إسرائيل: غطرسة قوة استعمارية

بلا حدود19 فبراير، 2016

بقلم، جوليان سلانج

الجمعة 12 فبراير 2016

أين ستتوقف دولة إسرائيل؟ وقبل كل شيء، من الذي يجرؤ على وقفها؟ يحق لنا طرح السؤال مجددا في ضوء أخبار الأسابيع الأخيرة حيت صعدت إسرائيل خلالها الفظائع ضد الفلسطينيين والتصريحات المتعجرفة، على وجه الخصوص، ضد الأمم المتحدة.

المعلومات لم تعد تحتل “واجهة” الصحف، ولكن لا تزال الانتفاضة الصامتة للشباب الفلسطيني مستمرة.

160 قتيلا مند أكتوبر

تجري المظاهرات والهجمات ضد الجيش والمستوطنين بشكل شبه يومي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقمع الإسرائيلي متواصل بلا هوادة، مع اعتقال المئات، والآلاف من الجرحى والقتلى 160 فلسطينيا، منذ أكتوبر – مقابل 25 إسرائيليا. يعبر التحريض والقمع عن استحالة استقرار وضع استعماري، وعن رفض قبول ما لا يمكن قبوله خصوصا من قبل قطاعات معينة من الشباب الفلسطيني. طبعا نحن بعيدون كل البعد عن “انتفاضة” جديدة لأنه يعوقها الهيكلة الضعيفة والتشاؤم المفهوم لسكان الأراضي المحتلة، ولكن النظام الاستعماري مرفوض.

“الأمم المتحدة تشجع الإرهاب”

لدرجة أنه حتى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي لا يمكن  اتهامه بتاتا بالراديكالية، ربط يوم 26 يناير بين “الهجمات” الفلسطينية والسياسة الإسرائيلية خلال خطاب يدين الاستعمار: “وكما أثبتت الشعوب المظلومة عبر القرون، فمن الطبيعة البشرية الرد على الاحتلال، الذي هو غالبا بمثابة حاضنة قوية للكراهية والتطرف”. غضب نتنياهو، مع إحساسه الفطري بالفارق الدقيق واتهم بان كي مون ب” تشجيع الإرهاب “. مناقشات ساخنة تلت في أوائل يناير إعلان استقالة مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، الذي رفضت إسرائيل، منذ توليه منصبه في يونيو 2014، دخوله… الأراضي الفلسطينية.

استعمار وتدمير

كما تم مؤخرا إذلال الاتحاد الأوروبي من قبل إسرائيل، التي دمرت في بداية شهر فبراير البنية التحتية الفلسطينية الممولة من الصناديق الأوروبية. وردا على الاحتجاجات، أظهر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة أيضا نفاذ بصيرة، متهما أوروبا ب”إنفاق مئات الملايين من الدولارات على خطة بناء غير قانوني”. أن تأتي هذه التصريحات من ممثل دولة تتوقع، وفقا لمنظمة غير حكومية السلام الآن، بناء 55000 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، فشجب “المباني غير الشرعية” قد تجعلك تبتسم لو لم يكن ذلك فعلا صدى لسياسة منهجية لترحيل السكان الفلسطينيين والمآسي اليومية على أرض الواقع.

إلى متى ؟

في الحقيقة، ليست الغطرسة الإسرائيلية مثيرة للدهشة. في الواقع، وراء التصريحات المشينة وعدد قليل من التدابير الرمزية، نحن اليوم بعيدون كل البعد عن أي عقوبات ضد دولة إسرائيل، التي لا يوجد لديها سبب للتخلي عن استعمارها، والتدمير والقمع والاستفزاز. في مثل هذه الحالة، يعد تطوير حملة BDS الدولية ضد دولة إسرائيل أفضل رد على نفاق وجبن المؤسسات الدولية والدول الكبرى، التي يبدو “خطابها المزدوج” حقيرا بشكل متزايد. وتجريم هذه الحملة في فرنسا، من طرف مانويل فالس نفسه، وقح ومقزز ومثير للسخط.

عن موقع الحزب الجديد المناهض للرأسمالية، فرنسا

https://npa2009.org/actualite/international/israel-larrogance-dune-puissance-coloniale-0

تعريب المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا