من انتفاضة البيضاء إلى بركان الريف: سير الشعب الكادح إلى التحرر الذاتي

سياسة20 يونيو، 2017

 

للتحميل: سير الشعب الكادح إلى التحرر الذاتي

 

يوم 20 يونيو، قبل 36 سنة قام نظام الاستبداد والاستغلال بتقتيل مئات الكادحين بشوارع الدار البيضاء رميا بالرصاص يوم الإضراب العام العمالي الذي دعت اليه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ضد زيادات في أسعار مواد معيشية أساسية، ناتجة عن سياسة التقشف الساعية الى تخفيف الأزمة الاقتصادية على ظهر الجماهير الشعبية.

لم يكن كفاح يونيو 1981 مجرد انتفاضة خبز، بل صرخة شعب مقهور بعقود من الديكتاتورية والاستغلال الرأسمالي، وتعبيرا عن معاناة وصول السكين الى العظم. وقد تلت اندفاعات نضالية عديدة، سنة 1984 و1990، ثم تدفقت موجة النضال الجماهيري بالمناطق المهملة منذ النصف الثاني من سنوات 90، وبلغت ذرى في ايفني ايت باعمران وطاطا وبوعرفة وصفرو…. فبات المغرب ساحة نضال اجتماعي غير مسبوقة في تاريخه. وفي الآن ذاته خاضت الحركة النقابية نضالات دفاعية ضد الهجوم البرجوازي الكاسح منذ الشروع في تطبيق سياسة التقويم الهيكلي المملاة من المؤسسات المالية للامبريالية. وهذا الهجوم مستمر اليوم تحت أسماء أخرى، وقد دمر مكاسب عدة في خدمات التعليم والصحة وسياسة التشغيل واستقرار العمل والحماية الاجتماعية وعلى رأسها التقاعد، وهو سائر إلى تعميم الهشاشة في قطاعات الدولة بفرض التعاقد بدلا عن الترسيم، وإلى القضاء التام على نظام المقاصة لدعم أسعار بعض المواد الأساسية، مزيد من الغاء الحريات بمشروع قانون سيمنع الإضراب العمالي ويجرمه.

ومع هذا الهجوم على الواجهة الاجتماعية، يستمر الاستبداد بأقنعة متجددة، آخرها دستور العبيد لعام 2011، المكرس لحكم الفرد. وقد جاءت انطلاقة السيرورة الثورية بالمنطقة في متمم العام 2010، مطيحة بعدد من رؤوس الديكتاتوريات، لتحفز النضال العمالي والشعبي بالمغرب، بميلاد حركة 20 فبراير المجيدة، المناضلة من أجل إسقاط الاستبداد ومن أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. ورغم كل مناورات النظام، وتنازلاته السياسية الزائفة، وما اضطر الى منحه من تنازلات اجتماعية، ورغم الآثار المدمرة لصعود الثورة المضادة بالمنطقة، استمر الكفاح الشعبي بوتيرة متفاوتة إلى ان انفجر بركان الريف قبل زهاء 8 أشهر.

يعبر كفاح كادحي الريف عن جدارة انتمائهم إلى بطل التحرير محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي جسدت ثورته على الاستعمار النضال الشعبي الحقيقي الذي دلت التجارب العالمية انه السبيل إلى الظفر بالسيادتين الوطنية والشعبية. وإن ما يتعرض له كادحو الريف اليوم، والقوى الشعبية المتضامنة معهم في ربوع المغرب، دليل أن انتزاع المطالب الشعبية لن يكون بانصياع المستبدين بل بتطوير النضال الشعبي وتوحيد أهدافه وخطواته وطنيا، وتعزيزه بانضمام قوى الطبقة العاملة وتفعيلها لما تختزن من قدرة كفاحية هي الأشد فعالية.

ويأتي في أولويات كفاحنا اليوم تحرير أسرى النضال المعتقلين، بلا قيد ولا شرط، وإنهاء كل أشكال العسكرة الميدانية في عموم الريف، وفرض التفاوض حول المطالب مع الممثلين الحقيقيين للجماهير المناضلة. هذا مع كل ما يلزم من حيطة وحذر من مناورات النظام وأذنابه الرامية إلى احتواء أدوات النضال وإفراغ المطالب الشعبية من محتواها.

ان التحرر الشامل والعميق من نظام الفساد والاستبداد يتطلب توسيع رقعة النضال الجاري، وتعزيزه شعبيا وتكريس آليات تنظيمية ديمقراطية تتيح للشعب تملك أدوات نضاله. ويتمثل ودور طلائع النضال في دعم ذلك وتشجيع تحقيقه. وجولة نضال شعبنا الكادح في الريف خطوة في هذا المسعى تستدعي بذل كل ما يلزم لإجبار الدولة على الخضوع، لما في الأمر من حافز كفاحات قادمة أشد ضراوة.

 النصر لكادحي الريف الأشاوس، والخزي والعار لنظام الظلم والاستغلال

عاش الشعب الكادح مناضلا من اجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية

 تيار المناضل-ة ،20 يونيو 2017

شارك المقالة

اقرأ أيضا