نضال الأساتذة/آت المتدربين: تضامن غير كاف لكنه مهم

تدخل معركة الأساتذة المتدربون شهرها الثالث من أجل إسقاط المرسومين المشئومين (يقضي الأول بفصل التكوين عن التوظيف والثاني بتقليص المنحة إلى النصف).

حتى الآن، لا بوادر لتدخل النقابات لإعلان إضراب وطني في قطاع التعليم، على الأقل، تضامنا مع الأساتذة المتدربين. مسؤولية النقابات جلية في التغاضي عن المعركة والوقوف موقف المتفرج، بدل حفز التضامن لنصرتها.

الشارة الحمراء موقف شكل تعبوي للرد العمالي والشعبي المطلوب

دعت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين إلى حمل الشارة الحمراء للتعبير على الاحتضان الشعبي لمعركتهم، وعن تضامن الأجراء (رجال ونساء التعليم خصوصا) معهم.

إنه شكل تعبوي ناجح ضروري لكنه ليس كافيا. لقد حرك جسما راكدا حتى الآن، وأيقظ من هم في الأسفل، واجتاحت صور حمل الشارة الحمراء في أماكن العمل مواقع التواصل الاجتماعي، وأبانت عن استعداد كامن لدى الأجراء بمختلف القطاعات، في المدن والقرى، للتضامن مع الأساتذة المتدربين.

أمس، برز جليا تضامن الأجراء والكادحين الطبقي تجاوبا مع نداء الأساتذة المتدربين، ومن المتضامنين من عبر عن المبادرة لتشكيل تنسيقيات محلية من أجل التعبئة والتضامن دون انتظار دعوة القيادات النقابية المستنكفة عن أي تدخل إلى حدود الساعة.

مهمة نضالية ملقاة على عاتق القواعد النقابية التي أبانت يوم أمس أنها لازالت على قيد الحياة، بالرغم من أن مبادراتها لا تلقى تجاوبا من القيادة. مع هذا يبقى دور المناضلين الجذريين ضروريا للمساهمة قدر الإمكان في حفز التضامن والتدخل في أشكاله.

لقد لفت المعركة الأساتذة المتدربين حولها ووحدتهم في وجه كل الضغوط والدسائس ونشر الإحباط، واستطاعوا وضع قرارات مررت بسرعة وبصمت مطبق موضع تساؤل.

10644998_1070948472939741_6836118195267724062_n

ليست الدولة في وضع مريح فانقسام أحزاب الحكومة حول الطريق الأمثل للتعامل مع احتجاجات الأساتذة المتدربين تعكس مأزقها لكنها تأمل في تفكك التعبئة بفعل الإنهاك لتفادي تنازل يستثير حركات مطلبية أخرى.

حتى الآن، لم يتمكن نضال الأساتذة المتدربين في دفع الدولة إلى التفاوض حول المرسومين نظرا لاختلال ميزان القوى لصالح الحكام. ومع تفاوت القوة هذا، لم يعد لدى الشباب المكافح ما يخسره، وليس أمامه سوى مواصلة النضال والرهان على نصرة تأتي من أعماق الشعب الكادح.

واجب النقابات التعليمية مساندة فعلية للأساتذة المتدربين فهم قاعدتها المستقبلية، والحركة الطلابية معنية أيضا باعتبار أن ما يواجه الأساتذة المتدربين اليوم يعنيهم غدا، ونفس المصير يهدد حركة المعطلين كذلك، لأن المرسومين سيضخمان جيش العاطلين،ويراكما فضلا عن ذلك؛ شواهد لا تضمن شغلا ولا دخلا، وهو أولا وأخيرا مسؤولية المنظمات النقابية في مواجهة سياسة تخريب الوظيفة العمومية تكوينا وتأهيلا وإدماجا وتقاعدا…

ليس لدى الأساتذة/آت المتدربين خيار سوى الإصرار على النضال، ومواصلة توجيه الدعوة للقيادات النقابية وللقوى السياسية والجمعوية والحقوقية من أجل التضامن والنصرة، لكن الأهم التركيز أكثر على توجيه الدعوة مباشرة لقاعدة النقابات وللمناضلين والمناضلات، ولجماهير الشعب المسحوقين من طلاب ومعطلين وشباب عامل…

ليكن المجلس الوطني المقبل لتنسيقية الأساتذة المتدربين فرصة من أجل توجيه الدعوة مباشرة لرجال التعليم ونسائه من أجل إضراب محدود لساعات، ومصحوب بوقفات احتجاج في أماكن العمل، ومن أجل دفع المركزيات النقابية للدعوة لإضراب تضامني ليوم واحد قابل للتمديد…

إنها معركتنا جميعا في الدفاع عن المدرسة العمومية، و عن حق أبناء شعبنا في التشغيل والحياة الكريمة.

 فوذة إمام

شارك المقالة

اقرأ أيضا