التثقيف الذاتي: كروبسكايا

كتب ماركسية3 يوليو، 2015

كراسة التثقيف الذاتي، التي يضعها موقع جريدة المناضل-ة الإلكتروني بين أيدي رواده، كتبته كروبسكايا سنة 1922، وتعتبر الكاتبة “… أن الكتاب هو الأداة الأساسية في إثقان أي موضوع، وأنه يلعب دورا استثنائيا في الحياة المعاصرة وفي الثقافة المعاصرة… فالثقافة البشرية وراثية، وتمثل تراكم الخبر والمعرفة والاختراعات، ولو لم تكن كذلك، ولو كان على جيل أن يبدأ من خدش الحجر لما تقدم الإنسان في حالته البدائية. والخبرة والمعرفة تنتقلان من جيل إلى جيل بواسطة الكتب. فالكتاب بالذات هو الذي يبلور رأسمال المعرفة الذي ينتقل من جيل لآخر…”.

وهي تضع ضمن هذه الكراسة خطة للاستفادة مما نقرأ وتعزز ذلك بعدة أمثلة من حياة مفكرين كبار، وكيف ساهم تنظيم وقتهم… في بلوغ أهدافهم.

أدناه، مقتطف من مطلع الكراسة، على رأسه محتوياتها، قراءة ممتعة، وإفادة عظيمة للجميع، بخاصة الجيل الحالي من المناضلين والمناضلات، الموجودين تحت الإكراه الجبار لوسائط الاتصال المتطورة، ولعالم الانترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي، والصحافة الالكترونية…

للتحميل، رجاء أنقر/ي على الرابط التالي:      نسخة للاطلاع الالكتروني

كروبسكايا للطباعة

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كروبسكايا

التثقيف الذاتي

 

 

الفهرس

  • تنظيم التثقيف الذاتي

 

-اختيار مادة الدراسة

 

-كيف ندرس المواد الضرورية

 

-اقتصدوا الوقت والطاقة

 

  • ارشادات عامة لمن يريد أن يدرس دراسة عامة

 

  • حول التثقيف الذاتي
  • تنظيم التثقيف الذاتي

 

 

قدمت ثورة تشرين الأول/أكتوبر الاشتراكية للكادحين –العمال والفلاحين- فرصا واسعة جدا كيما يعيدوا بناء حياتهم. فقد شعر العامل أنه سيد مشروعه، واستلم الفلاح الأرض، فأصبح حلمه اللذيذ بذلك واقعا ملموسا، وقد أدى كل ذلك إلى بعث النشاط فيهم وإثارة حماسهم.

ولكنهم سرعان ما أدركوا أنهم عقيمون بسبب افتقارهم إلى أبسط مبادئ المعرفة. وقد أنهت الحرب حالة الانعزال التي كان يعاني منها الريف واطلعت الفلاح على أسلوب حياة الناس. فرأى الفلاح منجزات العلم، وعلم أن العلم جعل بمستطاع الانسان أن يجدد خصوبة التربة وأن يستدر منها طاقاتها وثرواتها. وكان العامل قد عرف كل ذلك من قبل.

والثورة إذ جعلت الجماهير الكادحة سادة مصيرهم أيقظت فيهم رغبة تطبيق العلوم لأغراضهم الخاصة.

وقد كشفت هذه الرغبة للعامل والفلاح أكثر من ذي قبل افتقارهم إلى المعرفة وحاجتهم إلى اكتسابها.

 

إن الحكومة السوفياتية تعطف كل العطف على رغبتهم في الدراسة وتؤيدها. وقد كان التعليم خارج المدارس في ظل القيصرية منظما تنظيما بائسا رديئا. بيد أن الحكومة السوفياتية تعير العمل بين الراشدين اهتماما خاصا ولا تبخل في بذل المبالغ الطائلة في هذا السبيل.

إن النضال ضد الأمية يسير على قدم وساق. فقد أنشأنا حوالي 80000 قاعة مطالعة في الريف وحوالي 30000 مكتبة وشبكة واسعة من المدارس الحزبية السوفياتية والنوادي… الخ. وقد استنفدنا من الصحافة إلى أقصى حد، كما استخدمنا التسهيلات الثقافية لغرض التحريك، وقد قمنا بحملات تحريكية ونظمنا دورات دراسية متنوعة.

ومنذ إقامة السلطة السوفياتية قبل خمس سنوات بذلت معاهد التعليم السياسي جهودا جبارة في سبيل بذر بذور المعرفة بين السكان.

 

والجيش الأحمر بدوره مركز كبير آخر من مراكز الثقافة. فالسنتان اللتان يقضيهما كافة الشباب في الخدمة العسكرية في الجيش الأحمر لا تضيع هباء ففي الجيش الأحمر مدارس للجنود من مختلف المستويات التعليمية إضافة إلى المكتبات والنوادي (في الجيش الأحمر الآن (1) ما يزيد على 1200 نادي و6200 حلقة من الحلقات السياسية والتعليمية والزراعية وغيرها، تضم بمجموعها ما يزيد على 130000 عضو).

ولم يكن عمل النقابات في مضمار التعليم أقل أهمية من ذلك وكذلك المنظمات النسائية (2) وعصبة الشباب.

وقد نظمت تشريعات قبول الطلاب والاعانات بحيث تجعل بمستطاع أوسع ما يمكن من جماهير العمال والفلاحين الالتحاق بمعاهد الدراسة العالية. وقد أجريت التسهيلات اللازمة لقبول كافة أبناء العمال والفلاحين في المدارس الثانوية. وقد أنشئت مدارس خاصة  -مدارس إعداد العمال- لإعداد العمال والفلاحين للجماعات ومعاهد التعليم العالي الأخرى.

بيد أن هذا كله لا يشبع نهم الشعب العامل للتعليم. فسيلعب التثقيف الذاتي في روسية دورا ذا أهمية استثنائية ولأمد طويل.

غير أن التثقيف الذاتي لا يمكن أن يعطي ثمارا طيبة إلا إذا علم المرء ماذا يقرأ وكيف يقرأ وكيف ينظم دراسته على أحسن وجه.

 

إنهم لن يعرفوا كيف يسيرون في دراساتهم وماذا يقرأون وكيف يقرأون،/ بل انهم يفتقرون إلى العادات الأولية التي لا غنى عنها عند دراسة الكتب. وغالبا ما لا يرضى رجل، وهو ما زال حديث عهد بالقراءة والكتابة بقراءة أقل من كتاب ماركس (رأس المال) ليحصل على نتيجة واحدة فقط، وهي أنه لا يفهمه.

 

أما الناس الأقل عزما وذوو القلوب الخائرة فإنهم يعتبرون الدراسة أمرا صعبا وعسيرا ولذلك يسقطونها من حسابهم. والدراسة ليست صعبة إلا بسبب أن المرء يريد قراءة ماركس دجون أن تكون له المهارة والمعرفة اللازمتان لاستيعاب الموضوع، أي لأن المرء لا يخرج لصيد الدببة أعزلا كما يقال.

 

والناس الأكثر عزما والمثابرون ينجزون ما يريدون ولكنهم أثناء ذلك يبذلون جهودهم بذلا لا ثمرة فيه وكثيرا ما يرهقون أنفسهم بذلك.

 

كثيرا ما يجري الحديث في بلادنا عن الدعاية لتنظيم العمل والانتاج. أما ما تتضمنه هذه الأحاديث فهو بالدرجة الرئيسية تنظيم الانتاج.

 

لقد حلل فردريك تيلر وغيره من المهندسين والأخصائيين مسألة تنظيم العمل البدني تحليلا مفصلا ضافيا. بل توجد كتب عديدة جدا في موضوع تنظيم المعمل وتوزيع الأدوات وتقسيم العمل وإصدار التعليمات وتقدير العمل الناتج. ولا تناقش هذه المسائل إلا لغرض تجنب تبذير الوقت والطاقة.

 

إن خيرة العمال من وجهة نظر كفاءة تنظيم العمل هم العمال الذين ينجزون عملهم انجازا مرضيا وسريعا ويبذل أقل ما يمكن من الزمن والطاقة.

ولكننا إذ نؤكد في حالة العمل البدني دائما على الأهمية الكبيرة لتنظيم العمل تنظيما مناسبا صحيحا، فإننا نتجاهل هذه الحقيقة الجلية الواضحة في مضمار العمل العقلي رغم أنها ذات أهمية بالغة للطلاب ولأولئك الذين يجدون أنفسهم مضطرين على رفع مستوى معرفتهم عن طريق التثقيف الذاتي.

شارك المقالة

اقرأ أيضا