المستشفيات والمصحات: المخاطر المهنية الرئيسية أثناء العناية بالمرضى [**]

المستخدمون العاملون في مؤسسات العلاجات (مصحات ومستشفيات) معرضون لأخطار العدوى، والمواد الكيماوية، ومخاطر فيزيقية، وأخرى نفسية-اجتماعية، ولاضطرابات العضلات والهيكل العظمي… ويجب أن تتيح معالجة وقائية إجمالية رصد عوامل الخطر الخاصة بكل نشاط، ووضع وسائل الوقاية الملائمة.
يمكن، في مؤسسات العلاج (مستشفيات ومصحات) أن يكون المستخدمون/ات (أطباء، ممرضون، مساعدون، تقنيو مختبرات، أعوان صيانة…) في احتكاك مع مرضى مصابين بأمراض معدية، آو أن يستعملوا مواد قد تكون خطيرة (أدوية، مواد بيولوجية…). إن حس المسؤولية مرتفع بها ومواجهة أوضاع صعبة أمر شائع. كما أن بعض الأخطار المهنية مرتبطة بتنظيم العمل (عمل ليلي، وعمل بالتناوب 2 x 12 h ).
تنبيه: هذا النص مركز على المخاطر الخاصة التي يتعرض لها المعالجون. يجب على مدير المؤسسة ان يأخذ بالاعتبار الأخطار المحدقة بمستخدمين/ات آخرين يقومون بأعمال مكملة: صيانة ومطعمة وغسل ملابس ولوجستيك ونقل المرضى…
مخاطر بيولوجية: هل هي خاصة بالمهنة؟
رغم أن الحوادث المُعرِّضة للدم (أي التي يصاب فيها المعالج بضرر من دم المريض) هي التي كانت موضوع دراسة أكثر، ثمة أنماط أخرى من الإصابة بالعدوى في مكان العلاجات. فالعديد من العوامل البيولوجية من شأنها أن تكون مصدر عدوى في هذا القطاع المهني (بكتيريا، فيروس…). ويمكن لهذه العدوى المرتبطة بالعلاجات أن تصيب المرضى والمعالجين على السواء. لذا فإن حماية المستخدمين وحماية المرضى مرتبطتان، ما يبرر تطبيق منهجي لاحتياطات معيارية تنضاف اليها، عند الضرورة، تدابير خاصة بالنسبة لمختلف أنماط نقل العدوى (رذيذة aérosol، قطيرات، أو لمس) وحسب بعض الأنشطة (مختبرات…) دون نسيان المهن «الحاملة» (تنظيف، جمع النفايات…)
إن تتبعا منتظما للصحة في العمل يتيح بوجه خاص تناول تدابير الحماية التي من شأنها تحيين التلقيحات، أمر مكمل للتدابير التقنية والتنظيمية (حجر القاعات التقنية، استعمال معدات الأمان، عزل المرضى المعديين، وضع معدات حماية فردية…)
ومن جهة أخرى، لا بد من إجراءات وبروتوكولات في حالة حوادث، سواء حوادث مُعرِّضة للدم أو غيره من المواد البيولوجية (وخز، تطاير مواد إلى العينين…) أو التعرض لعوامل معدية (سعال ديكي، سل، جرب…)
مخاطر كيميائية: مخاطر يجب معرفتها والوقاية منها
يجري استعمال العديد من العوامل الكيماوية الخطيرة في مؤسسات العلاج. وينتشر فيها جهل الخطر الكيماوي (صعوبة التعرف على العوامل الكيماوية، نقص المعلومة…). ويمكن أن يكون الخطر الكيماوي مرتبطا باستعمال مستحضرات التنظيف أو التطهير من الجراثيم، ولكن أيضا بالتعرض لغازات مُبنِّجة، واستعمال أدوية (أدوية سامة لنوع من الخلايا، أجسام مضادة monoclonaux) ويمكن أن يحدث التعرض للعوامل الضارة سواء عبر الجلد أو بالتنشق أو عبر الجهاز الهضمي (قلة نظافة…).
في إطار التنظيف مثلا، قد تسبب المطهرات ومبيدات الجراثيم، وموانع العفونة، وحتى لاتكس latex القفازات، تجليات حساسية والتهابات وحالات ربو، الخ
كما أن التعرض للغازات المبنجة، مثل إزوفلوران l’isofluran، وأول أكسيد الآزوت في شكل MEOPA (مزيج مساوئ الجزيئات من الأكسجين وأول أكسيد الآزوت)، سواء في غرفة العمليات أو بعض مصالح العلاجات او المستعجلات، قد ينطوي أيضا على مخاطر على الصحة ويستدعي تقديرا.
كما أن الأدوية السامة لنوع من الخلايا cytotoxiques قد تؤدي إلى العديد من العواقب (محلية، عامة، خاصة) لدى مستخدمي هذه المؤسسات. وقد يكون العاملون المعنيون معرضين مباشرة لتلك المواد (مستخدمو الصيدليات، الممرضون، الأطباء، المستخدمون الجوالون…) آو بطريقة غير مباشرة عبر السوائل البيولوجية للمرضى المعالجين (خاصة مساعدي المعالجين، وأعوان المستشفيات آو الممرضين).
مخاطر مرتبطة بعوامل فيزيقية: متباينة حسب الأنشطة
+ الإشعاعات الأيونية
الظروف الرئيسية لتعرض العاملين للإشعاعات الأيونية في الوسط الصحي هي:
• ممارسة الفحص بالراديو (الاعتيادي أو التدخلي) والمعالجة الخارجية للسرطانات بالإشعاعات،
• تناول عناصر مشعة في شكل مصادر غير مقفلة. تلك حال الطب النووي للتشخيص او العلاج.
+ حقول كهرومغناطيسية
من مصادر التعرض للحقول الكهرومغناطيسية إ.ر. م (IRM) الذي يخلق حقولا شديدة القوة.
فضلا عن مجال تكنولوجيات الاتصالات اللاسلكية، تستعمل موجات radiofréquences في طب التجميل ومعالجة اضطرابات وتيرة القلب.
+ الإشعاعات البصرية الاصطناعية
تلجأ بعض قطاعات النشاط الطبي إلى أشعة الليزر أو الإشعاعات البصرية من نوع فوق البنفسجية أو تحت الحمراء. منها مثلا قطاعات طب العيون وطب الجلد، طب الجهاز الهضمي، وطب الأنف الأذن والحنجرة، وطب الآسنان، وطب الجهاز البولي. ..
اضطرابات العضلات والهيكل العظمي: أخطار هامة
رغم أوجه التقدم التقني يظل الجهد البدني في العمل إحدى الأسباب الرئيسة لحوادث الشغل، والأمراض المهنية وصنوف العجز عن العمل. وتتوقف العوامل المؤثرة على هذه الأخطار على الفرد، والبيئة الفيزيقية والنفسية-الاجتماعية، وكذا على تنظيم العمل. وإن الضغط الزمني، وحركات العمل المتحررة، ومستويات الجهد والاكراهات المرتبطة بأوضاع العمل مرتبطة بالتنظيم. ويمثل النشاط البدني في العمل مصدر تعب وآلام، وكذا حوادث (صدمات وإصابات القلب والشرايين…) أو إصابات جهاز الحركة (اضطرابات العضلات والهيكل العظمي، ألم أسفل الظهر).
حسب بحث SUMER 2010، يمثل مساعدو/ات المعالجين أكثر المهنيين حملا لأعباء ثقيلة. ويشكل أعوان الوظيفة العمومية في أمكنة العلاجات الفئة الأكثر تضررا بالتغيرات التنظيمية (تغيرات تنظيم العمل في المؤسسة، إعادة هيكلة، ترحيل).
للمساعدة على تقدير أخطار المرتبطة بالجهد البدني في مؤسسات العلاج، يقترح المعهد الوطني للبحث والسلامة دليلا. [الرابط في النص الفرنسي] أخطار نفسية اجتماعية: في تزايد
تشهد الأخطار النفسية -الاجتماعية، الناتجة عن تراكم الاكراهات الفيزيقية والنفسية وظروف العمل الصعبة، تزايدا قويا بين المهنيين العاملين في مؤسسات العلاج.
وهي تطابق أوضاع عمل تتسم بما يلي: ضغوط، أشكال عنف داخلية (تحرش معنوي أو جنسي، نزاعات متفاقمة بين أشخاص او بين فرق) وأشكال عنف خارجية (شتائم، تهديدات، اعتداءات…). وقد يسبب التعرض لأوضاع العمل هذه عواقب على صحة العاملين، لاسيما أمراض القلب والشرايين، واضطرابات العضلات والهيكل العظمي واضطرابات الضيق النفسي والاكتئاب، والارهاق المهني، وحتى الانتحار.
نجد بأماكن عمل العلاجات فئات عوامل الأخطار النفسية-الاجتماعية الموصوفة عادة: كثافة العمل ووقته، متطلبات انفعالية، نقص الاستقلال، علاقات اجتماعية في العمل متدهورة، صراع قيم وعدم أمان في وضع العمل.
يجب على مؤسسة العلاجات، في تنظيمها للعمل، ان تأخذ بالحسبان الاكراهات التي يتعرض لها المعالجون. من اجل هذا أعد المعهد الوطني للبحث والسلامة أداة خاصة. [الرابط في النص الفرنسي [
أوقات عمل غير نمطية: ضرورة من اجل ديمومة الخدمة
العمل الليلي، والعمل بالأفواج، هي أوقات عمل تسمى «غير نمطية». ويمكن من خلال خصوصياتها أن تسبب أخطارا على الصحة. تبلغ في فرنسا نسبة العاملين المعنيين بساعات العمل غير النمطية الثلثين. ومن هؤلاء العاملين، يعتبر الممرضون/ات ومساعدو المعالجين من الفئات المهنية الأكثر تمثيلا.
عواقب أوقات العمل غير النمطية على الصحة هي بشكل رئيسي تهم النوم والتيقظ، والجهاز لهضمي والقلب والشرايين، وكذا على الصعيد النفسي-العصبي آو لدى النساء الحوامل. كما أنها ترفع تواتر بعض أنواع السرطان.
وعلى الصعيد الاجتماعي، تتباين مضاعفات هذا النوع من تنظيم العمل. وهي متوقفة على الوضع الشخصي للعاملين، وقطاع نشاطهم وطبيعة العمل (إن كان خيارا شخصيا أو مفروضا).
============[**] : هذا المقال ينظر في الوضع بفرنسا. لا شك أن المخاطر المهنية بالمستشفيات المغربية أشد فتكا بالعاملين/ات فيها، نظرا لتدهور أوضاعها، سواء فيما يخص النقص المهول في المعدات والتجهيزات، وقلة النظافة، وكثافة العمل ومشقته بفعل قلة العاملين قياسا بالحاجات، وأضرار العلاقة بالمواطنين المتضررين من سوء الخدمات. هذا كله بفعل التخريب النيوليبرالي لخدمة الصحة العمومية ال\ي سهرت الطبقة السائدة طيلة عقود [المترجم] • المصدر:
https://www.inrs.fr/…/sante…/hopitaux-cliniques.html

شارك المقالة

اقرأ أيضا