الحسيمة: إضراب عام ومسيرة شعبية حاشدة للرد على حملات النظام المغرضة

 

 

كشفت الدولة المغربية عن نفاد صبرها وأعلنت غضبها من امتناع حراك منطقة الريف التخلي عن النضال سبيلا لتحقيق مطالبه التي أعلنها لأشهر عديدة. حاول النظام إلصاق تهم عديدة هدفها تشويه حقيقة الحراك النضالي وفرض طوق عنه وإفقاده التضامن الشعبي الذي عم عموم البلد. جندت الدولة آلاتها الإعلامية وجزء من قيادات أحزابها، وأشاعت أجواء رعب بتعمد إرسال ترسانة ضخمة من أجهزتها القمعية بعدتها وعتادها لتخترق شوارع مدينة الحسيمة، ونصبت عشرات الخيام لإيوائها، في صورة تتناقض مع أدائها إبان زلزال 2012. حينها لم تقدم الدولة على فعل أي شيء لساعات طوال بعد أن دك الزلزال بيوت السكان على رؤوسهم، وظلت الدولة غائبة رافضة إزعاج رؤسائها وهم في نومهم المريح.

يوم 18 ماي 2017، خرج المحتجون للتعبير عن الغضب من حملات النظام ولرفض تصريحات أحزاب الأغلبية التي شهرت بالحراك ونشر الأكاذيب الباطلة في إطار تقاسم للأدوار وفي سعي لتوفير الغطاء السياسي لتنفيذ خطط قمعية تحقق ما عجزت عنه الوعود الكاذبة. غصت شوارع مدينة الحسيمة بالآلاف من المتظاهرين الغاضبين الدين كرروا مطالبهم وفندوا الشائعات التي تروج ضدهم وأكدوا إصرارهم على المضي قدما حتى انتزاع حقوقهم.

من اجل توسيع التضامن مع نضالات الريف.

ينظر شعبنا إلى نضالات منطقة الريف بعين التعاطف، ويعي جيدا أن ما خرج من أجله سكان الريف يعني شعبنا قاطبة. لقد تم تنظيم أشكال تضامن بمدن عديدة وتم قمع البعض منها ومراقبة لصيقة للباقي. طبعا يعرف النظام أن توسيع التضامن وتشكيل تنسيقيات النضال ضد القهر والتهميش اقتداء بالريف هو علامات عودة الموجة النضالية التي اعتقد أنه دفنها.

إن نضالات الريف تلعب دور المحفز لإعادة إطلاق دينامية نضالية بعموم البلد، وهدا ما تعيه جيدا أجهزة الدولة، وهي مترددة بخصوص أي خيار ستسلكه، ويؤمن لها إقبار الحراك مع تجنب ما يمكن ان يشكل عامل تهييج للنضالات في البلد كله.

يلقي نضال سكان الريف على عاتق كل المناضلين من أجل التحرر الحقيقي لشعبنا الكادح مسؤوليات جسام في النهوض بما يلزم لحفز التضامن وفضح دعاية الدولة، وحث طبقات الشعب الكادحة على تتبع المؤامرة المتربصة بجماهيرنا في الريف. من أوليات التضامن الواجب تأسيس لجان التضامن وتنظيم الاحتجاجات، ونشر المادة الإعلامية التي تكشف حقائق الوضع. إنه سبيلنا لبناء حركة نضال شعبي مستقلة عن الفساد والاستبداد وأدواته وتوابعه الجبانة والخانعة.

من أجل تعميم نضالات حراك منطقة الريف ومن اجل أن جعل البلد كلها ساحة نضال شعبي واسع وواعي ومنظم وكفاحي ضد الفساد والاستبداد.

النصر لشعبنا في نضاله من اجل الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

ن.س

شارك المقالة

اقرأ أيضا