جرادة تقمع، حي على النصرة والتضامن

مستجد نضالي14 مارس، 2018

اليوم 14 مارس 2018، تدخل قمعي شرس بجرادة. انطلق احتجاج اليوم باعتصام مجموعة من العمال داخل ساندريات الفحم الحجري، وتم اللجوء الى هذا الشكل الاحتجاجي ردا على بلاغ وزارة الداخلية بمنع الاحتجاج وتهديدها باستخدام القوة ضد المحتجين.
تجمهر الناس قرب الساندريات وحاصرهم القمع لمدة قبل أن يتقرر التدخل بعنف لثني أزيد من 50 عاملا عن الاعتصام بالآبار، ويجهل لحد الآن ما حل بمعتصمين ولجوا الآبار دون الاستعانة بالحبال، وتتردد أخبار غير مؤكدة أن سعار القمع هو ما دفع المعنيين إلى الأعماق وأنهم لم ينزلوا بمحض إرادتهم.
تتضارب الأخبار القادمة من جرادة، لكن مأساة حقيقية جارية هناك، إذ تروج أخبار عن رفس سيارة شرطة لأحد المحتجين وحالته مجهولة حتى الآن.
حضور قمعي كثيف وبمختلف أشكاله، والمواجهات أحيانا بين قوات القمع والمحتجين، وتظهر صور ومقاطع فيديو عناصر قمعية ترشق الجماهير المحتجة بالحجارة والغازات المسيلة للدموع، وسيارات شرطة تتجه بسرعة جنونية صوب تجمعات المحتجين والمحتجات.
إنه جواب الدولة على مطلب السكان الأساسي ببديل اقتصادي للمدينة وجوارها.
البرنامج النضالي للسكان متواصل، وقد أجج احتجاجهم بلاغ وزارة الداخلية الذي يهددهم بالقمع، واعتقال مناضلين بالحركة الاحتجاجية الجارية مند أزيد من 75 يوما. وجدير بالذكر أن المحكمة بوجدة رفضت تسريح المعتقلين ومتابعتهم في حالة سراح، وأحيل المعتقلون على السجن في انتظار الجلسة المقبلة يوم 19 مارس الجاري.
ويتابع المعتقلون بتهم “إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم والمشاركة في ارتكاب العنف في حقهم، والعصيان ومقاومة أشغال أمرت بها السلطة العامة والاعتراض عليها بواسطة التجمهر والتهديد، والمشاركة في ذلك، ومحاولة تهريب شخص مبحوث عنه من البحث ومساعدته على الاختفاء والهروب، وإزالة أشياء من مكانها قبل القيام بالعمليات الواجبة للبحث القضائي قصد عرقلة سير العدالة والمساهمة في ذلك، والسياقة تحت تأثير الكحول وانعدام الاستعداد المستمر للقيام بالمناورات الواجبة على السائق لتفادي وقوع الحادثة، وعدم ضبط السرعة والفرار عقب ارتكاب الحادثة، وتغيير حالة مكان الحادثة من أجل التملص من المسؤولية الجنائية والمدنية، وإلحاق أضرار بالمغروسات المقامة على الطريق، وإزالة أشياء من مكانها قبل القيام بالمعاينات الأولية للبحث القضائي قصد عرقلة سير العدالة”.
باختصار، تعيد الدولة تنفيذ ما أقدمت عليه بالريف في مدينة جرادة: إقرار بشرعية المطالب، ووفود وزارية، وبلاغات استجابة للمطالب، وبيانات هيئات حزبية ونقابية وجمعوية تشيد بتعامل الدولة، تم القمع والاعتقالات والمحاكمات…
ينهض الشعب الكادح للنضال من أجل مطالب اقتصادية واجتماعية ويجد نفسه وحيدا في مواجهة جبروت دولة مستبدة ترفض أي قطع مع السياسات النيوليبرالية القاسية التي أتت على الأخضر واليابس من مكاسب وحقوق شعب مطحون ومسلوب الحريات.
إنه من مسؤولية، بل مبرر وجود، اليسار المناضل الحقيقي نصرة نضال كادحي الشعب والتضامن مع احتجاجهم، ويبقى ملقا على عاتقه النهوض بهذه المسؤولية بالمبادرة إلى أشكال تضامن أينما توفرت الامكانية باستعجال، والسعي لخلق إمكانات التضامن بكل مكان على رقعة البلد شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا.

المكافح

شارك المقالة

اقرأ أيضا