إضراب عمال منجم سكساوة في امنتانوت ضد فرط الاستغلال

 

 

دخل عمال منجم سكساوة بامنتانوت، وعددهم 314، في إضراب شامل عن العمل يوم الاثنين 10 ابريل الجاري، ونظموا وقفة احتجاجية أمام ادارة الشركة بالمنجم “الشركة المنجمية سكساوة CMS” للمطالبة بالاستجابة لملفهم المطلبي وعلى رأسه صرف اجورهم العالقة لمدة ثلاث شهور، والاستفادة من الضمان الاجتماعي والتأمين عن حوادث الشغل…

لم تحاورهم إدارة الشركة، وأمام هذا التماطل واللامبالاة، قرر العمال صباح اليوم الثلاثاء التوجه الى مدينة امينتانوت بالسيارات لتصعيد احتجاجاتهم على السلطات هناك.

 تعرض العمال لحادث خطير، إذ انقلبت احدى السيارات التي تقل العمال، نتج عنه إصابة 5 منهم لإصابات، واحدة منها، على الأقل، خطيرة: إصابة في الرأس، وعامل آخر تعرض لكسر في يده. تم نقل المصابين للمستشفى، وأكمل بقية العمال مسيرهم صوب امنتانوت.

لا توجد نقابة في الشركة، ويوجد فيها فقط مندوبون عماليون صوريون موالون للإدارة.

بدأ استغلال المنجم سنة 1974، وتأسست أول نقابة للعمال سنة 1992، نجحت الإدارة في نسفها. مباشرة بعد تأسيس النقابة وتشكيل مكتبها، أقدم العمال على الانخراط، قبل أن تتمكن إدارة الشركة من شراء ذمة أغلبهم، لقد دفعت مقابل بطائق انخراطهم 1500 إلى 2000 درهم، ووعدت آخرين بالترقية، ونقلهم لمناصب إدارية أو ليصبحوا مسؤولين عن العمال…  هكذا وضع مدير الشركة آنذاك المكتب النقابي بين خيارين: التراجع أو الطرد. لقد تذرع بأن العمال يرفضون الانخراط النقابي، وقدم البطائق التي اشتراها دليلا. هكذا اضطر بعض النقابيين لأخذ تعويضه كاملا واستقال…

اليوم، كما في السابق، يطالب العمال بتحسين ظروف عملهم وحياتهم. فرغم أن كل العمال مرسمون، إلا أنهم محرومون من التأمين عن حوادث الشغل، وأجورهم تتراوح بين 2500 للعمال و8000 للعمال المتخصصين، أما أجور المهندسين والتقنيين والاداريين فهي بين 3000 الى 32 ألف درهم. يستفيد العمال من الساعات الإضافية، وهي خاضعة للضريبة عندما تفوق 60 ساعة. يتم الاقتطاع من أجر العمال لصالح الصندوق الوطني للتقاعد 3%، وتؤدي الشركة 3% أخرى ليصبح الاقتطاع 6%، لكن الشركة لا تصرح بهذا الاقتطاع لدى هذا الصندوق.

لا يستفيد العمال من التعويضات العائلية، ولا من الأدوية ومن سيارة الإسعاف رغم وجودها لدى الشركة، ولا يقوم الطبيب الخاص بالشركة بالفحوصات الدقيقة الضرورية بشكل دوري. ولا يستفيدون أيضا من عطلة الولادة، وتعويضات الأعياد…

لذا يحتج العمال ويطالبون من خلال إضرابهم ب:

  1. صرف أجورهم العالقة منذ 3 أشهر، والحصول على ورقة أداء الأجر
  2. الاستفادة من التأمين ضد الأخطار، وحوادث الشغل، والمرض
  3. الاستفادة من النقل، حيث أن عددا كبيرا من العمال يتنقلون على الأرجل لساعات وسط الجبال والطرق الوعرة للوصول للمنجم
  4. التعويض عن السكن بحكم أن جلهم من مدن أخرى ويكترون بالدواوير المجاورة للمنجم
  5. التعويض عن الاشتغال بباطن الأرض

يرفض العمال عبودية العمل المأجور، إنهم يناضلون ضد فرط الاستغلال، ومن أجل ظروف أفضل في عملهم وحياتهم. رأسماليو المناجم لا يهمهم سوى أرباحهم وتراكمها، ولن يجبروا على التنازل سوى باتحاد العمال وكفاحهم، وبتضافر جهود جميع عمال المناجم بالمغرب في اتحاد نقابي ديمقراطي كفاحي يعيد للعمل النقابي روح التضامن والوحدة والكفاح.

النصر لمعركة عمال مناجم سكساوة

المراسل

شارك المقالة

اقرأ أيضا