من أجل تصويب البوصلة النقابية، من أجل نقابة كفاحية طبقية في طليعة نضال الشغيلة

كان مطلع مارس 2019 حافلا بالمستجدات النقابة والنضالات.. نضالات  تنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد وعديد من التنسيقيات الأخرى التي يزخر بها القطاع… لكن الملاحظ والمثير للسخط هو سير القيادة النقابية على اختلاف خطها السياسي في مؤخرة النضالات مختبئة وراء فئات تعليمية…. هكذا أصبحت النقابة أشلاء من الفئات وأصبحت القيادات النقابية عاجزة عن تجسيد تطلعات الشغيلة، في الوحدة والنضال الجماعي بحكم سيادة خط سياسي- نقابي قائم على التعاون الطبقي، أي خط مواكب لسياسة البورجوازية الظالمة. أسطع مثال على ذلك تحول الختم النقابي إلى أداة للتأشير على تجزئة الجسم النقابي داخل كل نقابة.

لقد وصل الأمر إلى حالة من التيه النقابي فكيف لخمس نقابات تضع ختمها على دعوات لإضرابات لفئات لمدد مختلفة وفئات مختلفة خلال نفس الأسبوع وهذه البيانات تستثني فئات أخرى وكأن المستثنين منها  ينعمون بامتيازات لا حد لها وكأن المؤمنين بالعمل النقابي الوحدوي و بوحدة الشغيلة  يجب عليهم أن ينضوو تحت فئة ما قسرا لكي يناضلوا … إن تعدد الفئات والأنظمة المسيرة للقطاع الهدف منه هو تقسيم الشغيلة وخلق التمايزات من أجل تسهيل سيادة البورجوازية كطبقة فاسدة ونهابة .

إن كل عاقل ومنتسب للنضال العمالي لابد له من أن يتساءل عن جدوى النقابة في هذه الحالة ؟ كيف لنقابة تقدمية وتنتسب للنضال العمالي أن تكون جديرة بهذا الاسم وهي لا توحد حتى صفوف أعضائها ؟ و لا تحثهم على التضامن فيما بينهم؟  وكيف تقبل بهذا التشتيت؟

تبدو المأساة ، التي تدمي كل قلب نقابي يتطلع لوحدة الشغيلة ضد أعدائها، عندما تدعو خمس نقابات لإضراب فئة من الشغيلة مدته ثلاثة أيام واعتصام بالرباط وفئات ثانية إلى إضراب مدته أربعة أيام ومسيرة بالرباط، ونقابة المبرزين المنتمية لنقابة موقعة على البيانات السابقة إلى إضراب من يوم واحد ومسيرة بالرباط، بدل أن تضم قوتها الضاربة، لكونها تضم أعضاء يدرسون صفوة التلاميذ، إلى باقي الأجراء كأبسط واجبات التضامن بين أقسام الشغيلة التعليمية.

فعن أي وحدة نقابية بين باقي القطاعات وبين أجراء الوظيفة العمومية والقطاع الرأسمالي نتحدث؟ إذا كانت النقابة عاجزة عن توحيد أعضائها وعضواتها في نواة صلبة متضامنة، حول ملف مطلبي موحد قادر على تجسيد تطلعات الشغيلة.

فهل تكون صفعة الواقع النقابي التي تلامس خد كل نقابي عمالي جدير بهذا الاسم، فاتحة عهد جديد في قطاع التعليم، تقطع فيه النقابات التي تقرن اسمها بالديمقراطية والتقدمية مع واقع التشرذم والفئوية نحو منظور طبقي للصراع مع الرأسمال وتكون فيه المطالب النقابية بأفق تحرري من الاستغلال وبعد تضامني مع باقي الشغيلة.

على كل نقابي مفتخر بانتمائه الطبقي للشغيلة أكان في النقابة أو في تنسيقية من فرض عليه التعاقد أن يعمل قولا وفعلا على توحيد جهود الشغيلة بمجملها في قوة ضاربة، بروح التضامن بين الأجيال والفئات وبين الرجال و النساء و من أجل مدرسة في خدمة الشعب العامل بدل خدمتها البورجوازية النهابة والقامعة للشعب.

إن درب النضال طويل وحده النضال الجماعي والنقاش الرفاقي ووضع مصالح الشغيلة في مجملها في طليعة الاهتمام يمكنه أن ينقذنا من براثن التفسخ والانحطاط.

إن المطالب الجوهرية هي التي على أساسها تبنى النقابة و يكون أعضاءها وقيادتها، فمطالب من قبيل ما يلي:

  1. ترسيم كافة العاملين بالقطاع تحت نظام أساسي يقوي من مكاسب الشغيلة
  2. الرفع من الأجور إلى 7000 درهم كحد أدنى ، في قطاع التعليم مع مسايرة الأجور لارتفاع مستوى المعيشة.
  3. خفض ساعات العمل – 20 ساعة في الأسبوع كحد أقصى لجميع الأسلاك و للطاقم الاداري إلى 30 ساعة كحد أقصى مع جعل يومي السبت و الأحد كيومي راحة اسبوعية. من أجل تخفيف الضغط النفسي عن الشغيلة وامتصاص أقسام من الشباب العاطل الذي ينهشه الحرمان والبؤس.
  4. من أجل أقسام لا تتعدى 24 في الابتدائي و 30 في باقي الأسلاك ، من أجل تعليم عمومي جيد وذي مضمون في خدمة المجتمع وليس الطبقة البورجوازية النهابة.
  5. توحيد نظام التقاعد على قاعدة المكاسب الأرفع و جعله تضامني بين الأجيال و إبعاد الرأسمال عنه.
  6. تقاعد بكامل الأجر لمن يعاني من أمراض خطيرة  ومزمنة. ليعمل شبابنا الأصحاء بدل التهامهم من طرف امواج البحر أو الجريمة و المخدرات.
  7. سن تقاعد في 60 سنة للرجال و 55 سنة للنساء، شيوخ يعانون من القهر وشبان من البؤس والبطالة. إنها جريمة بورجوازية تبذر أموال طائلة على اليخوت وملاعب الغولف و الطائرات الخاصة و الجواهر و المنتجعات.
  8. مراجعة نظام الترقي والأجور بما يضمن مستوى عيش لائق لكافة الشغيلة
  9. نظام قروض بفوائد لا تتعدى الفائدة التي يقرها بنك المغرب، كفى من نهب بنوك البورجوازية لأجور الشغيلة الهزيل.
  10. جعل أموال صناديق الأجراء في خدمتهم حصرا بدل خدمة مصالح الرأسمال . توجيه أموالها لكي تستثمر في السكن لفائدة المنخرطين وكذا مشاريع صحية وثقافية ..
  11. العمل على تنظيم شغيلة القطاع الرأسمالي الخاص بالتعليم … نفس العمل نفس الأجر  ونفس مدة العمل .. إن نقابة لا تبذل مجهودا في هذا الاتجاه مهما كان بسيطا ليست جديرة باسمها،  وحدة الشغيلة ومصالحها فوق كل اعتبار…
  12. من أجل احتجاج وطني ضد كل أشكال الهشاشة التي تعانيها الشغيلة … يجب أن تفكر الشرائح الأكثر تنظيما ووعيا من الشغيلة في الفئات الأخرى لفائدة الجميع فالبورجوازية المدججة بالمال و أجهزة القمع تنتظم في منظمات خاصة بأرباب العمل لتدافع عن مصالحهم.

إن هذه المطالب يمكنها أن تلبي تطلعات أقسام عريضة من الشغيلة ، والنضال لتحقيقها يجب أن ينخرط فيه من يتفق عليها، وأشكال التنظيم والنضال من أجلها يمكن أن يتنوع من  العرائض وحمل الشارات والندوات والبلاغات والوقفات إلى الإضرابات والاحتجاجات في الشارع والتنسيق مع قطاعات أخرى. حسب ما تقتضيه موازين الصراع مع العدو البورجوازي.

في الأخير لكي يكون أي تنسيق نقابي مثمرا يجب أن يواكب بالتنسيق في القاعدة، في أماكن العمل. يجب أن تكون هناك اجتماعات موحدة للمكاتب الوطنية للنقابات ولجانها الإدارية ومجالسها الوطنية وصولا للتنسيق في الفروع الاقليمية والمؤسسات التعليمية في لجان إضراب وحدوية.

فكيف لتنسيق أن ينجح والمنسقون لا يجتمعون ليعطوا القدوة للشغيلة وليضعوا كل متراجع عن البرنامج النضالي تحت سياط نقدها ومحاسبتها. كما أن الإعداد الجيد للإضرابات يعد مفتاح نصرها. ومدة الإعداد يجب أن تكون كافية. فآلة الشغيلة جبارة إذا ما تحركت على السكة الصحيحة وكان وقدوها مصالحها ومصالح عموم الشعب المضطهد.

الفرصة مواتية للقطع مع المناخ الانهزامي وسط العمل النقابي فلتكن الطلائع النقابية  المناضلة أينما وجدت في مستوى اللحظة

ولتكن النقابة بما هي تجسيد لتنظيم الشغيلة واسم يرمز لتضحيات ملايين من الأجراء والأجيرات عبر العالم مفخرة لمن يحمله،  ولتكون إلى جانب التنظيم الآخر للشغيلة والشغيلات، الحزب العمالي أداة النضال والتحرر، من نير الطغيان البورجوازي.

نقابي

12 مارس 2018

شارك المقالة

اقرأ أيضا