نداء تيار المناضل-ة لفاتح مايو 2017: التضامن مع كادحي الريف، أوجب واجبات اللحظة الراهنة

سياسة25 أبريل، 2017

للتحميل: نداء فاتح مايو 2017

ينزل عمال المغرب وعاملاته إلى الشارع يوم فاتح مايو 2017 لتأكيد رفضهم القاطع للسياسات الطبقية التي ينفذها الحاكمون، ومجمل الطبقة البرجوازية، ضد مصالح الكادحين وحقهم في حياة لائقة.

 البطالة مستشرية، وهشاشة التشغيل (العمل غير القار) متسعة الانتشار بوتيرة فائقة، والنساء ضحايا أشد صنوف الاستغلال والإذلال، ومخاطر الشغل تفتك بصحة الأجراء وحياتهم، والأجور مجمدة، وقسم عريض من الشغيلة محروم من أي حماية اجتماعية، وقسم آخر عرضة لظلم عدم تصريح أرباب العمل بكامل أيام العمل وبكامل الأجر، وقسم ثالث ضحية حرمان وتحقير بما يسمى المساعدة الطبية للمعوزين (رميد)، ودكاك تدمير المكاسب يتقدم نحو ما تبقى منها بعد ضرب تقاعد الموظفين ونظام عملهم (العقدة، “المرونة”…) وصندوق دعم المواد الأساسية… وها هي حكومة الواجهة الجديدة سيجري استعمالها  قفازا ليد صندوق النقد الدولي والأقلية المالكة/الحاكمة المتواطئة معه نحو مزيد من تحميل الطبقة العاملة وعامة المقهورين أعباء الأزمة الاقتصادية.

لسنا نستسلم أمام هذا العدوان البرجوازي الكاسح، إذ يقاوم العمال بالقطاع الخاص رغم الحرب الجارية على العمل النقابي (الفصل 288 من القانون الجنائي، مشروع منع الإضراب…)، ورغم ضغط البطالة والهشاشة، ويتصدى مستخدمو الدولة  بنضالات قطاعية متواترة، لكن هذا كله تنقصه خطة نضال موحدة الأهداف وأشكال النضال، معززة بتسيير القاعدة للنضالات ديمقراطيا، بدل “إضرابات عامة” ليوم واحد كل سنتين أو ثلاث، أو مسيرات وطنية من نفس العيار، لا نتيجة لهما غير إفراغ شكلي النضال هاذين من محتواهما ونشر المزيد من إحباط  معنويات النقابين وعامة الأجراء وإفقادهم الثقة في النضال. لقد أوغلت قياداتنا في التعاون مع البرجوازية ودولتها لضبط الوضع الاجتماعي، بمبرر “حفظ الاستقرار” الزائف، وباتت تردد لازمة “مأسسة الحوار الاجتماعي” متجاهلة أن التفاوض البارد، بلا كفاحات، لا يؤتي أكلا، بل يتيح للأعداء ربح الوقت وتفكيك التعبئات العمالية، ومن ثمة نسف أسس النضال النقابي.

إننا في تيار المناضل-ة إذ ننخرط في كل نضال عمالي بما نـُؤتى من قدرات، وبروح كفاحية نقدية بناءة، نجدد دعوتنا لمناضلي طبقتنا الأوفياء بكل المنظمات النقابية، للتكتل وفق خط نضال معارض لسياسة “الشراكة الاجتماعية” مع الرأسماليين ودولتهم، دفاعا عن هوية النقابة العمالية بما هي أداة نضال طبقي. ومن جهة أخرى نحيي كفاحية الجماهير الكادحة بمنطقة الريف التي تخوض منذ نصف سنة نضالا ضاريا وصامدا ومن اجل حقها في الحرية والحياة الكريمة، من اجل حقها في الصحة والتعليم، والبنيات التحتية، ورفع الإهمال الذي تتعرض له المنطقة منذ عقود. وندعو كل مناضلي/ ات الطبقة العاملة للعمل على مساندة هذا النضال بكل السبل، والاستفادة من أشكاله الديمقراطية في التعبئة والتنظيم، وتشكيل لجان تضامن معه، وبذل قصارى الجهود ليمتد إلى باقي جهات البلد، ليغدو نضالا وطنيا واحدا موحدا ضد السياسات البرجوازية المسببة للفقر والتهميش. إذ لا يمكن تحقيق مطالب الكادحين والكادحات الاجتماعية إلا بإسقاط السياسات النيوليبرالية التي ترهن البلد للمؤسسات الامبريالية (صندوق النقد الدولي، البنك العالمي، منظمة التجارة العالمية، الاتحاد الأوربي…)، وهذا مستحيل دون بناء ميزان قوى بالنضال والتضامن، وبالتسيير الديمقراطي للنضالات. وبوسع حركتنا النقابية أن تنهض بدور رئيس في امتداد النضال وتوحيده، ولنا مثال في دور مناضلي قواعد النقابة العمالية بتونس في إسقاط الديكتاتور وفتح آفاق التحرر. لقد كان الريف رائدا في نضال التحرر الوطني بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهو سائر إلى الريادة في النضال الاجتماعي ومن أجل التحرر من الاستبداد بالنفس الطويل لكفاحاته، وبما يبتكر شبابه من أساليب التعبئة الميدانية والجموع العامة وحلقيات النقاش الشعبية بالمدن والقرى.

إن واجبنا الأولي، في هذه اللحظة، نحن المناضلون والمناضلات العماليون، هو الانضمام الى حراك الريف بالتضامن والعمل الدؤوب ليمتد إلى كل ربوع البلد، مع الحرص على تسييره الديمقراطي وعلى وفائه لأهدافه.

إننا مقبلون على تصعيد نوعي للعدوان على طبقتنا وعامة المقهورين بعد تمكن النظام من تنصيب مؤسسات زائفة وتتويجها بحكومة واجهة تموه الاستبداد وتمرر سياسات فرط الاستغلال وتدبير الأزمة على ظهر الكادحين. ولن ينفعنا غير إنماء إرادة الكفاح لدى كل ضحايا هذا النظام، وبناء أدوات النضال ديمقراطيا وبروح طبقية كفاحية للتمكن من بلوغ ميزان القوى الكفيل بفرض البديل الملبي لحاجات الجماهير الشعبية وتوقها إلى الحرية والكرامة، البديل الديمقراطي الاشتراكي.

النصر لكادحي الريف وعامة المغرب، عاشت الطبقة العاملة مكافحة من اجل التحرر التام من كل استغلال واضطهاد

تيار المناضل-ة، 25 أبريل 2017

شارك المقالة

اقرأ أيضا