مقرر حول الهجوم الإسرائيلي على غزة و التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني

بيانات11 يناير، 2015

 

مقرر صادق عليه مؤتمر الأممية الرابعة العالمي السادس عشر 23 إلى 28 فبراير 2010
المناضل-ة عدد: 27
الأممية الرابعة

يندرج هجوم الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة قبل عام في مواصلة السياسات الصهيونية لتدمير المقاومة الفلسطينية. إن الحصيلة المأساوية لتلك الأسابيع الثلاثة من القصف الكثيف (أكثر من 1300 قتيل و أكثر من 5000 جريح) صورة لعنف الجيش الإسرائيلي، الذي استعمل أسلحة مدمرة و ارتكب جرائم حرب عديدة. لم يكن هدف الهجوم، المعد منذ أمد بعيد، “وقف إطلاق الصواريخ” أو ” فرض احترام وقف إطلاق النار”. فصواريخ المقاومة أسقطت 20 ضحية في 10 سنوات فيما لم تحترم إسرائيل قط اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته مع حركة حماس في يونيو 2008، و واصلت حصارها لغزة واغتيال مناضلي المقاومة في فلسطين وفي الخارج. يحق للفلسطينيين /ات في هكذا شروط أن يدافعوا عن أنفسهم ويقاوموا الاحتلال، حتى بالسلاح.

الأهداف الإسرائيلية غير ذلك. المقصود مرة أخرى إفهام السكان الفلسطينيين وحركات المقاومة أن إسرائيل هي سيد اللعبة الوحيد: لن يكون ثمة “سلام” إلا بالشروط التي تحددها الدولة الصهيونية، أي إنكار الحقوق الوطنية للفلسطينيين، وكل من يحاول الاعتراض على هذا المنطق يعرض نفسه لقمع بلا حدود من جيش إسرائيل.

هذا ما تؤكد الأحداث الأخيرة: ليست الدولة الصهيونية على استعداد لتقبل الفلسطينيين سوى بتخليهم عن حقوقهم الوطنية وقبول العيش في الكانتونات المعزولة في فلسطين أو في مخيمات اللاجئين بالخارج. لا تقبل إسرائيل التفاوض سوى مع ممثلين فلسطينيين قابلين الخضوع لـ”سلام”لا يناقض الأهداف والمصالح الصهيونية.

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة اوباما، كما من قبل، كونها المساند الامبريالي الرئيس للدولة الصهيونية. كما تواصل بلدان الاتحاد الأوربي دعمها الصريح أو الضمني لإسرائيل. و بلدان الجامعة العربية، المنقسمة و الخاضع أغلبها للامبريالية، عاجزة عن تبني موقف مشترك، فيما تواصل مصر اضطلاعها بدور المتعاون مع إسرائيل ومع السلطات الامبريالية كما دل على ذلك نسفها للمسيرة من أجل حرية غزة و بناء جدار عار جديد في رفح.

لكن ردود الفعل المنددة بإسرائيل والمناصرة للشعب الفلسطيني كانت عديدة. و في ربوع العالم ضمت مظاهرات عديدة عشرات وحتى مئات ألوف الأشخاص. وقامت بعض الدول مثل فنزويلا و بوليفيا بطرد سفراء إسرائيل. و تكاثرت في كل مكان، حتى الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، الدعوات إلى مقاطعة إسرائيل و فرض عقوبات عليها.

تعيد الأممية الرابعة التذكير بدعمها اللامشروط لكل أشكال نضال الشعب الفلسطيني من أجل تلبية حقوقه: حق تقرير المصير دون تدخل خارجي، وحق عودة اللاجئين أو التعويض لمن يرغب في ذلك، وحقوق مساوية لفلسطينيي 1948. وعلاوة على ذلك نؤكد هنا الضرورة التي يمثلها، بالنسبة لتحرر الشعوب العربية، تفكيك دولة إسرائيل الصهيونية، المجسدة لمشروع استعماري وعنصري في خدمة الامبريالية، وهذا لصالح حل سياسي يتيح لكل شعوب فلسطين ( الشعبين الفلسطيني واليهودي الإسرائيلي) العيش معا في ظل تساوي تام في الحقوق.

إن الُملح، من أجل بلوغ هذا الهدف، هو توطيد حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني، حول خمس شعارات ُمجمعة و إجماعية، بما فيه داخل الحركة الوطنية الفلسطينية: السحب الشامل والفوري واللامشروط لجيش إسرائيل من الأراضي المحتلة منذ العام 1967 ومنها القدس، تفكيك مجموع المستوطنات المنشأة منذ العام 1967، تدمير جدار الفصل، تحرير السجناء السياسيين الإحدى عشر ألفا المعتقلين في إسرائيل، رفع فوري و بلا شروط للحصار على غزة بما هو خطوة أولى على طريق حل سياسي قائم على تساوي الحقوق.

كما يجدر الانتباه بوجه خاص إلى مطالب فلسطينيي 1948 الذين يطالبون بالمساواة التامة في الحقوق مع الإفادة الحرة من الماء والأرض. إن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة و نسبة الأصوات العالية التي حقق ليبرمان، المنادي بطرد فلسطينيي 1948، تلوح بخطر كبير على هؤلاء السكان يتعين على حركة التضامن أن ترد عليه. كما يجب مساندة الإسرائيليين/آت المناضلين ضد الاحتلال والحرب و السياسة الصهيونية بوجه عام.

أخيرا، نرى انه من الأساسي توسيع حملة المقاطعة- سحب الاستثمارات- العقوبات البادئة في العام 2005 من قبل أكثر من 170 منظمة غير حكومية و جمعية وأحزاب فلسطينية. إن شعار هذه الحملة يتيح تطوير حركة تضامن مع هدف التنديد بتواطؤ الحكومات والمجموعات الرأسمالية الكبرى. بإمكان النجاحات الحالية والآتية لهذه الحملة أن تسهم في إضعاف الدولة الصهيونية و خلق شروط تعزيز للمعسكر الفلسطيني و المعادي للامبريالية. يجب في هذا النضال أن نكافح في الآن ذاته كل الانحرافات العنصرية والمعادية للسامية و الكارهة للإسلام.

توصية مصادق عليها بالإجماع

شارك المقالة

اقرأ أيضا