جريدة المناضل-ة: نقاش حول معركة الأساتذة المتدربين ومستجداتها وآفاق انتصارها

الشباب و الطلبة3 أبريل، 2016

 

 

نظمت جريدة المناضل-ة، مساء يوم السبت 02 أبريل الجاري، لقاء نقاش حول “الآفاق النضالية لانتصار معركة الأساتذة المتدربين بمقرها بحي تيكوين بلدية أكادير بحضور حوالي 24 مناضل “ة” من مختلف أوجه حركة النضال نقابين وجمعيات نضال وشبيبة، النقاش اتسم بالحيوية والنظرة التفاؤلية في تقييم مسار النشوء والتطور النضالي لحركة الأساتذة المتدربين وآفاقها حتى تحقيق مطالبها.

إسهام نضال الأساتذة المتدربين  في  إنعاش دينامية النضال العام.

أكد الجميع أن معركة  الأساتذة المتدربين  التي مر على انطلاقها أزيد من 5 أشهر من النضال المتنوع الأشكال والصيغ، يتجاوز مطلبها المركزي الخاص، فقد ساهمت في عكس منحى هجوم الدولة الشرس على مكاسب عديدة انتزعتها أجيال سابقة وقدمت الدليل على أن النضال دفاعا عن المكتسبات  ولو في سياق ميزان قوى مختل أمر ممكن. كما أنها خرطت جيلا شابا في النضال انطلاقا من تجربته الخاصة، وأعادت إلى الممارسة النضالية دروس تجارب نضال كبيرة عرفها تاريخنا النضالي مستمدة مما كرسته حركة النضال ضد البطالة ولاحقا حركة 20 فبراير.

الأساتذة المتدربون: الوضع الحالي للمعركة النضالية والظروف المحيطة بها وآفاقها.

تم التشديد على أن ما حققه نضال الأساتذة المتدربين يمثل مكسبا هاما ودليل على قدرة الشباب المناضل إتيان صور غنية الدلالة من النضال المبدع والصمود القوي في وجه قمع ومناورات متكالبة تهدف إلى إلحاق الهزيمة بهم، كما بينت في الآن نفسه أن التضامن الشعبي ما زالت  جمرته  متوقدة . أكيد أن الجهود الجبارة التي بدلها الأساتذة المتدربون وسلسلة البرامج النضالية التي نفذوها طيلة الشهور الماضية والتضحيات الجسام المادية والمعنوية التي بدلوها في غياب دعم حقيقي من طرف منظمات النضال وفي مقدمتها المنظمات النقابية، ستنهك طاقات النضال الفتية لكن المسار الأخير الذي دخلته المعركة عامل مجدد للطاقة ودافع على استكمالها بنجاح.

الوضع الحالي للمعركة يضع الدولة في مأزق فهي من سيبحث عن حل للمعضلة التي أوقعت نفسها فيها، هي من عليه ضرب أخماس في أسداس لإيجاد مخرج لمشكلة ستتفاقم وستكبر وستجر أقسام أخرى من الشعب للنضال ضدها وضد عجزها عن تدبير ظروف ملائمة للعملية الدراسية والدولة هي من عليها إيجاد ظروف ملائمة وعادية للمحطات السياسية المحلية والدولية التي سطرتها في أجندتها. حركة الأساتذة المتدربين يمكنها أن توفر جهود نضالها وتقتصر على الحد الأدنى البسيط دون أن يمس دلك من فعالية و قوة ضغط معركتها.

إن المناضلين الأكثر تجربة ووعيا سياسيا بداخل حركة الأساتذة المتدربين عليهم بدل جهد استثنائي في الظروف الحالية وأن يتجندوا بشكل قوي لإبداع الردود المناسبة والسريعة على كل الخطوات التي سترمي بها الدولة ومن لف لفها وعليهم إقناع عموم الأساتذة بكل أخوية وأن يبرهنوا أن غايتهم الوحيدة تأمين انتزاع حق مشروع من أنياب وحش متعجرف وجامح، وعليهم الوعي بأن التذبذب وهبوط المعنويات وضعف الوعي السياسي لدا قسم من  أي حركة نضال أمر طبيعي جدا وأن دورهم في معاكسة دلك وتقليص تلك الميول القائمة بالحجة والإقناع.

الدولة انتقلت من تكتيك التجاهل إلى تشديد درجة القمع والتضييق والتشويه الإعلامي، راقبت مسيرة 20 مارس الأخيرة وراهنت على إنهاك الحركة وتراجع زخمها والتدليل على بداية ضعفها فجاءها الرد أقوى من المتوقع مسيرة ضخمة نسخت ما قبلها، حينها استخلصت ما يجب استخلاصه أي المناورة بتنازلات محددة بدقة عبر قنوات جديدة وبمبادرة أطراف أخرى. الأكيد أن استمرار نضال الأساتذة المتدربين بنفس مستوى الزخم المبدع لن يبقى للدولة من سبيل  إلا إيجاد حل بالإقدام على التراجع وتلبية مطالب الحركة في حدود تقبلها الأخيرة.

منظمات النضال، والمناضلون: ما مهام تعزيز نضال الأساتذة المتدربين؟

ليس اختلال ميزان القوى أمرا طارئا بل هو سابق على انطلاق نضالات الأساتذة المتدربين وعوض انتظار ما لن يأتي: أي اضطلاع المنظمات النقابية والشبابية بمهام الانخراط في معركة الأساتذة المتدربين  بالدفاع عن المدرسة العمومية ومكاسب الوظيفة العمومية، التي تدخل في صلب مهامها، على الأساتذة تنفيذ معركتهم ومواصلتها، والتوجه مباشرة إلي قاعدة تلك المنظمات ومخاطبتها وضخ الدينامية فيها وفك قيود الجمود وإحباط المعنويات التي تكبلها وفق ما تسمح به قدراتهم، لا يمكن انتظار التضامن ممن لا يدافع عن قضايا من يعبر عن مصالحهم.

المال سلاح معارك النضال، لذا يجب التوجه صوب الحضن الشعبي لجلب الدعم المادي والتضامن مع نضال الأساتذة. يجب إحياء وتطوير ما أبدعته حركات نضال سابقة وعلى المناضلين بمنظمات النضال عدم الركون إلي اللامبالاة والسلبية التي نتجت عن الاستسلام المخزي للقيادة وقتلها لروح العمل النقابي القائم على التضامن العمالي بإطلاق مبادرات التعريف والتضامن وجمع الدعم المالي لنضالات الأساتذة المتدربين.

الأساتذة المتدربون في حاجة إلى دعم نضالي وإعلامي وسياسي يكشف الحملات التي تستهدفهم والمناورات والفخاخ التي تنصب لمعركتهم وتعرية محاولات شق صفوفهم. هم في حاجة إلى من يحثهم على مواصلة القيام بما يفيد معركتهم، وينبههم إلى ما يشكل ضررا عليها، وإلى من ينتقد بروح رفاق نضال ما يبرز من أخطاء.

الهدف تأمين انتصار المعركة وتحقيق مطالبها المشروعة، وتقديم تفسير شامل لدلالة معركتهم وكشف مواقف مختلف أعدائهم وتوجيه أنظارهم لإخوتهم في معسكر النضال وبسط البدائل للأهوال التي تستهدفهم جميعا.

الانتصار ممكن، بالنضال النصر آت.

المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا