الدولة الاسبانية: بلاغ مناهضي-ات الرأسمالية بصدد انتخابات 26 يونيو 2016

بلا حدود14 يونيو، 2016

تنتظرنا أسابيع بالغة الأهمية، في هذه الحملة الانتخابية يتم التعبير عن تناقضات عديدة و مشاريع مختلفة، و يختزل النضال السياسي الجاري هذه الاسابيع معارك سنين و صراعات اجتماعية طالت مدتها. إنها ليست مجرد انتخابات وحسب.
تتجلى أهمية هذه المعركة الانتخابية من خلال اغتياظ الناطقين باسم النخب الاقتصادية و السياسية. و أبرز تجل لذلك هو هجمات الفزع التي نشهدها كل يوم في تلك المؤسسات الاعلامية الكبرى : المواطنون سيسيئون التصويت ! الراديكالية !
انها انتخابات تاريخية ،إذ يمكن ، لأول مرة و منذ سنين عديدة ، أن تفوز بالانتخابات قوة ممثلة لأجنحة التغيير ولصالح من هم في الأسفل. إن تحالف “متحدين نستطيع” يعبر بشكل مركب عن سأم و نقم شعبيين، و عن فكرة أنه لم يعد بوسعنا الاستمرار على ما هو عليه الحال، و ينم في الآن ذاته عن الوعي بأن الاقتصاد لا يمكن ان يظل مدرا الأرباح على الأقلية و الاستغلال على الأغلبية. و أن الديموقراطية ليست هي التصويت فقط، بل هي أيضا حقنا في بناء حياة بحدود دنيا من الضمانات.
هاته المطالب شرعية و عقلانية، لكنها لن تتحقق دون نضال، و لن يجود بها علينا أحد. علينا انتزاعها بانتصارات انتخابية و تعبئات اجتماعية و تنظيم ذاتي شعبي مستقل .ضد الفاسدين و البنكيين و ضد بنيات الاتحاد الأوربي الموجهة من طرف رعاة سياسات التقشف .الذين جعلونا طيلة عقود ضحايا استغباء بادعاءاتهم بأن لا تغيير للأمور و لا بديل ولا حل إلا باستنزاف الناس العاملين.
معركتنا سياسية و اقتصادية و ثقافية طويلة الأمد، لكننا أيضا لا نهملها على المدى القصير: فالفوز بالانتخابات من المفترض ان يكون أول ممر أساسي لبدأ أجرأة تلك المطالب . فالحزب الشعبي و حزب العمال الاشتراكي الاسباني ومواطنون يشكلون جميعا جبهة سياسية ،ليست بالضرورة أحادية، غرضها ابقاء دار لقمان على حالها ،وضمان استمرار سياسات التقشف في الاجهاز على الحقوق و تعميق المنعطف التسلطي الذي سيحيل الديموقراطية إلى مجرد مسألة شكلية،. إن إنزال هزيمة بهذه الجبهة بمثابة نصر لأجنحتنا، كما أن نصرنا سيعد فرصة لبداية تفعيل أحلامنا.
من منبر مناهضي-ات الرأسمالية نوجه نداء للمشاركة بكثافة في الحملة،صوتا بصوت و حركة بحركة و شارعا بشارع ومن منشأة إلى منشأة و جار لجار،قوتنا تكمن في وصولنا إلى كل النقاط التي لن تتمكن آليات الأحزاب من الوصول إليها ،و في ألا نكون جسما غريبا على ما هو يومي،و أن نصبح جزءا من الناس العاملين-ات.إنها لحظة التعبئة الشعبية الكبرى لالحاق هزيمة بأحزاب النخب و للإعداد للتحديات التي ستلي النصر.
لذلك كله، نقول أنها لحظة التصويت لـ “متحدين-ات نستطيع” (تحالف بين بوديموس و اليسار الموحد) ،و لحظة انتظامنا في كل المجالات الممكنة . إنها لحظة الفوز بالانتخابات و البدء في تغيير كل شيء.

مناهضي-ات الرأسمالية، إسبانيا في 08 يونيو 2016
التعريب من الاسبانية القشتالية ، جريدة المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا