المهرجان الاحتجاجي الحاشد للعاملات والعمال الزراعيين بأيت ملول يوم الخميس 23 أكتوبر 2014

نظمت الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل مهرجانا عماليا تحت شعار “آية آفاق للحقوق الاجتماعية لشغيلة القطاع الفلاحي، تنفيذ اتفاق 26 أبريل 2011” بأيت ملول يوم الخميس 23 أكتوبر 2014.

كان الحضور حاشدا قدر بأكثر من 1300 عامل وعاملة من الضيعات الفلاحية ومحطات التلفيف بكل من شتوكة أيت باها وأولاد التايمة وأيت ملول، وكذا وفد من العمال الزراعيين بمنطقة الغرب. وشكل العاملات أزيد من نصف الحضور. ردد العمال والعاملات شعارات سخط على أوضاع عمل وعيش مأساوية وطالبوا بالمساواة في الأجر بين القطاعين الفلاحي والصناعي، وبضرورة استفادة عاملات وعمال محطات التلفيف من التعويضات العائلية على طول السنة. وأكثر من ذلك شددوا على الرفع من الأجور بما يناسب غلاء المعيشة.

تخلت المهرجان كلمات لأطر نقابية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي على المستوى الوطني (الكاتب العام وأعضاء وعضوات من الكتابة التنفيذية)، وتنظيم المرأة بالقطاع الفلاحي، والتوجه الديمقراطي داخل الاتحاد المغربي للشغل، وعلى المستوى المحلي (الفرع الجهوي والفروع المحلية بكل من شتوكة أيت باها وأولاد التايمة). كما قدمت شهادات حية لعاملات وعمال زراعيين جسدت حجم المعاناة فيما يخص ضعف الأجور وغلاء المعيشة، وضرب الباطرونا الزراعية للحريات النقابية، ومتاهاتهم مع المحاكم غير المنصفة، إلخ. وكان التنديد عارما لما قدم عمال ضيعات علي قيوح بنواحي تارودانت صورة معبرة عن عجرفة الباطرونا الزراعية لما أقبل قيوح على طرد أزيد من عشرين عاملا منهم من تجاوز سن الثمانين دون أي حماية اجتماعية ولا حقوق. وشددت كل الكلمات على التضامن والوحدة العمالية وأكدت على نضالية نقابتهم وعلى كونها مدرسة كفاح وتعلم. أكد الكل بما في ذلك شعارات القاعة الممتلئة لفترة عن آخرها على أهمية الدعوة للإضراب العام يوم 29 أكتوبر 2014، وأنها فرصة للعاملات والعمال الزراعيين للتأكيد على مطلبهم بالمساواة في الأجر حالا، وعلى الحرص على الاستعداد النضالي والكفاحي حتى تحقيق المطالب.

لم يشكل هذا التجمع الحاشد للعمال والعاملات مناسبة للحديث عن المشاكل والمأساة التي تحيط بحياة العمال والعاملات فقط، بل كان مناسبة أبان فيها ضحايا الرأسمال عن قدراتهم الإبداعية. فقد تخلل هذا العرس النضالي المليء بالحماس والإصرار على المضي قدما نحو الانتصار، قصيدة زجلية لعامل تلخص حياة العمال بالضيعات ومأساة المقهورين ووقوف الدولة إلى جانب المستغلين، ودعا فيها هذا الشاعر العمالي البسيط العمال والعاملات إلى النضال والكفاح وعدم الاستسلام.

ونذكر بأنه سبق للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي أن نظمت احتجاجات سنوية لرفع التمييز القانوني عن العمال الزراعيين منذ 2009. وقامت في 2013 بحملة وطنية لجمع توقيعات العاملات والعمال لمطالبة السلطات الحكومية بالتخل العاجل لرفع التمييز عن العمال الزراعيين وتنفيذ اتفاق 26 أبريل 2011 الذي نص على توحيد الحد الأدنى للأجر في القطاعين الفلاحي والصناعي. وقع هذه العرائض أزيد من 6500 عامل وعاملة من مختلف المناطق الفلاحية الكبرى، وسلمت نسخ منها إلى كل من رئيس الحكومة والبرلمان ووزير التشغيل ووزير الفلاحة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وغيرهم من المسؤولين الحكوميين، لكن دون أي رد يذكر. إن المطالب التي لا تأخذ بالنضال، تنتزع بالنضال.

أزيكي عمر

شارك المقالة

اقرأ أيضا