أقربنا من الأخلاق الثورية كما كان غيفارا يجسدها. لقد أصبح لجيش التحرير الوطني الزاباتي صدى واسعٌ، متجاوزا حدود المكسيك، بفضل حساسيته اللاسلطوية، وسخريته من الذات، ورفضه للسلطة، وندائه الأممي للنضال ضد النيوليبرالية.
ومما له مغزى أيضا تأثير الغيفارية الجماهيري في بعض الحركات الاجتماعية، مثل حركة العمال القرويين معدومي الأرض. ظهرت هذه بالبرازيل في العام 1984 ثمرةً لسنوات عديدة من عمل التوعية وحفز التنظيم الذاتي للفلاحين من قبل لجنة الأسقفية للكنيسة، أي أنها انبثقت من داخل “مسيحية التحرير”، لكن سرعان من استقلت، وغدت حركة غير طائفية، تضم مئات الاف المناضلين/ات: هي بلا شك اليوم أهم حركات البرازيل الاجتماعية وأشدها كفاحية. هدفها الاصلاح الزراعي، وأيضا تغييرٌ جذري لنموذج التنمية النيوليبرالي للبلد، وقيامُ مجتمع أكثر عدلا،” بدون مستغَلين ولا مستغِلين” (ميثاق مبادئ حركة معدومي الأرض).
يُعدُّ تشي غيفارا أحدَ المراجع السياسية الرئيسة لحركة معدومي الأرض ومعينَ الهام لما يسمونه “صوفية “الحركة، أي جذريتها وتفاني مناضليها – الذين ضحى كثير منهم بحياته في مواجهة ملاكي الأراضي الكبار-من أجل قضية العدالة الاجتماعية. طبعا ليست حركة معدومي الأرض حركة مسلحة، ولا تعتمد حرب الغوار أسلوبا في النضال، لكنها لا تتردد في تجاوز الشرعية ومبدأ الملكية الخاصة المقدس باحتلالات جماهيرية للأرض. وتمثل أخلاق تشي، وبرنامجه للتحرر الثوري لأمريكا اللاتينية، إحدى الأوجه الأساسية لثقافتها الاجتماعية-السياسية.
وبنحو أوسع، نرى أفكار تشي –وليس صورته في الرايات والأقمصة وحسب-حاضرةً لدى العديد من الحركات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية، من حركة المعطلين بيكتروس piqueteros في الأرجنتين إلى عمال بوليفيا، والسكان الأهليين المابوش في الشيلي، وحتى المايا في غواتيمالا. ليس ثمة، باستثناء جيش التحرير الوطني الكولومبي، منظمات غيفارية تخوض نضالا مسلحا في القرى. وليس أسلوب حرب الغوار ما يعنيه تشي لهذه الحركات والافراد من شمال القارة الى جنوبها، بل ضرب من الروح الغيفارية، أخلاقية وسياسية في آن واحد، من التمرد ضد السيطرة الامبريالية، والحنق ضد الظلم الاجتماعي الرأسمالي، والنضال الحازم بلا هوادة ضد النظام القائم، وتطلع حاد إلى التغيير الاشتراكي/الثوري للمجتمع.
ماذا يجري في بوليفيا، البلد الذي أراق فيه غيفارا دمه في معركة نهائية؟ احتفى ايفو موراليس، في خطاب تنصيبه رئيسا في يناير 2006، بـ” أسلافنا الذين ناضلوا”: “توباك كاتاري من أجل إحياء امبراطورية الأنكا Tahuantinsuyo ، وسيمون بوليفار من أجل الوطن الكبير، وتشي من أجل عالم جديد قائم على المساواة”[5] وكان من أعضاء حكومته مناضلون قاتلوا الى جانب تشي في جيش التحرير الوطني البوليفي مثل لويولا غوزمان.
والأكثر مفارقة حالة فنزويلا، حيث تبنى عسكريٌّ سابق منتخب ديمقراطيا، ومعاد انتخابه، هوغو تشافيز، لحظتين حاسمتين من البرنامج الغيفاري: وحدة شعوب أمريكا اللاتينية المناهضة للإمبريالية، والمنظور الاشتراكي. يتبنى تشافيز في تدخلاته العديدة، دفاعا عن “اشتراكية القرن 21″، سيمون بوليفار وماركس وتروتسكي وتشي غيفارا. لكن بالإمكان أيضا اعتبار الرئيس الفنزويلي الكارزماتي وارثا لتيارات اليسار في صفوف عسكر فنزويلا الذين حاولوا، في مطلع سنوات 1960، انتفاضات عديدة مستلهمين مثال الثورة الكوبية، وانضموا، جزئيا، في النهاية الى مجموعات حرب الغوار القروية[6].
من السابق كثيرا لأوانه معرفة الاتجاه الذي ستسير فيه هاتان الحكومتان، الأكثر يسارية بلا شك في أمريكا اللاتينية اليوم. لكنها تشهد، كل بطريقتها، على راهنية أفكار المحارب المغتال في أكتوبر 1967.
تُستَشف اليوم، في جميع تجليات الحركة الثورية في أمريكا اللاتينية، آثار الغيفارية، مرئية تارة ومتوارية طورا. حاضرة سواء في مخيال المناضلين الجماعي، أو في نقاشاتهم حول أساليب النضال واستراتيجيته وطبيعته. ويمكن اعتبارها بذورا أنبتت، في الخمسة عشر سنة الأخيرة، في ثقافة اليسار السياسية لليسار بأمريكا اللاتينية، منتجة أغصانا وأوراقا وثمارا. أو كأحد الخيوط الحمراء التي تُنسج بها، من باتاغونيا إلى ريو غرادي، الأحلام و اليوتوبيات و الأعمال الثورية.

نشرت هذه المقابلة أصلا في مجلة Critique communiste أكتوبر 2007

ترجمة المناضل-ة

[+] من مؤلفات م.لووي عن غيفارا:
MICHAEL LOWY
La pensee de che guevara  Un humanisme révolutionnaire
وآخر مشترك :
OLIVIER BESANCENOT/ MICHAEL LOWY
CHE GUEVARA
==================
إحالات:

[1] Che Guevara, Oeuvres III, Textes Politiques, Paris, Maspero, 1968, p.118.[2] Ibid. pp. 266-267.[3] Che Guevara, « Le socialisme et l’homme à Cuba », Textes politiques, p. 283.[4] Che Guevara, « Le plan et les hommes », Oeuvres VI, Textes inédits, Paris, Maspero, 1972, p.90.[5] Evo Morales Aima, Pour en finir avec l’Etat colonial, Paris, L’Esprit frappeur, 2006, p. 36.[6]: المقصود انتفاضات كابورانو و بويرتو كابيلو في مايو/يونيو 1962، المقموعة بسرعة، لكن من بقوا منها أسهموا في تأسيس أهم حركة حرب غوار في فنزويلا، القوات المسلحة للتحرير الوطني بقيادة دوغلاس برافو

شارك المقالة

اقرأ أيضا