شتنبر 1938: تأسيس الأممية الرابعة.

تاريخ الأممية22 سبتمبر، 2018

 

 

بقلم ليون كريميو، 21 سبتمبر 2018

منذ بداية ثلاثينيات القرن العشرين، واجه الماركسيون الثوريون تحديا: فقد تحولت الأممية الشيوعية، الأداة التي أنشئت عقب ثورة أكتوبر 1917، الى ملحقة للدبلوماسية الستالينية، بعد ان “طهرت” الأحزاب الوطنية، وخانت المد الثوري في الصين وانتهت بهزيمة من دون قتال أمام النازية في ألمانيا.

إعادة بناء أممية:

بعد غشت 1914، كان من الضروري بالفعل مقاومة اذعان قادة الأممية الاشتراكية للحكومات الامبريالية. وهكذا في أقل من 20 سنة، في خضم الحرب، ثم اندفاعات ثورية وانتصار الفاشية، كان من الضروري إعادة بناء المنظمة الأممية للمناضلين الثوريين.

أبعد من رغبته الاقتصار على شبكة البلاشفة-اللينينيين، حاول تروتسكي ورفاقه في البداية، دون جدوى، التجمع مع “وسطيي” مكتب لندن الذين قاوموا الضغط الستاليني الخانق، وكان موقفهم لصالح بناء الأممية الرابعة. كان الهدف إنشاء أممية جماهيرية. كان ضروريا مواصلة الطريق الذي شيدته الأممية الشيوعية عام 1919 والتنظيم بثبات بوجه الحرب القادمة والاضطرابات الثورية القادمة. تم بناء الأممية الرابعة أخيرا عام 1938 على أمل نمو العدد القليل من المناضلين الملتفين حولها كما كان الحال حول الأمميين بين 1915 و1919.

مشروع راهني دائما

لم تتحول الأممية الرابعة إلى منظمة ثورية جماهيرية بعد الحرب، لكن الحاجة إلى بناء مثل هذه الأممية لا تزال ملحة. لقد تغير العالم منذ 80 عاما: توسع وتفكك المجرة الستالينية وعودة روسيا إلى حضن النظام الرأسمالي العالمي، والثورات في كل من الصين وكوبا، وحرب الاستقلال في الامبراطوريات الاستعمارية التي أدت إلى انهيارها. دفعت كل هذه الاحداث للتحرك عشرات الملايين من النساء والرجال الباحثين عن سبل مجتمع ديمقراطي متحرر من الاستغلال والاضطهاد الرأسماليين، ويلبي الحاجات الاجتماعية. وأضيف لأهوال السياسات التقشفية الرأسمالية اليومية مئات آلاف النساء والرجال المشردين جراء الاضطرابات المناخية، واحترار الكوكب، وصعود حركات رجعية جديدة بأجزاء كثيرة من العالم. لا تزال المهام التي سطرها ثوار 1938 على جدول الأعمال، والأمر متروك لمناضلي ومناضلات اليوم النهوض بها، في النضالات والحركات الاجتماعية، وببناء قوة ثورية مناهضة للرأسمالية وأممية، بوجه انحرافات شوفينية ضيقة الأفق، تقود النضال النسوي، والايكولوجي، والمناهض للعنصرية، والمعادي للتمييز، وتعمم طموح البيان الشيوعي الذي ألهم الأممية الأولى.

منشور بموقع الحزب الجديد المناهض للرأسمالية NPA.

تعريب جريدة المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا