إلى عمال البلديات وشركات النظافة: أخطار عمل الأزبال والوقاية منها 

 

الموت في العمل

 في ظروف عمل بالغة السوء، ومحفوفة بمخاطر متعددة متنوعة، وفي أوضاع اجتماعية مفجعة، يشتغل عمال النظافة. ولا غرابة أن يؤدي هذا إلى تساقطهم  موتى أثناء العمل. 

يوم 16 غشت الأخير توفي العامل مصطفى رزيق، المشتغل لدى شركة افريدا بعين الشق بالدار البيضاء وهو يزاول عمله. وقبل هذا بشهرين ونصف شهر(28 مايو 2019) مات  بحي النهضة بالمحاميد في مراكش عامل نظافة وهو يزاول العمل. 

 ويوم 14 يوليوز 2018، مات عامل نظافة (55 سنة) بالحي المحمدي بأكادير، بعد انزلاق  من الشاحنة ودهسها له وهي سائرة إلى خلف.

 ويوم 4 مارس 2018، مات عامل نظافة (47 سنة و 3 أبناء) داخل شاحنة عمل تابعة لشركة افريدا بعين الشق بالبيضاء. 

عامل ما يسمى بـ”الإنعاش” (من أبشع صور استغلال أجراء النظافة لدى البلديات) توفي بمدينة الداخلة فوق منقلة الأزبال (برويط) (فيديو بانترنت يوم 2 أبريل 2017). 

هذه مجرد أمثلة، لكنها معبرة عن واقع الحال. وبفعل الحالة الفتية للحركة النقابية، لا توجد معلومات مضبوطة دقيقة عن درجة تدهور ظروف الاشتغال في قطاع النظافة. لكن، مما لا شك فيه أن عمل جمع الأزبال ونقلها من أكثر القطاعات خطورة من ناحية أخطار العمل وأمراضه.

 في العمل يعاني شغيلة النظافة الأمرين، بسبب ظروف العمل القاسية بفعل إسناد عدد من المجالس الجماعية عمل النظافة لشركات خاصة لا يهمها إلا الربح السهل والسريع، وبسبب إبقاء قسم من العمال ضمن ما يسمى “الإنعاش الوطني” الفضيحة، أي وضع الهشاشة واللاستقرار الدائمين. 

 و من أجل طرق هذا الموضوع المهمل، نبدأ بتمكين العمال المعنيين بمعلومات أولية، من خلال ترجمة نص تثقيفي، ستليه نصوص أخرى نأمل ان تنتج عن تعاون مع عمال من القطاع ومهتمين بمخاطر الشغل. 

يرجى من كل مهتم/معني الاتصال بجريدة المناضل-ة [فايس، هاتف، بريد الكتروني]

*******************
مقال تثقيف نقابي: الوقاية من مخاطر جمع الأزبال وفرزها

إن المخاطر الناتجة عن أنشطة جمع الأزبال وفرزها متعددة. والحال أن كميات الأزبال التي يتعين معالجتها تتزايد باستمرار ؛ وبالتالي، تكبر أعداد العاملين بهذا القطاع، وكذلك الحوادث التي تصيبهم: مخاطر متعلقة بخطورة النفايات (البيولوجية والكيميائية)، وبالمركبات المستخدمة في الجمع والنقل (نقل و تفريغ ومخاطر الطريق)، وبطرائق الفرز المستعملة (عمليات يدوية ، تعرض للضجيج ، والغازات والغبار ، إلخ..)
ينبغي القيام بالوقاية وتكييفها مع الفروع المتخصصة تبعا لنوع النفايات (منزلية، وصناعية وطبية…) ولطبيعة العمل الذي يتعين القيام به (جمع وفرز …).
المخاطر الرئيسة في جمع الأزبال وفرزها
بعض المخاطر شائعة في جميع مهن تدبير النفايات، مع درجة خطورة متفاوتة حسب نوع العملية والنفايات. وفي هذا الصدد، تتمثل إحدى العناصر الأساسية للوقاية في توافر المعلومات الأكثر شمولا، بشأن طبيعة النفايات وتكوينها ودرجة خطورتها، لجميع الفاعلين المعنيين.
مخاطر بدنية: كدمات، التعرض للسقوط، و جروح، اضطرابات العضلات والعظام (TMS) المرتبطة بالنقل والتفريغ أو الحركات المتكررة والسريعة، والاهتزازات …
مخاطر بيولوجية: إصابات بالعدوى نتيجة جروح الجلد واللدغ بسبب التعرض للميكروبات، واستنشاق الغبار والعوامل الناقلة للعدوى أو المسببة للحساسية. (في القانون الفرنسي: جدول الأمراض المهنية 45 RG : الإصابات المهنية بفيروسات التهاب الكبد. أما في القانون المغربي: جدول رقم 11.3 : التعفنات المهنية المصدر الناتجة عن فيروسات الالتهاب الكبدي أ و ب و ج و د و هـ- جداول الأمراض المهنية، قرار وزير التشغيل في 21 يناير 2014 – الجريدة الرسمية عدد 6303 بتاريخ 27 أكتوبر 2014 [المترجم]).
مخاطر كيميائية: تلامس الجلد مع المنتجات المسببة للتآكل وتلك المهيجة والسامة و المسرطنة ، والعلاجات التي يمكن أن تنتج عن التعرض للغازات والغبار.
مخاطر أصوات آلات الفرز: اهتزاز المنصات ، والناقلات، و آلات الغربلة ، والضواغط ، المكابس، محركات إمداد سلسلة الفرز …

جلي أن النفايات المنزلية والمخلفات الصناعية العادية تتضمن مخاطر بيولوجية أو كيميائية أقل مقارنة بالتي تحتويها النفايات الصناعية الخاصة المتمثلة في النفايات المشعة ونفايات الرعاية الصحية و نفايات المختبرات والصناعات الكيميائية التي تحتوي على عناصر خطرة ويجب أن تخضع للتوجيه والتخلص منها بطريقة خاصة.
بالنسبة لعمال جمع القمامة ، فإن كدمات الأطراف السفلية والصدمات الناتجة عن الارتطام مع مركبة متحركة شائعة بشكل خاص، وكذلك السقوط أثناء صعود أو النزول من سيارات وعربات القمامة. ويؤدي التعامل المستمر مع الأحمال الثقيلة والضخمة (صناديق القمامة أو الأكياس البلاستيكية) إلى ضغوط جسمية شديدة .
في مراكز الفرز، الأحمال التي يتم رفعها أخف بكثير، لكن وتيرة العمل مرتفعة للغاية؛ وتمثل أعمال النقل والتفريغ اليدوية هذه مصادر لاضطرابات عضلية عظمية ( دوران الجسم …) و إنهاك بصري وذهني (مهام صعبة). ويُحدِث الفرز اليدوي اثنين من المخاطر الرئيسة: إصابات عضلية مرتبطة بالمعالجة اليدوية وإصابات بالعدوى نتيجة جروح و وخزات.
تدابير للوقاية من مخاطر جمع النفايات وفرزها
يجب أن تكون تدابير الوقاية متنوعة، ويجب تكييفها مع نوع العمل والنفايات، ومع تنظيم العمل (العمل وفق تدفق مشدود [تنسيق تام بين مختلف الفاعلين من أجل مردود عمل أمثل] ، والعمل بمبدأ “انتهاء – انصراف” …) أو الطرائق المستعملة.
في جميع الحالات، لا بد من تقييم المخاطر مسبقا في وثيقة السلامة الوحيدة(DUS) [وثيقة معمول بها في فرنسا، تتضمن جردا للمخاطر في مهنة ما وسبل الوقاية منها (المترجم)]، والتي يتم تحديثها سنويًا على الأقل وكذا عند أي قرار تدبير هام لتعديل شروط الصحة والسلامة أو ظروف العمل (تجهيزات جديدة أو طريقة جديدة أو تنظيم جديد).
إن تدبير النفايات والوقاية من المخاطر، تفرض واجبات على المدبر ، قد يؤدي عدم التزامه بها إلى عقوبات مدنية وجنائية جسيمة. وتقع عليه المسؤولية في حالة وقوع حوادث في العمل أو التلوث أو حتى خطر التلوث.
يجب على منتِج النفايات إنشاء وإتاحة معلومات عن تكوين النفايات ويجب عليه التحقق من:
الجمع: أن يقوم جامع القمامة بالتصريح بنوع النشاط الذي يزاوله لدى السلطات
المعالجة: أن تجري في المرافق المصنفة من أجل البيئة.
المتابعة: أن يتم تحديث سجل تتبع النفايات ويتم وضع سجل مراقبة. بالنسبة للنفايات المعتبرة خطرة ، يمثل هذا السجل إحدى العناصر التي يجب توفيرها وسوف يتتبع النفايات عبر مسار التخلص منها أو معالجتها.
الوقاية من مخاطر جمع النفايات
جمع النفايات ونقلها أنشطة تتطلب أنواع خاصة من التأهيل والتخصص، من أجل ضمان سلامة وجودة إيصال النفايات إلى وجهتها. يجب أن يُتاح للمهنيين تكوين وتأهيل، وتزويدهم بمعدات الحماية الفردية المناسبة. ويجب أن تكون الناقلات مؤهلة وموضوع صيانة. كما أن تنظيما متنبها لخطط جولات العمل يتيح الحد من المخاطر بشكل ملموس.
شاحنات جمع أزبال تؤمن سلامة المستخدمين: مرآة الخلفايات، إشارة الانطلاق ومنبه سير إلى الوراء صوتي، تشوير العربة ( المصباح الدوار، أضواء الخدمة،..)، مقابض ومدارج واقية من الانزلاق، واقيات لحماية المستخدمين من الأجهزة المتحركة ومن المقذوفات، تنظيف يومي، مراقبة التلوث والسلامة الميكانيكية (كوابح، سحاقات، أنظمة الرص)، التحقق من الاشتغال الجيد لآلية التوقف المستعجل، ولآلية إغلاق الباب الخلفي…
حاويات مستوفية معايير ملاءمة العمل لصحة العامل، يتم إفراغها وتنظيفها بانتظام: الاستعاضة عن أوعية القمامة وأكياس البلاستيك بحاويات ذات عجلات صغيرة وقابلة للإغلاق(أوعية فردية أو جماعية)، جمع الأزبال أكثر ما يمكن من مرات لتفادي تكاثر الجراثيم في الحاويات، والحفاظ على الحاويات في حالة جيدة، ووضعها على أرضية مستقرة لتسهيل نقلها.
وضع خطط لجولات العمل والسلوكات المستوفية شروط السلامة: إلغاء اللجوء إلى السير وراء بإعداد مناطق نصف استدارة عند الضرورة، استعمال مقبض رفع الحاوية جانب الرصيف (جمع النفايات على جانبي الرصيف يؤدي إلى عبور متكرر للطريق خطير)، عدم العمل بمبدأ “انتهاء مغادرة” أي مغادرة العمل عند انتهاء الجولة، ما يؤدي إلى أخطار بسبب ارتفاع وتيرة العمل والتسرع.
تجهيزات حماية فردية إجبارية، مستوفية للمعايير، للاستعمال طيلة وقت العمل: ملابس ملائمة لتنوع الفصول وللظروف المناخية، أحذية سلامة واقية من الانزلاق، قفازات، ملابس تشوير عالية الإثارة من صنف 2 أو 3 مطابقة لخصوصيات المعيار NF EN 471، نظارات.
مقرات مستوفية شروط حفظ الصحة: مستودعات ملابس متوفرة على مرافق صحية ودُش، وخزانات فردية مزدوجة لإيداع الملابس الشخصية من جهة ولباس العمل من جهة أخرى. ويجب، فضلا عن ذلك، أن يتوفر المستخدمون في الشاحنات على خزان ماء ومادة مطهرة، ومحفظة معدات الإنقاذ.
تكوين وإعلام: السلامة في الطرق العامة، ومعلومات حول أخطار العوامل البيولوجية و حفظ صحة الجسم والأيدي.
مراقبة طبية معززة للمستخدمين في جمع الأزبال، مع تلقيح ضد الدفتيريا والكزاز وشلل الأطفال DTPolio وضد التهاب الكبد أ و ب [ (لاسيما نفايات المستشفيات والمصحات) وداء البريمات leptospirose.

  • الوقاية من مخاطر فرز النفايات

–  ملاءمة العمل لصحة العامل وتنظيم العمل:  تستوجب عمليات الفرز على بساط متحرك والوضع في وعاء العديد من الحركات السريعة والمتكررة مع دوران الجسم والتنقل الجانبي الأفقي: لذا تمثل ملاءمة التجهيزات لصحة العامل عنصرا أساسيا للحد من عناء العمل (على سبيل المثال، تقريب نقطة المسك لتجنب وضعية الانحناء) واتقاء وقوع اضطرابات عضلية عظمية، وكذلك الملحقات مثل المقاعد “جلوس ـ وقوف ” والبساط المضاد للتعب. كما أن إدخال نظام تناوب للعمال يأخذ في الاعتبار اتجاه وصول النفايات على المركبة الناقلة يتيح تنويع الحركات والوضعيات.

–  تتيح التهوية الجيدة لأماكن العمل تجنب استنشاق الغبار والجراثيم وتجنب ظهور أمراض رئوية والتهاب الأنف والأذن والحنجرة والتهاب الرئة المزمن.

– الحد من أضرار الضجيج (الغربال، والناقلات …) من المصدر عبر الحد من الصوت، والعزل الحراري والصوتي لمقصورة الآليات عن باقي المركز، أغطية عازلة للصوت فوق القنوات، تزييت  وتشحيم منتظم للآلات…

– ارتداء معدات الوقاية الشخصية الملائمة لنوع التعرض والأنشطة: ملابس وأحذية  مناسبة وغسلها بانتظام (يجب أن يكون لباس العمل المستعمل مرة واحدة jetable متوفرة لتنفيذ الأعمال القذرة أو أعمال الصيانة والتنظيف، أو في حالة التلطخ العرضي) ، تتيح قفازات المقاومة الكيميائية، والمقاومة للجروح، حماية كل من الساعدين واليدين، و إذا لزم الأمر نظارات واقية، ومعدات حماية السمع وقناع التنفس.

–  نظافة أماكن العمل : تنظيف الأرضيات والمعدات المتسخة بانتظام، وخاصة  من الداخل، و تنظيم مكافحة للجرذان فعالة، وإتاحة نافورة غسل العين، والاستحمام بعد العمل.

– التكوين يتعلق بالمخاطر العرضية والمعدية ، والتعامل ، وارتداء لوازم الوقاية الشخصية.

 المصدر: 

http://www.officiel-prevention.com/environnement-pollution/gestion-des-dechets-stockage-enlevement-traitement/detail_dossier_CHSCT.php?rub=40&ssrub=84&dossid=232

 الترجمة: جريدة المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا