نصر ساطع  في معركة أنوال 2017

سياسة24 يوليو، 2017

نصر ساطع  في معركة أنوال 2017

بأشد  إصرار، ورغم تحذيرات النظام بإعلان منع المسيرة، والتهديد باستعمال القوة، الذي بات  أجوفا أمام تحدي الجماهير، نُظمت  مسيرة 20 يوليو2017 بالحسيمة.

انطلقت حاشدة، معبرة عن فشل سياسة الاعتقالات وكل صنوف الترهيب.  انطلقت المسيرة رغم  منع كادحي البلدات المجاورة (الدرويش، تامسينت، العروي …)  من دخول المدينة، ورغم محاولة التفزيع بتحليق مروحيات الدرك الملكي.

لولا تصدي  جحافل القمع للمحتجين/ ات المسالمين العزل بالغاز المسيل للدموع، والهراوات، والمطاردات،  لالتحمت  روافد الحشود الشعبية المتدفقة في  مسيرة تكون أعظم مما سبق من احتجاجات طيلة الشهور التسعة المنصرمة من عمر الحراك الشعبي.

إن الهدف من الدعوة إلى مسيرة 20 يوليو تحقق تماما: سواء لو لم تُـقمع وصارت ضخمة، او الكيفية التي تدخل بها القمع لتشتيت  عشرات آلاف من تحدوا قرار المنع. المهم أن الشعب الكادح بالحسيمة وعامة الريف أكد  وجدد رفضه لتجريم النضال الاجتماعي، وتمسكه بمطالبه، وبإطلاق سراح المناضلين/ت المعتقلين/ت.

كان اختيار يوم 20 يوليو  بقصد الاحتجاج، وكذا للاحتفاء بنصر معركة أنوال، وتأكيدا لاستمرار كفاح الأمس، لما دحرت القوات التحررية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي جيش الاستعمار.  ومما له دلالة قوية ان يقمع نظام اليوم الاحتفاء بنصر  أنوال المجيد، فهو في جوهره نظام استعمار جديد، استعمار متجسد فيما يسمى اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوربي، وفي الخضوع لمؤسسات البنك العالمي وصندوق النقد الدولي و منظمة التجارة العالمية.

لقد  انتصرت إرادة الشعب الكادح على دولة ظالمة قامعة. إن نزال يوم 20 يوليو تمرين  نضالي إضافي لعشرات آلاف المناضلين المشاركين فيه، ودرس إضافي لعامة مقهوري المغرب حول حقيقة الدولة، دولة الأقلية المغتنية بعرق الكادحين ودمائهم،  وحول سبل انتزاع الحق في حياة لائقة.

لقد أوقع الكفاح الشعبي الريفي نظام الاستبداد و الاستغلال في حيص بيص، فلم يبق له غير التخبط، باسم حفظ “هيبة الدولة”،  في سياسة قمعية بان فشلها الذريع. والعمل على إظهار بؤس الواقع بالريف كنتيجة لعدم تنفيذ برامج ما  إنما غايته البحث عن أكباش فداء لسياسة لاشعبية قائمة على تعميم البطالة وهشاشة التشغيل و تخريب الخدمات العامة، من تعليم وصحة …، أي تلك السياسة التي يفرضها البنك العالمي وصندوق النقد الدولي بالبلدان الغارقة في الديون بتواطؤ مع الطبقة السائدة المحلية.

كلما تأكد للحاكمين فشل خيار القمع سيعمدون الى المناورة وسيسعون الى نسف الحراك من داخل. وهذا ما يزيد ملحاحية تصليب العود الديمقراطي الجماهيري للحراك.

ليس حراك الريف سوى تمرين أولي لما سيقبل عليه المغرب من نضال جماهيري ضد سياسة الاستبداد السياسي و الإفقار و تعميم البطالة و الهشاشة و تخريب ما تبقى من خدمات عامة. هذا ما يضع على كاهل كل ديمقراطي حقيقي، وكل تواق حقيقي إلى الكرامة والحياة اللائقة، ان يسهم في تأجيج جذوات النضال بكل مكان، وتنظيمه على نحو ديمقراطي قائم على المشاركة الجماعية في القرار و في الرقابة على التنفيذ.

يجب ان نجعل من مراهنة النظام على الوقت، أملا  منه في أن يخبو الحراك،  فرصة لبناء تعبئات شعبية وعمالية، فذلك اكبر دعم لإخوتنا كادحي الريف من أجل  تلبية كاملة لكل مطالب الجماهير الشعبية،  بدءا بإطلاق سراح المعتقلين وإسقاط كل المتابعات وسحب كل قوى القمع ومغادرة القادم منها خارج الإقليم للمنطقة.

إن مناضلي/ات تيار المناضل-ة لا يقفون موقف تضامن مع حراك الريف وحسب، بل يعتبرون أنفسهم/ هن جزءا منه بما هو خطوة على طريق التحرر الشامل لكادحي المغرب.

يشهد مغربنا فترة حاسمة من تاريخه، إذ أن إمكانية تطوير الحراك الشعبي، كما ونوعا، باتت مفتوحة على نحو غير مسبوق. إننا أمام مسؤولية تاريخية، واجبنا ان نكون في مستوى النهوض بها.

النصر لكفاح كادحي الريف من اجل الحرية والكرامة و العدالة الاجتماعية

عاش الشعب و لا عاش من خانه

تيار المناضل-ة

24 يوليو 2017

شارك المقالة

اقرأ أيضا