كل التضامن مع كادحي  أيت بوكماز  المكافحين: مسيرة  شعبية عارمة من أجل مطالب اجتماعية

بقلم؛ جنين داوود 

من أعماق جبال الأطلس الكبير، من أيت بوكَماز (70 كلم من أزيلال)طلع صوت الكادحين اليوم  مطالبا بالحقوق التي طالما طالب بها مقهورو كل ربوع المغرب منذ عقود.  مطالب تتعالى كل مرة من منطقة، فيكون الرد بالمناورة و التسويف و الفتات والقمع. وبعد مدة ترفع الرأس في منطقة أخرى … طيلة عقود. أحيانا تنتزع مكاسب جزئية لكن مكسبها الكبير هو الخبرة النضالية و الثقة في العمل الجماعي.  إنها نفس المطالب الاجتماعية لأن السياسة اللاشعبية المفروضة تواصل التضحية بمصلحة الأغلبية لفائدة أرباح الأقلية. المطالب  في كلمة واحدة هي  الحق في حياة لائقة، بإتاحة مقوماتها من بنية تحتية طرقية، وأخرى صحية وتعليمية وسكنية ورياضية …

يوم 9 يوليو يوم استثنائي في الأطلس الكبير، خرج فيه سكان ايت بوكماز عن روتين تحمل مشاق الحياة بصبر ومزيد من الصبر، فساروا  بالمئات في مظاهرة شعبية، في موكب سيارات وآخر للراجلين، نحو ولاية جهة بني ملال.

 مسيرة من أجل المطالب التالية :

1- إصلاح وتهيئة الطريق الجهوية 302 (تيزي نترغيست) والطريق 317 (آيت عباس) و توفير وسائل النقل كمطلب أساسي لفك العزلة.

2- توفير النقل و خاصة المدرسي لمحاربة الهدر المدرسي

3- المطالبة بتوفير طبيب قار بالمركز الصحي المحلي و تجهيز هذا الأخير و الذي يعاني من خصاص حاد

4- تحسين الولوج للخدمات الصحية و تقريبها إلى الساكنة و توفير سيارة إسعاف مخصصة للمنطقة

5- توفير تغطية شاملة لشبكة الهاتف والإنترنت، لتسهيل التواصل

6- إحداث ملاعب القرب و فضاءات خاصة  بالشباب

7- الدعوة لفتح مركز تكوين في المهن الجبلية، بما يتماشى مع خصوصيات المنطقة ويوفر فرص شغل محلية

8-  بناء مدرسة  جماعية للتشجيع على الدراسة خاصة في وسط الفتيات

9- بناء سدود تلية لحماية الهضبة من الفيضانات

10- ربط الدواوير بشبكة الماء الصالح للشرب

 وفضلا عن هذه المطالب، يعاني السكان من ظلم الشروط الإدارية المتعلقة برخص البناء، خاصة تلك التي تلزمهم بالحصول على تصميم التهيئة، وهو شرط غير واقعي في منطقة قروية نائية تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية. هذا الشرط يحرم العديد من الأسر من تشييد مساكن لائقة تؤويهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

وثمة ايضا معاناة السكان من قلة نقاط تعبئة واستخلاص فواتير الكهرباء في الجماعة، حيث توجد نقطة واحدة فقط في أيت بوكماز لا تفي بالغرض، نظرا للكثافة السكانية المرتفعة واتساع رقعة الجماعة. ويطالب السكان بإحداث نقطتين إضافيتين على الأقل، لتقريب هذه الخدمة الأساسية من المواطنين والتخفيف من مشقة التنقل والازدحام، خاصة بالنسبة لكبار السن والنساء.

هذه المسيرة  تنفيذ لقرار اتخذ في اللقاء التنسيقي الذي نظم يوم 3 يوليوز 2025  حيث تم اتفاق على التحرك النضالي من أجل المطالب الشعبية بعد فشل العديد من اللقاءات مع المسؤولين المحليين، منهم المسؤول الأول بإقليم أزيلال في إيجاد حلول ملموسة لمطالب السكان.

وفي هذا اللقاء التنسيقي تشكلت لجنة محلية للإشراف على المسيرة، وأكد الحاضرون ان النضال سيكون سلميا وانه لن يتوقف، مرحبين بتضافر جهود الجميع.

مسيرة 9 يوليوز خطوة تستوجب التضامن و المساندة، والتعزيز  بانضمام كادحي المناطق المجاورة لايت بوكماز من أجل مطالب كادحيها الذين يعيشون في أوضاع اجتماعية لا تقل سوءا. تقوية التعبئة والتعاون من اجل انضمام كادحي مناطق اخرى، هذه هي الطريق الى تحقيق المطالب  وإفشال مناورات من يرفض تلبية المطالب. قوى اليسار المناضل مطالبة بالتحرك للمآزرة وتنظيم التضامن على صعيد وطني، وتوحيد حركة النضال الشعبي في بؤرها الراهنة والسير نحو حراك وطني شامل يغير ميزان القوى بما يتيح تحقيق المطالب الشعبية.

شارك المقالة

اقرأ أيضا