إيران: مقاومات للتدهور الاجتماعي

بلا حدود28 يناير، 2017

 

 

منذ الاتفاق بشأن برنامجها النووي، يظل هاجس الجمهورية الاسلامية الإيرانية هو جعل سوق الشغل يجذب أنظار الشركات متعددة الجنسيات. بالتالي هي السياسة “الاجتماعية” الأعنف من نوعها التي يجري تنفيذها.

تميزت هذه السياسة بشكل خاص بتعديل قوانين الشغل وإعادة إدخال إمكانية تشغيل الأطفال دون سن 15. تم إزالة أشكال الحماية الهزيلة المتعلقة بالعقود وتم تمديد إمكانية “خلق” عقود شفوية. من الآن فصاعدا يمكن “التفاوض” بشأن الأجور مباشرة بين المُشغِّل والعامل. مستوى الحد الأدنى للأجور محدد من شركة لشركة، وفقا “للواقع الاقتصادي”.

هذا هو السياق الذي جددت فيه الشركات الكبرى متعددة الجنسيات اتصالها مع طهران. وهكذا تحاول بيجو Peugeot أن تسترجع مكانتها -باعتبارها الشركة الغربية الرائدة- في سوق السيارت الايراني. أعلن اطلاق المشروع المشترك المسمى IKAP (شركة ايران خودرو-بيجو) أكتوبر 2016 عودة الماركة الفرنسية إلى السوق الايرانية. من جهتها أنشأت رونو مشروعا مشتركا مع شركة ايران خودرو وسايبا (Saipa). أما العنف الاجتماعي الذي يعاني منه العمال-ات الايرانيين-ات فليس بالأمر المهم…

بخصوص آيرباص، فقد وقعت بروتوكول اتفاق مع الجمهورية الاسلامية يغطي 114 طائرة للرحلات المتوسطة والطويلة. وقد استلمت لتوها الشركة الوطنية الايرانية للخطوط الجوية أولى طائراتها آيرباص A321. على المستوى التجاري، تأكد أن “الشيطان الأكبر” ليس مستبعدا. هكذا أعلنت شركة بوينغ الأمريكية عن توقيع اتفاق مع الخطوط الجوية الايرانية لبيع 80 طائرة وتأجير 29 أخرى.

نضالات واحتجاجات وتضامن

في وجه هذه السياسة الاجتماعية والاقتصادية والقمع العنيف، لم تضعف نضالات العمال. فهي جارية في أماكن العمل، كما امتدت إلى سجون الجمهورية الإسلامية قابلها صدى لا يستهان به وسط الجماهير. وتجري العديد من الحملات التضامنية في الخارج أو عبر الشبكات الاجتماعية.

منذ نهاية أكتوبر 2016، تفجرت موجة جديدة من الاحتجاجات في السجون الإيرانية. على مر الأسابيع الأخيرة، خاض العديد من المعتقلين إضرابا عن الطعام للتنديد بأوضاعهم داخل السجن. من بينهم نشطاء معروفين: علي شريعتي الذي تم اعتقاله بسبب مشاركته في مظاهرة سلمية ضد مهاجمة النساء بالأسيد، والمدافع عن حقوق الأطفال سعيد شيرزاد، بالإضافة إلى عدة مناضلين عماليين وأكراد.

الهدف من هذا الحراك هو المطالبة بالعدالة وبمحاكمات عادلة ووقف التعذيب وسوء المعاملة. خاض بعض المعتقلين الإضراب عن الطعام لأزيد من 70 يوما وهم في حالة حرجة. أمام هذا الحراك ودعم الناشطين، قام النظام بحملة تهديدات للمعتقلين وعائلاتهم، وتم تحويل العديد منهم إلى زنازين انفرادية في أجنحة شديدة الحراسة. البعض ممن نقلوا إلى المستشفى تم إعادتهم إلى السجن بالرغم من معارضة الأطباء.

مع ذلك أظهر النظام كذلك بعض نقاط الضعف. لقد تم إطلاق سراح الكاتبة والمناضلة غولروخ ابراهيمي الرائي بفضل الحملة العالمية وأنشطة الدعم في إيران. المعركة يجب أن تستمر. النشطاء المعتقلون وهؤلاء الذين واللواتي يناضلون-ن بكل شجاعة ضد ديكتاتورية الملالي يعولون-ن/يعتمدون-ن على الحملات التضامنية العالمية.

الكاتب: باباك كيا

تعريب المناضل-ة

المقال بالانجليزية:  http://www.internationalviewpoint.org/spip.php?article4836

المقال بالفرنسية: https://npa2009.org/actualite/international/iran-la-regression-sociale-rencontre-des-resistances

شارك المقالة

اقرأ أيضا