إن السبيل الوحيد لوقف بطش النظام في حق أبناء ريفنا يتمثل في تأجيج النضال الشعبي في كل ربوع البلد والمهجر

سياسة28 سبتمبر، 2017

أمام الصمت ضد الجرائم المرتكبة، وللرد على المحاكمات الجائرة في حق معتقلي نضال الريف، وضدا على ما يتعرضون له من حصار ومعاملة تنتهك حقوقهم كمعتقلين، ومن أسلوب الابتزاز والمساومة المتعددة الأنواع للنيل من معنوياتهم، وبعد توجيه الرسائل والاحتجاجات التي قوبلت بالتجاهل، بدأ عدد من المعتقلين في إضرابات عن الطعام وبعضهم مضرب حتى عن الماء والسكر، وبدأت الحالة الصحية للبعض منهم في التدهور مما ينبئ بوقوع مآسي جديدة قد تؤدي لفقدان مناضلين رفضوا استجداء الاستبداد.

إنه استمرار لصمود النضال الشعبي بالريف الشامخ الذي يشرف على استكمال عام منذ انطلاق شرارته إثر القتل الوحشي للشهيد “محسن فكري”. قرابة عام قدم فيه أبناء شعبنا نماذج مبهرة متنوعة من أشكال النضال، وقوة الصمود وروح التضامن. لقد فضحوا أباطيل النظام وخواء مشاريع تنميته، كما كشفوا حقيقة طي صفحات ماضيه القمعي…

تسعى الدولة المستبدة للنيل من شهامة أبناء الريف وعنفوانهم النضالي ورفضهم استجداء فتات الاستبداد، وتحاول إلحاق الهزيمة بهم كي ترسخ في وعى كادحي بلدنا أن هيبة دولة الاستبداد لا تمس، وأنها لا تخضع لأي ضغط.

تحمل نضال شعبنا بالريف مند انطلاقته تضحيات كبيرة. سقوط شهيدين وأزيد من 300 معتقل موزعين على أزيد من 11 سجنا. بعضهم تم الحكم عليهم بعقود من السجن، وآخرون متابعون بتهم ثقيلة، وآخرون قيد التحقيق، ولازالت مذكرات البحث وأبواب الاعتقال تهدد الجميع بلا استثناء. ويشهد الريف حصارا مطبقا وانتشارا كثيفا لتشكيلات قمعية متنوعة الشكل والعدة. لقد تحولت المنطقة بكاملها إلى ثكنة تطبق على الأنفاس.

لا يواجه نضال الريف بطش الدولة وحسب بل يتعرض لمؤامرة تواطؤ مفضوحة من معارضة مدعية، تمتنع بكل وعي عن النضال التضامني الحقيقي، وتلجأ لمبادرات غاياتها قطع الطريق على تضامن صاعد من الأعماق. إنها مصابة برهاب زعزعة استقرار نظام القهر والاستبداد، الذي تحداه شعبنا في الريف.  ومنها من لا تجد غضاضة في الاكتفاء بإسداء النصيحة للمستبدين وعرض خدماتها للوساطة وإصلاح ذات البين بين طرفي الصراع فيما هي حقيقة توفر المبررات والوقت والجهد للمستبدين لمواصلة قهرهم وجبروتهم.

إن السبيل الوحيد لتجنب الكارثة التي قد تنتج عن شروط الاعتقال والاضراب عن الطعام يتمثل في تأجيج النضال الشعبي في كل ربوع البلد، وبناء ميزان قوى حقيقي يجبر الدولة على تحرير فوري لرهائننا لديها، وإسقاط كل المتابعات القضائية ذات الصلة بنضالات الريف والاستجابة العاجلة لمطالب شعبنا في الريف وعلى رأسها متابعة لصوص المال العام ومحاكمة قتلة الشهيدين…

لن يوقف بطش الدولة وقمعها مسيرة معركة شعبنا من أجل التحرر الشامل والعميق. سيتواصل الكفاح الشعبي والعمالي، كفاح كل المستغَلين والمضطهَدين رجالا ونساء، ضد نظام الاستبداد السياسي والقهر الاقتصادي. ولن تتوقف تعبئات أبناء شعبنا الكادح للنضال، وستعمم دروس انتصاراتنا وإخفاقاتنا، وريفنا الشامخ لن يركع للاستبداد.

نعلن عن تضامننا غير المشروط مع معتقلي الريف، ونطالب بإطلاق سراحهم فورا، وإسقاط كل المتابعات في حقهم…

لإجبار الدولة على تلبية مطالب جماهير الريف لابد من بناء ميزان قوى وطني يبدأ بتأجيج النضالات التضامنية بجميع مناطق المغرب والمهجر بمناسبة الذكرى الأولى لإنطلاق حراك الريف.

تيار المناضل-ة، 28 سبتمبر 2017

http://www.almounadila.info/

mounadila2004@yahoo.fr

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا