صدور العدد 82 من جريدة المناضل-ة/الافتتاحية والمحتويات: لا غنى للشغيلة عن نضال سياسي، ولا بد من بناء أداته

افتتاحية العدد 82: لا غنى للشغيلة عن نضال سياسي، ولا بد من بناء أداته

يجرَّ المسار الذي تسلكه قيادات الحركة النقابية على الشغيلة مصائب عديدة باسم «الشراكة الاجتماعية»، و»الحوار الاجتماعي»، وسيجر كوارث إضافية ما لم تتدخل قوة الشغيلة الجماعية لوقف هذا المسار.

تدبر الطبقة البرجوازية أمورها بما يضمن تدفق الأرباح واستمرار نظام اعتصارها من الشغلية، وذلك بجهاز الدولة. وهو تدبير يجري في بلد خاضع لسيطرة الإمبريالية، حيث يتدخل الرأسمال الأجنبي في سياسة البلد عبر أدوات، منها اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي، والبنك والصندوق الدوليين، وبالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ويُضبط الوضع بنحو يضمن المصالح الآنية والمستقبلية للرأسماليين الكبار المحليين والأجانب، بحيث يُخضع اقتصاد البلد وثرواته لخدمة تلك المصالح. وضمن هذا التدبير، يتعامل مع ضحايا النظام بحساب القمع، بتطوير وتعزيز مستمرين لآلته، وبأساليب الاحتواء بالتنازلات، ودمج قمم حركات المقاومة، نقابية وشعبية. وضمن هذه الآلية الأخيرة يندرج ما يسمى «الحوار الاجتماعي»، حيث يحصل الشغيلة شهر أبريل من كل سنة على ما تعتبره البرجوازية ودولتها كافيا لضمان «الاستقرار الاجتماعي» لمواصلة الحرب الاجتماعية التي يقتضيها إنماء الأرباح وتأبيد نظام اعتصارها.

   من يكرر على مسامع الشغيلة أننا سنصد كل هذا بالنضال النقابي وحده كذاب ومشعوذ سياسي. 

   وحتى النضال النقابي بات مناوشات مشتتة، قطاعية وفئوية، لا توحد لا مطلبا ولا خطوة نضالية.

 

دلت التجربة أن «الشراكة الاجتماعية» وبال حل مكان النضال، مثلما دلت أن اقتصار النضال على المجال النقابي لا يحقق تحسينا فعليا لأوضاعنا، ولن يسير بنا أبدا نحو تغيير حقيقي لها.

يجب أن نقاوم السياسة العامة للدولة البرجوازية بمطالب إجمالية تهم الدخل والخدمات الاجتماعية والحريات وكل مقومات الكرامة والحياة اللائقة. فليس بزيادة بائسة في الأجور ولا بتعديل طفيف في الضريبة سنعيش كما يليق بالبشر. النضال النقابي محدود النتائج، وأشبه ما يكون بأسطورة سيزيف، الذي يدفع الصخرة في المنحدر، فلا تصل أعلاه حتى تعود إلى نقطة الانطلاق في أسفله، فيضطر للمعاودة إلى ما لا نهاية.

وهذه المقاومة الإجمالية، خارج منطق «الحوار الاجتماعي» هي نضال سياسي، حيث نواجه سياسة الدولة البرجوازية بمطالب سياسية تروم تحقيق تغيير اقتصادي واجتماعي وسياسي. وتنظيم هذا النضال يبدأ بإبطال تحريم السياسة على الشغلية في منظماتهم، ذلك التحريم المخادع باسم خصوصية العمل النقابي، وبتعميم المعرفة السياسية الطبقية بإعمال الفكر العمالي الاشتراكي بوجه الأيديولوجيا البرجوازية الرامية إلى تأبيد الاستغلال وديكتاتورية رأس المال. أن يشتغل الشغيلة بالسياسة معناه أن يدركوا أصل البلاء في مجتمع الاستغلال والاضطهاد، والآلية السياسية لاستمرارهما، وسبل الكفاح من أجل تحسين أوضاع طبقتنا وتطوير مقدراتها النضالية نحو تحررها التام، وبناء مجتمع الحياة اللائقة والحرية. ولهذا النضال السياسي الذي لا غنى عنه أداته، هي الحزب. يجب أن يكون للشغيلة حزبهم، حامل برنامج تحررهم، وهيكل تنظيم أفضلِ قواهم وعيا وكفاحية. لم تنتج التجربة المغربية بعد حزبا من هذا القبيل، وكل التيارات المتبنية لفكرة حزب العمال ليست بعد غير أنوية قياسا بما يكونه الحزب العمالي القادر فعلا على قيادة نضالات الطبقة على كل الجبهات.

فلنحطم الأسوار الوهمية بين النضال النقابي والنضال السياسي، ولننكب على رفع وعي الطبقة العاملة السياسي، ونعزز الاقتناع بالحاجة إلى حزب خاص بالشغيلة، فلسنا عبيدا خانعين نعلف بفتات «الحوار الاجتماعي» بل طبقة تحمل المجتمع على أكتافها وقادرة على قلب الوضع رأسا على عقب، وعلى رؤوس الرأسماليين ودولتهم.

المناضل-ة  

المحتويات:

  • الافتتاحية:
  • لا غنى للشغيلة عن نضال سياسي، ولا بد من بناء أداته
  • سياسة:
  • الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
  • منطقة عربية فريسة للضواري الامبريالية
  • أضواء على حراك التعليم المجيد
  • حراك شغيلة التعليم 2023 : تقييم ودروس للمستقبل
  • عمالي
  • استناجات تجربة نقابية مديدة بقطاع التعليم مقابلة مع الرفيق إبراهيم المحمدي
  • نساء
  • غايات الدولة في تعديل مدونة الأسرة بالمغرب
  • التنظيمات الليبرالية على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة
  • تنظيمات الرجعية الدينية ونقاش تعديل مدونة الأسرة
  • لا مناص من نضال جماهير النساء لفرض قانون أسرة ديمقراطي يكرس المساواة القانونية
  • هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
  • نظري
  • الهجمات على الحريات النقابية
  • أخيرة
  • نواقص رؤية لحراك 20 فبراير منتسبة إلى الماركسية: نقاش مع الرفيق عبد الغني القباج

 

 

Hits: 168

شارك المقالة

اقرأ أيضا

Hits: 168