صدور العدد 62 من جريدة المناضل-ة لشهر دجنبر 2015: الافتتاحية والمحتويات

الافتتاحية: استنهاض القوة العمالية لتقود الشعب الكادح، هذا طريق الخلاص من السيطرة الاستعمارية الجديدة ومن القهر الطبقي.
على نحو أعمق من التحريك الذي تبادر اليه القيادات النقابية بقصد جر “الحكومة” إلى طاولة “الحوار الاجتماعي”، تصعد على نحو مجزأ ردات فعل مقاومة لتشديد الدولة عدوانها على الطبقات الشعبية.
كفاح كادحي طنجة ضد غلاء الكهرباء، و نضال طلاب الطب والمدرسين المتدربين دفاعا عن استقرار العمل، أمثلة جلية على ذلك. وستتبعها بلا ريب اندفاعات أخرى بقدر تقدم خطوات تعميق السياسة اللاشعبية التي تهندسها حكومة الظل بتعاون مع الرأسمال الامبريالي (تفكيك ما تبقى من دعم أسعار، تقاعد، الهشاشة بالوظيفة العمومية، معدلات بطالة فائقة، تحويل الخدمات العامة إلى تجارة، …).
صبوات المقاومة هذه بحاجة إلى التنظيم والتوحيد على صعيد وطني.
القيادات النقابية موغلة في سياسة “الشراكة الاجتماعية” ولن تنهج هذا السبيل. إنه واجب المناضلين العماليين في القاعدة، واجب تجاوز الخمول الراهن بالدفاع الفعلي عن مصلحة الأجراء بمطالب ذات قدرة على التوحيد، وباشكال نضال ديمقراطية، وإشاعة تقاليد التضامن الطبقي، داخل الطبقة العاملة ومع الطبقات الشعبية.
بيد أن حالة الضعف الراهنة قد تحدو بغير المسترشد بالفكر العمالي الثوري إلى استبطان الضعف الظرفي لقوى الكفاح العمالي، ومن ثمة المراهنة على قوى طبقية أخرى جعلها السياق السياسي تبدو قوية. هذه بالضبط أساس دعوات التحالف مع قوى رجعية المشروع توجد حاليا في تعارض مع النظام السياسي الاستبدادي.
إن القدرة العددية لتنظيمات من هذا القبيل تخفي قصورا نوعيا: إنها قوى طبقات متوسطة، ليست ديمقراطية بالكامل، وحتى قد تغلف مشروعا لاديمقراطيا بشكليات ديمقراطية، وغير مناهضة بتاتا لنظام استغلال قوة العمل.
قوة التغيير الشامل والعميق المطلوب كامنة في الطبقة العاملة بالدرجة الأولى، بفعل موقعها في الانتاج.
إيقاظ هذه القوة، وتنظيم فصيلها المتقدم سياسيا، وبوجه عام الاستجابة إلى حاجة قوى النضال الاجتماعي- عمالية وشعبية- إلى تنويرها ببرنامج يساري أي ذي حمولة مناهضة للرأسمالية، تلك هي المهمة الرئيسية لمناضلي اليسار الثوري.
وبعبارة أخرى، قوة العمال النوعية تفرض أسبقية النضال العمالي، وهو الذي سيجر القوى الشعبية الأخرى ببرنامجه وأشكال نضاله. طبعا لن يتحقق التغيير الثوري دون تعاون الشغيلة مع بقية الشعب الكادح، فقراء القرى والمدن غير الأجراء. ما يعني العمل لانضمام الكادحين إلى مشروع الطبقة العاملة، أي تحقيق هيمنة هذه سياسيا على فئات الشعب الكادح.
إن المشكل الرئيسي لاستراتيجية نضال ثوري هو مشكل وحدة نضال الشغلية، فمصالح فئات الشغيلة الآنية متنوعة تنوع تكوينها (صناعة، زراعة، وظيفة عمومية، قطاع لاشكلي،قطاعات الهشاشة،…)، لذا فالرئيسي في مهامنا هو استنهاض قوى طبقتنا، ورفع العوائق على طريق تنظيميها وإنماء وعيها وتسيسه.
يمر هذا عبر النضال اليومي لبناء معارضة داخل المنظمات العمالية القائمة، بتهيئ شروط حياة نقابية داخلية حقيقية، قوامها المشاركة الجماعية في النقاش وفي اتخاذ القرار وفي التنفيذ، أي ديمقراطية عمالية وفق الاصول. و يمر أيضا عبر التوجه سياسيا صوب الطبقة العاملة برمتها، أي خارج المنظمات القائمة، التي تنظم قسما ضئيلا وحسب.
لقد وضعنا السياق التاريخي في تنافس مع قوى معارضة للاستبداد من موقع آخر، موقع فئات من الطبقة المتوسطة حاملة لمشروع رجعي رأسمالي. إننا نتنازع وإياها الهيمنة على الجماهير الكادحة. وباستنهاض قوى طبقتنا ستتعزز قدرتها على جذب الفئات الشعبية الكادحة الأخرى التي تظل حتى اليوم فريسة سهلة لتلك القوى الرجعية. قد تفرض ظروف النضال التقاء ميدانيا مع ذوي المشروع الرجعي، لكن حذار من وهم التكتل معهم بمبرر العدو الواحد، وحتى ذلك الالتقاء الميداني له شروط: صيانة استقلالنا وتميز رايتنا وحرية نقدنا لمن نلتقي معهم ميدانيا.
فلننهض بمهمتنا الرئيسية، مهمة العمل داخل طبقتنا، وهذا مفتاح النجاح في لف الكادحين الآخرين حولها في اتجاه الثورة التي ستقطع طريق المشاريع الرجعية و الرأسمالية، ثورة الشغيلة المستندة على فقراء المدن والقرى غير الأجراء .
المناضل-ة

—————-

المحتويات:

افتتاحية: استنهاض القوة العمالية لتقود الشعب الكادح، هذا طريق الخلاص من السيطرة الاستعمارية الجديدة ومن القهر الطبقي.

سياسة:

– اللحظة السياسية، النضالات الأخيرة ودلالتها

– أين الثروة؟ إنها تهرب إلى الخارج:
– الساحة العمالية راهنا، ومهامنا

– من أجل جبهة عمالية وشعبية موحدة لحماية المكاسب وصد التعديات القادمة

قضايا ونضالات عمالية:

– التضامن مع الأساتذة المتدربين: مبادرات صغيرة، لكن معبرة

– مقابلة مع مناضلة ومناضل من التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين:
– كفاح الأساتذة المتدربين: إلى النضال فلا منقذ غيره

– الأساتذة/آت المتدربون: معركة من أجل الكرامة واستقرار الشغل
– تسقط المراسيم المشؤومة، لا للقمع، النصر لمعركة الأساتذة/آت المتدربين

– من أجل تعبئة طلابية تساند النضالات الكفاحية
– استجواب مع الطيب كوزولي مناضل نقابي بالنقل الحضري بأكادير

– انتخابات مندوبي السلامة بالمناجم: من اجل دور فعلي في حماية الشغيلة من الأخطار المهنية

– النضال ضد البطالة نضال ضد الرأسمالية وأهوالها

– ممرضات وممرضون في مسيرة وطنية: ضد الهجوم على حقهم في الدراسة والتوظيف

قضايا أممية:

– في إسرائيل «حكومة يمين متطرف فائقة النزعة القومية والعنصرية»

– سنوات 1990: الهجوم الليبرالي الجديدة والعولمة الرأسمالية
أخيرة:

– أطروحات حول الثورة والثورة المضادة – ليون تروتسكى (1926)

 

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا