لنضبط أنفسنا… ولنعد العدة لملحمة 20 يوليوز

سياسة28 يونيو، 2017

أظهر النظام يوم عيد الفطر أنه مستعد لارتكاب أفظع المجازر قصد وقف قطار النضال المنطلق والذي يأبى التوقف منذ ثمانية أشهر خلت.

لم يجد نظام القمع المستبد نفسه في مواجهة حزب أو تنظيم أو حركة فئوية يسهل التعامل معها بقمع محدود أو بأشكال الجرجرة بواسطة حوارات، بل أمام حركة شعبية حقيقية واسعة تمد جذورها داخل حاضنة اجتماعية خلقتها أكثر من 60 سنة من القمع والحكرة والتهميش.

أصيب نظام الحكم في الصميم حينما وجد نفسه عاريا أمام احتجاجات كادحي الريف، لا حزب يقيه حر الغضب الشعبي، وأصيب في “هيبته” حينما رفض المعتقلون وعائلاتهم طلب العفو، كما لو كان الأمر يتعلق بمجرمي حق عام ينتظرون “الالتفاتة المولوية الكريمة”.

تكسرت كل خطط النظام، على صخرة نضال الكادحين، لذلك تدخل بذاك الشكل العنيف، لتكسير جماجم المتظاهرين الذين خرجوا يوم العيد معلنين أنهم لن يحتفلوا إلا احتجاجا ومطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والاستجابة لمطالبهم.

حدة القمع موجهة لاستثارة رد فعل عنيف من قبل المتظاهرين، واستعماله ذريعة لقمع أشد وأهوج. وقد تمكن كادحو الحسيمة لحدود الآن من إفشال هذه الخطة، بالتركيز على شعار السلمية والمحافظة على سلامة “المرافق العامة والخاصة”، ومشاهد إنقاذ رجال القمع من قبضة الغاضبين.

أبدع كادحو الريف أشكالا لتفادي الدخول في مواجهات لا طائل من ورائها مع عناصر قوات القمع، التي تسعى جاهدة لاستفزازهم من خلال الهجوم على المنازل، المصحوب بعبارات السب والشتم اللاذعين. ومن خلال اتخاذ أساليب مثل الطنطنة بالأواني، واللجوء إلى أسلوب التحاور مع الحواجز القمعية على الطرقات… الخ.

على كادحي الريف أن يستمروا في نفس الأسلوب، فهو الذي سيفند حملات التشويه التي تنظمها وسائل إعلام الدولة، وسيظهر للعالم أجمع، أن الذي يلجأ للعنف ليس هم المتظاهرون، بل النظام نفسه.

علينا الاستمرار في أشكال الاحتجاج التي سنتفادى من خلالها المواجهة المباشرة مع قوات القمع، فقوتنا ليست في قدرتنا على القتال والقذف بالحجارة، بل قوتنا تكمن في حشد الآلاف وتنظيمها وزرع الإصرار على النضال في صدورها.

قوة الجماهير ليست في مجرد قدرتها على القتال، بل في استعدادها للموت عارية الصدر من أجل حقوقها ومطالبها، هكذا ستصل الرسالة إلى أولائك الذين يحملون هراوات القمع ويصدقون أنهم يحمون أمن الوطن.

وأساليب مثل طنطنة الطناجر وإشعال الشموع ليلا ورفع الشعارات من فوق سطوح المنازل، وإخلاء الشوارع لتجول فيها قوات القمع لوحدها، أسلوب فعال، ليس فقط لتفادي القمع والاعتقالات، ولكن أيضا لإنهاك جهاز القمع وحرق أعصابه.

ليس هذا هجرا نهائيا للشوارع وإخلائها من الاحتجاج، بل استعدادا لعودة أقوى إليها. فلنرص صفوفنا، ولننتظر قدوم قواتنا الاحتياطية، من مهاجرينا المناضلين بالخارج، وطلبتنا في الجامعات…

لنفتح النقاش بيننا، ولنعمق أكثر ملفنا المطلبي، ونحفز التضامن والنضال خارج منطقة الريف ليعم كل ربوع البلد، حيث الكادحون مستاؤون هم أيضا، وينتظرون فقط فرصة الانفجار.

أمامنا محطة 20 يوليوز القادمة، ليس فقط لنحتفل بذكرى انتصارنا على الاستعمار الاسباني، ولكن أيضا لنجعلها نقطة بداية لانتصارنا على وريث نظام الحماية الاستعماري… لنتعبأ أكثر… لنوحد صفوفنا وننتظم.

بوحدتنا وصمودنا نستطيع أن نهزم دولة القمع.

حسيمي

شارك المقالة

اقرأ أيضا