أفراد من حراس آبار المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب بكلميم ضحايا هجوم وحشي، في حاجة لتضامن واسع.

نظم حراس الآبار، بعد أن أغلقت في وجوههم كل الأبواب للحوار حول ملفهم المطلبي وتحقيق ما جاء فيه من نقط، اعتصاما منذ 6 أبريل من العام 2015 ،أمام مقر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، غايته حل المشاكل المتعلقة بقضيتهم العادلة وحقوقهم المهضومة. للدولة الرأسمالية سياسات تفرضها بالقوة على العمال و الأجراء، فهي لا تريد سماع أصوات ضحاياها، سياسات تنتج مصائب اجتماعية كبيرة للطبقة العاملة. سياسات تزكيها الأحزاب البورجوازية وتسهر على تنفيذها حكومات الواجهة على أحسن وجه.

رغم أن تصدي الكادحين ووقوفهم في وجه برامج وسياسات التقشف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يعاني الضعف، فالدولة وأرباب الشركات والمقاولات تعتدي على العمال كلما سنحت الفرصة وبكل ما أوتيت من قوة. لا يكون هذا الاعتداء فقط بقوانين سالبة للحرية النقابية وبتجريم النضال بل بتأخير الأجور والمستحقات ومظالم أخرى كثيرة جدا…، بل يصل أحيانا كثيرة مستوى الضرب والجرح والقمع الكاسح المباشر وتلفيق التهم للعمال ومناصريهم . الاعتداء بالضرب بالهراوات هو ما حصل لعاملين من عمال حراس الآبار المعتصمين.

2

حدث الاعتداء الجسدي واللفظي صباح يوم الاثنين 13 ابريل 2015 بإحدى أكبر محطات إنتاج الماء التابعة للمكتب الوطني للماء، حيث قام رئيس إحدى مصالح المكتب الوطني رفقة أربعة مستخدمين بتعنيف العاملين ما اضطر نقلهم للمستشفى الجهوي بكلميم بواسطة سيارة إسعاف تسلموا بعد معاينة الطبيب لهم شهادتين طبيتين حددتا مدة العجز في 20 يوما لكل منهما. مساء نفس اليوم تلقى العاملين مكالمات هاتفية من عناصر للدرك الملكي تطلب حضورهما من أجل الاستماع لهما.

رفض العاملين الانصياع للأمر الذي يبدو أنه غير قانوني، لعدم وجود استدعاء مكتوب، خصوصا أنهما قاما بإيداع شكاية لكل منهما بما تعرضا له لدى وكيل الملك. محطة التوزيع التي شهدت هذا النوع من التعامل مع البشر من طرف الشركات ورؤساء صفاقتها ، توجد ما بين واد صياد والسوق الأسبوعي امحريش على طريق طانطان، خلف تل صغير، وتبعد عن المدينة قرابة 3 كلمترات، وهذا ما شجع هؤلاء لتنفيذ الهجوم على الحراس في مكان معزول.

بعد استنزاف المياه الجوفية واحتكار الطاقة الحيوية للحياة وبيعها للناس بأسعار اكبر من طاقتهم، وتكديس صناديقها بأموال الربط بقنوات الصرف الصحي وفواتيرها، ثم تطبيق سياسة الأداء على رأس كل شهر، لواجبات استهلاك الماء، بعد أن تعّود الكادحون المفقرون على تأديتها كل ثلاثة أشهر. تتغطرس هذه المؤسسة التي تطلق على نفسها “وطنية ” وتضرب حراس الآبار بالهراوات وترسلهم إلى المستشفى وتتسبب لهم في عجز قرابة شهر، هذا هو العار الكبير.

هؤلاء الرأسماليون الذين سيطروا على البلد ونهبوها وسرقوا أموال الشعب يهجمون على من سهر الليالي في البرد والشتاء والحر ويشرفون على حراسة الآبار ومحطات التوزيع. بعد أن فشلت سياستهم في فك اعتصامهم المنظم بشكل ديمقراطي أمام مقر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب الجهوي.

لقد حاولت الإدارة فك الاعتصام من خلال مناورات خارج الضوابط القانونية التي تحكم بين الجهة المسؤولة والمشغلة والعاملين معها ، لكنها فشلت أيضا في أساليبها الحقيرة التي استصغرت شأن ومستوى المناضلين النقابيين المشرفين على إنجاح الاعتصام حتى تحقيق الملف المطلبي حيث لازال المعتصم قائما.

تضامننا الكامل مع اعتصام حراس الآبار ، وتنديدنا بالهجمة الوحشية على رفاقهم.

متضامن 14 ابريل 2015 كلميم

شارك المقالة

اقرأ أيضا